برزت مخاوف من استعمال أجهزة وموارد الدولة منذ أن رأى حزب “تحيا تونس” النور الذي ترأسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد.وتزايدت المخاوف وتعمّقت منذ أن قرّر هذا الأخير الترشّح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها. ورغم اتهام الأحزاب المعارضة لحزب تحيا تونس ورئيسه باستغلال أجهزة وموارد الدولة لمصالح حزبية وشخصية ضيقة، فإن الإنكار كان السبيل الأوحد أمام المعنيين بالأمر، وقد قرّر يوسف الشاهد تفويض صلاحياته لوزير الوظيفة العمومية كمال مرجان لتفادي أي اتهامات باستغلال منصبه أو موارد الدولة أو الانشغال بالانتخابات على حساب العمل الحكومي. وسرعان ما توسعت دائرة الاتهام من بين المعارضة للحكومة ليصبح البعض من أعضاء الحكومة يتراشقون التهم حول استغلال المرفق العام لفائدة الاستحقاق الانتخابي المقبل. وقال سليم العزابي مدير الحملة الانتخابية للمترشح للرئاسية يوسف الشاهد أن حركة "تحيا تونس" لديها معطيات ومعلومات تفيد بأن عبد الكريم الزبيدي بصدد عقد اجتماعات مع شخصيات سياسية في مكتبه بمقر وزارة الدفاع الى جانب استغلال الملحق الإعلامي للوزارة في حملته متهما إياه باستعمال الموارد البشرية للوزارة في حملته الانتخابية. وكان الزبيدي قد تحدّث في حوار صحفي سابقا عن شبهات استغلال إمكانيات الدولة في الحملات الانتخابية في إشارة إلى حزب تحيا تونس ويوسف الشاهد. وفي تعليقه على تبادل الاتهامات بين الفريقيين، قال النائب عن الجبهة الشعبية عمار عمروسية: “شهد شاهد من أهلهم”. وأضاف عمروسية في تصريح لموقع “الشاهد” أن أجهزة الدولة تم تسخيرها لفائدة الحملات الانتخابية للانتخابات التشريعية والرئاسية والغاية الوحيدة منها هو صياغة النتائج الانتخابية قبل أوانها وبطرق بشعة اكثر من سابقيهم . وشدّد عمروسية على أن أساس الديمقراطية هي الفصل بين الدولة والحزب وهي القضية الكبرى للقوى الديمقراطية والتقدمية. تجدر الإشارة إلى أن سليم العزابي طالب عبد الكريم الزبيدي بتوضيح حقيقة توظيف وزارة الدفاع في حملته وحقيقة استقالته منها