تسبب اعتداء على قناة جلب مياه جلمة – سبيطلة في اتجاه سيدي بوزيد من قبل بعض المحتجين ممّا انجر عنه تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصّالح للشّرب بالمناطق التّالية: جلمة، السبّالة، البريج، سيدي بوزيد، أولاد حفوز، الفايض، الخشم، فطناسة، السّعيدة والرّقاب. وسخّرت وزارة الفلاحة فرق صيانة من الولايات المجاورة للسّهر على إصلاح هذا العطب و إن هذه الفرق ستعمل بشكل متواصل دون انقطاع حتى يتمّ إرجاع الماء الصّالح للشّرب للمتساكنين. ومع بداية الصيف وخاصة شهر جوان شهدت مختلف جهات البلاد انقطاعات متتالية للماء الصالح للشراب في حادثة أصبحت تُعاد في كل سنة حيث قال الخبير في التنمية والتصرف في الموارد حسين الرحيلي إنّه تمّ تسجيل 187 انقطاعا للماء على مستوى وطني إلى حدود شهر جوان الفارط ”وهو عدد ضخم ودليل على أنّ الانقطاعات أصبحت عادة” وفق قوله. وأضاف الرحيلي أنّه رغم وفرة الأمطار وانعكاسها ايجابيا على السدود وارتفاع مخزون المياه لكن انقطاع مياه الشرب انطلق مبكرا، وشمل عدّة ولايات على غرار قفصة والقيروان والقصرين وتطاوين وأيضا ولايات الشمال الغربي. وأكّد الرحيلي في تصريح لجريدة “الصباح” اليوم السبت 6 جويلية 2019 أنّ 60% من قنوات المياه في تونس مهترئة وأغلبها مازال بنفس الحجم والسعة رغم تزايد عدد السكان إضافة إلى أنّ 22 من المياه المعدّة للفلاحة مهدورة بسبب التبخر وانفجار القنوات. وشهد شهر جوان 2017 تسجل 182 حالة قطع مياه صالحة للشرب و40 احتجاجا بسبب اضطراب التزود بالمياه و23 حالة تسريب مياه من الشبكة و12حالةابلاغ عن مياه غير صالحة للشرب. وكان المرصد التونسي للمياه اصدر في الآونة الاخيرة بيانا اكد فيه الانقطاعات المتواصلة والمتكررة للماء الصالح للشراب مما ساهم في ارتفاع وتيرة الحركات الاحتجاجية التي تزامنت مع تقديم مشروع مجلة المياه في نسخته الجديدة من طرف وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وسط تغييب متواصل للمجتمع المدني والخبراء والأطراف المتداخلة في مجال المياه. كما ارجع المرصد الانقطاعات الى ترديّ الخدمات المرتبطة بالمياه وغياب استراتيجية وطنية ناجعة لحوكمة هذه الموارد وعشوائية التصّرّف فيها، منبها من أنّ هذه الصائفة لن تختلف عن سابقاتها بخصوص أزمة العطش التي شهدتها تونس في السنوات الماضية خصوصا في ظلّ غياب الجدية والإرادة من وزارة الإشراف والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه للحيلولة دون تفاقم هذه الأزمة.