مع بدء العدّ التنازلي لموعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، والمزمع عقدها في أكتوبر ونوفمبر المقبل، تسارعتْ وتيرة الأحداث في البلاد، حتّى أن معظمها بات ينذر بدخول تونس في حقبة جديدة من التنافس الشرس الذي يضع الفرقاء السياسيين في معارك الحروب الكلامية والتصريحات والتصريحات المضادة. ووصف رئيس حزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق مرشح الانتخابات الرئاسية نبيل القروي ب”مرشح المافيا”، مؤكّدا أنّ الشكل المافوي للحكم أصبح واضحا، في إشارة إلى نبيل القروي الذي قال إنه يقدم نفسه باعتباره حاميا للفقراء، وأنه يستغل قناته التلفزية لهدفه الشخصي، محذرا من مخاطر “حكم المافيا” مبرزا أن وصولهم للحكم (مرشحي المافيا) سيقود البلاد إلى صراعات لا نهاية لها . وانتقد مرزوق في حوار لجريدة “المغرب” في عددها الصادر اليوم مساندة أوساط من النخبة لمثل هؤلاء المرشحين ( نبيل القروي أساسا) متهما إياهم بالدعاية للشعبويين ومساندتهم للوصول إلى الحكم في إطار معركة ضد يوسف الشاهد . وتابع: “البعض اليوم مستعد لأي شيء لأنه يظن أن هذا يضر فقط بيوسف الشاهد.. أنا لا أتفق مع الشاهد ولا حركته ولكن لا أقبل بهذا لأنه يضر بمصلحة تونس أولا”. واتهم مرزوق نبيل القروي بإبرام صفقة مع حافظ قائد السبسي نجل رئيس الجمهورية مشددا على أن “الصفقة بين الطرفين هي محل استعداد وتحضير منذ مدة في القصر وعادة مثل هذه الصفقات تحدث بسرعة لأنها تقوم على مصالح واضحة وقع ترتيبها بين الطرفين ” وكانت وسائل إعلام قد تداولت تصريحا للمحلل السياسي القار بقناة نسمة المنذر ثابت أدلى به لقناة العربية، قال فيه إن مصالحة تاريخية حدثت بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحافظ قايد السبسي الممثل القانوني لحزب نداء تونس و نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس و ذلك لمحاصرة النهضة قبل الانتخابات، قبل ينفي ثابت هذه التصريحات، مشيرا إلى أنها مجرد تأويلات لا أساس لها من الصحة. وقبل أيام، تحدثت تقارير إعلامية مكثفة عن جلسة مهمة جمعت بين المدير التنفيذي لحزب النداء حافظ قائد السبسي، والقيادي بالنداء عبدالرؤوف الخماسي ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، والقيادي بحزب قلب تونس أسامة الخليفي. وأكّد مراقبون أن هذا اللقاء، يُعتبر أولى خطوات تشكيل تحالف يجمع الحزبين، ومن المرجّح أن تلتحق به أحزاب أخرى في الأيام القادمة.