رغم أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد فوض صلاحياته لوزير الوظيفة العمومية كمال مرجان، في رسالة طمأنة للسياسيين الذين طالبوه بالاستقالة، إلا أن شبح استغلال إمكانيات الدولة وأجهزتها لا يزال يطارده من قبل منافسيه في السباق الرئاسي وعلى رأسهم عبد الكريم الزبيدي . وفي هذا السياق، قال المترشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي إن رئيس الحكومة بدأ منذ 6 أشهر في حملته الانتخابية وهو على رأس الحكومة واستعمل كل إمكانيات الدولة لذلك من طائرات عسكرية وسيارات إدارية، وقام بزيارات لا علاقة لها بدوره كرئيس حكومة. وأضاف الزبيدي أن “الشاهد أدخل تحويرات بسلك الولاة واجتمع بهم وبالمعتمدين لإسداء التعليمات في ما يخص الانتخابات القادمة”. وتساءل الزبيدي أثناء حضوره في إذاعة “شمس أف أم”: “كم له من وزير وكاتب دولة يستعملون سيارات الدولة وسواقها والمحروقات في الحملات الانتخابية ؟ “. وتابع: “يوسف الشاهد استعمل طائرة عسكرية من طراز C 130 إلى جانب سيارة مصفحة في زيارات لا علاقة لها برئاسة الحكومة مثل افتتاح مؤتمر طبي تنقل إليه بطائرة تكلفت 40 ألف دينار على المجموعة الوطنية وتدشين محطة فولطوضوئية بتوزر استعمل فيها طائرة عسكرية تكلفت 50 ألف دينار على المجموعة الوطنية “. وأشار إلى أنه تحدث عن ذلك في عديد المناسبات ولكن ليس أمام الملأ وفي الإعلام نظرا لأنه يشغل خطة حساسة هي وزير الدفاع. وأكد الزبيدي إنه يريد الوصول إلى كرسي الرئاسة لإنقاذ تونس من أيادي “المافيا” و”الباندية” والكناطرية"، وذلك عند حضوره في راديو شمس أف أم. وكان يوسف الشاهد قد قرر شهر أوت الماضي تفويض صلاحياته لوزير الوظيفة العمومية وتحديث الادارة والسياسات العمومية كمال مرجان وقتيا و ذلك ردا على الإتهامات التي تطاله بإستغلال امكانيات الدولة في حملته الإنتخابية. ورغم ان قراره جاء لإبعاد شبهة استغلال الدولة عنه، إلا الكثير من المتابعين اعتبروا أن قرار التفويض غير كافي لإبعاد الشبهات، بل أن الكثيرين ذهبوا إلى ان الشاهد وبهذا القرار استطاع اكتساب مغانم عديدة من بينها ظهوره بصورة الوطني النزبيه، وثانيها عدم خسارة منصبه كرئيس الحكومة، فالشاهد لن يتغيب عن الحكومة أكثر من ثلاثة أسابيع ويمكنه في المقابل أن يتفرغ لحملته الانتخابية دون تعطيل، و سييبقى قادرا على إملاء ما شاء من القرارات وقتما شاء.Masquer ou signaler ceci