احتدم الخلاف بين وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي ورئيس الحكومة المفوض لصلاحياته يوسف الشاهد، وتصاعدت وتيرة التراشق بالاتهامات حول استعمال وسائل الدولة لغايات انتخابية. وقد ساهم تصريح الأمين العام لحزب تحيا تونس سليم العزابي الذي اتهم فيه وزير الدفاع الوطني باستغلال المكتب الصحفي بوزارة الدفاع لفائدة حملته الانتخابية في توتير الأجواء، الشيء الذي دفع الزبيدي إلى الكشف عن العديد من التجاوزات. وقد تبرّأ الزبيدي من تهمة استغلال صحفي بوزارته لفائدة الحملة الانتخابية مؤكدا أن الصحفي كان في إجازة وأنه هو من تطوّع للعمل في حملته الانتخابية، مشيرا إلى أن يوسف الشاهد استهل حملته الانتخابية منذ 6 أشهر مستعملا بذلك كل امكانيات الدولة وأنه له أدلة على ذلك. وأوضح الزبيدي أن التحوير في حركة الولاة والمعتمدين والاجتماع مع العمد واعطاء تعليمات تتعلق بالانتخابات يندرج في إطار استعمال يوسف لشاهد لمنصبه ولوسائل الدولة، مبينا أن وزراء وكتاب دولة يعملون مع الشاهد ويستعملون في امكانيات الدولة من سيارات ومحروقات وسواق. كما بيّن وزير الدفاع أن يوسف الشاهد استعمل في العديد من المناسبات طائرات عسكرية تكلفت على وزارة الدفاع خلال زيارتين لا تندرجان في إطار خطته كرئيس حكومة 90 ألف دينار، إلى جانب السيارات الواقية من الرصاص وغيرها. وفي ما يتعلّق بمعاينته لهذه التجاوزات والسكوت عنها، أكد الزبيدي أنه تطرق إلى الموضوع في العديد من المناسبات ، قائلا إنّه لا يتهجم على الآخرين ولكنهم يجيبهم إذا تهجموا عليه، مضيفا أنّه لم يكن سيتطرق للموضوع لولا أنّه تمك ذكر الصحفي بوزارة الدفاع. وقد أثار هذا التصريح استياء المتابعين للشأن السياسي في تونس الذين استنكروا إقدام رئيس الحكومة على استعمال إمكانيات الدولة وعدم ردعه من قبل الوزراء المطلعين على هذه التجاوزات. كما اعتبروا أن الانتخابات المقامة حاليا لم تحترم شروط تكافؤ الفرص خاصة وأن بعض مرشحيها مثل يوسف الشاهد استخدم أجهزة الدولة حسب تصريحات وزير الدفاع واستعدّ للانتخابات باستغلال منصبه منذ أشهر عديدة.