تعيش تونس على وقع منافسة حامية الوطيس بين الأستاذ قيس سعيد ونبيل القروي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، غير أنّ مرحلة ما قبل الحملة الانتخابية أدخلت البلاد من جديد في صراع محاولات الاستقطاب الثنائي بين سعيّد والقروي. سعيد والذي لا ينتمي إلى أي عائلة سياسية واضحة، أكّد في كثير من الحالات أنّه غير معني بهذه التصنيفات، في المقابل يقدّم نبيل القروي نفسه على أنّه ينتمي إلى العائلة الحداثية. وفي أولى حوارته من سجنه بالمرناقية، حاول نبيل القروي إعادة الصراع في الدور الثاني إلى المعركة الهووية مبيّنا أنّه “حداثي” بينما قيس سعيد “إسلامي”، وتجاهل بذلك كل برنامجه الذي بناه على بديل لفائدة الجهات المحرومة والابتعاد عن الاستقطاب الإيديولوجي. ووصف المترشح الفائز في الدور الأول للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، منافسه المترشح المستقل قيس سعيد، بالإسلامي المحافظ، في حين قدّم نفسه ممثلا للمحور الحداثي الاجتماعي الليبرالي، وفق تعبيره. وقال نبيل القروي الموقوف في سجن المرناقية في حوار أجرته معه مجلة " لوبوان" الفرنسية ونشرته على موقعها أمس، إن ”المعركة حاسمة اليوم بين محور إسلامي محافظ يمثله قيس سعيد والنهضة من جهة، ومحور حداثي اجتماعي ليبيرالي أمثّله أنا وحزب قلب تونس.. وعلى كل ناخب أن يختار معسكره". وأضاف: ”تصوروا إن فاز قيس سعيد وأصبح رئيسًا للجمهورية دون أغلبية داعمة له في البرلمان.. أي برنامج يمكنه تطبيقه؟”. وتساءل: ”أي معنى للانتخابات إذا تواصل سجني؟”، مضيفا ”ستتحول الانتخابات إلى مسخرة ديمقراطية ”. واعتبر نبيل القروي أن يوسف الشاهد وحزبه سعيا إلى وضعه خلف القضبان، ”ظنا منهما أنه بإقصائي ينفتح أمامهما الباب للدور الثاني، وها أنكم رأيتم النتيجة.. هؤلاء لا علاقة لهم بداخل البلاد، الشيء الذي تسبب لهم في هزيمة نكراء، أما الإسلاميون، شركاء الشاهد المتواطئون معه، فهم معنيون أكثر بالانتخابات التشريعية التي يتقدم فيها عليهم حزبي المتغلغل في أعماق تونس.. سيبذل إسلاميو النهضة قصارى جهدهم لإبقائي في السجن حتى يوم 6 أكتوبر".