تسبب إفلاس شركة السياحة البريطانية “توماس كوك” في تبعات كارثيّة على السياحة والاقتصاد التونسي اللذان تضرّرا كثيرا من هذا الافلاس ، حيث أن قيمة الديون المتخلدة في ذمة شركة ”توماس كوك” لفائدة الفنادق التونسية بلغت 60 مليون يورو لشهري جويلية وأوت الماضيين، حسب ما أفاد به وزير السياحة روني الطرابلسي, وأعلنت شركة “توماس كوك” البريطانية، أقدم شركة سياحة في العالم، إفلاسها أمس الاثنين وتقدمت بطلب للتصفية الإجبارية إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة. وقالت المجموعة في بيان إنّه “على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تُسفر المناقشات عن اتفاق” بين المساهمين والممولين. وأضاف البيان “لذلك خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بمفعول فوري”. وقالت “توماس كوك” في بيان على موقعها الإلكتروني: “تم إلغاء جميع الرحلات والعطلات المستقبلية هذا ومن المنتظر أن يعقد وزير السياحة روني الطرابلسي اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 اجتماع أزمة مع مسؤولين في القطاع السياحي وسفيرة بريطانيا في تونس لإيجاد حلول للنزل التونسية المتضررة من إفلاس وكالة الأسفار “توماس كوك”. من جانبه، أكد الرئيس الأسبق للجامعة التونسية لوكالات الأسفار محمد علي التومي، ان خسائر النزل التونسية بعد افلاس شركة “توماكس كوك” بين 200 و220 مليارا واصفا المسألة ب”الضربة القاسية” للسياحة والاقتصاد التونسي. واشار التومي في حوار لأسبوعية “الشارع المغاربي” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، إلى أن وزير السياحة روني الطرابلسي وأصحاب النزل كانوا على علم بالوضعية السيئة التي تمر بها الشركة، مشددا على أنه سيكون لإفلاس الشركة تأثير مباشر على السياحة التونسية لأن هناك نزل متعاقدة معها. وبخصوص تأكيد الوزير بأن له وثيقة تثبت ان الحكومة البريطانية تعهدت بخلاص كل مستحقات النزل التونسية، قال التومي "على يديه نحجو …لم أسمع أبدا أن حكومة قامت بتسديد الديون… لا أعرف مثل هذه المعلومة، وما أعرفه أن هناك تأمينا يتكفل في هذه الحالات ويمكنه ضمان طائرة تقوم بنقل المسافرين إلى بلدانهم… أمّا ان تقوم الحكومة بخلاص ديون النزل فهذه لا أعرفها…اذا تبين ان ما قاله وزير السياحة صحيح فهذا ممتاز وسيكون جيدا". وأضاف “لم يحدث سابقا ان قامت دولة بخلاص ديون شركة خاصة لفائدة الدائنين كما تحدث عن ذلك وزير السياحة …لا اعرف…اذا قررت بريطانيا ذلك فهذا سيكون جيدا ونافعا بالنسبة لنزلنا وبالنسبة لتونس، لكنني لم اسمع ابدا بهذا سابقا…” واستبعد التومي امكانية أن تكون “تطمينات” الوزير مغالطة لاحتواء حالة الغضب، موضحا بالقول: “لا …المغالطة ستكلف الوزير الكثير… لا مستحيل… قد أجهل ما قال الوزير من تكفل دولة بريطانيا بسداد ديون الشركة للنزل التونسية.. لكن لا اعتقد انه يغالط وأنا أنزهه واذا قال ان له وثيقة فهذا جيد..” وتقطعت السبل بعشرات الآلاف من المسافرين في جميع أنحاء العالم الاثنين بعد انهيار شركة السياحة البريطانية ، حيث أوقفت الشركة جميع رحلاتها وخدمات فنادقها على الفور، وسرحت جميع موظفيها. وقالت سلطة الطيران المدني إن توماس كوك التي تأسست قبل 178 عاما وساعدت في إنشاء صناعة الرحلات السياحية في العالم، توقفت عن العمل.