لأول مرّة في تونس، خاض المترشّحون للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها تجربة المناظرات التلفزية التي بثّت بشكل موحّد على جميع القنوات التلفزية والاذاعات، وقد حظيت هذه المناظرات باهتمام جل شرائح المجتمع التونسي حتى أولئك الذين لا يهتمون بالشأن السياسي على اعتبارها تجربة أولى وترجمة للديمقراطة.فهل أن هذه المناظرات ستساهم في توجيه الناخب نحو المرشّح الأجدر؟؟ وهل لها تأثير على تغيير رأي الناخب؟؟ سعى كل المرشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها خلال المناظرة إلى إبداء أحسن آداء لهم سعيا إلى تلميع صورتهم لدى الناخب التونسي وإقناعه باختيار المرشّح الأفضل، وقد تابع التونسيون على امتداد يومين باهتمام بالغ “الطريق إلى قرطاج” ويبرز ذلك من خلال الكم الهائل من النقد السلبي والايجابي لآداء المتناظرين. وأكدت الأستاذة المحاضرة في الإعلام و الاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي أن التجارب في الدول الديمقراطية اثبتت ان المناظرات تصلح للمترددين في اختياراتهم الذين لم يقرّروا بعد من سينتخبون. وأضافت الشرفي في تصريح لموقع الشاهد أن المتردّدين هم الاغلبية الصامتة وهم عادة الذين خارج الاحزاب وخارج الايديولوجيا والسياسة،لذلك تمكنهم المناظرة من اختيار مرشحهم، مشيرة إلأى أن الممناظرات لا تؤثر في باقي المواطنين لأنهم أخذوا القرار تبعا لأسباب ومقاييس خاصّة وحتى ان فشل مرشحهم في المناظرة يقدمون ذلك الفشل في صيغة ايجابية. وأشارت المتحدّثة إلى أن الناخب المقتنع بمرشح معين يمكن أن يكتشف من أفضل منه في المناظرة واذا كان من اكتشفه لديه حظوظ اكثر من مرشحه يقرر التصويت له لانه اذا اعطى صوته لمرشح ليس له حظوظ كانه رمي بصوته في المهملات بالتالي للمناظرات قدرة على تغيير الراي تماما.