تغيّرت اصطفافات الساحة السياسة مباشرة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، ليتحوّل ألدّ الأعداء إلى أصدقاء تجمعهم المصالح، ومن هذه الصداقات التي تكونت مؤخرا ما يروج حول تقارب حزبي رئيس الحكومة يوسف الشاهد ونبيل القروي اللذين تقاربا باسم توحيد العائلة الوسطية الديمقراطية، بعد معركةٍ طاحنة تواصلتْ لأشهر، وانتهت بإيداع القروي في السجن. ويبدو أن الأحداث القادمة ستعرف منعرجًا جديدًا في إطار صفقة يروّج لها بين الشاهد والقروي، تُخرج الأخير من السجن، مقابل محافظة الشاهد على رئاسة الحكومة . وفي هذا الإطار، قال القيادي بحركة تحيا تونس مصطفي بن أحمد اليوم الثلاثاء، إن الفائز الثاني في الانتخابات الرئاسية نبيل القروي غيّر موقفه من رئيس الحكومة وزعيم الحركة يوسف الشاهد. وصرّح بن أحمد خلال استضافته على قناة الحوار التونسي بأن لديه معلومات بأن نبيل القروي غيّر موقفه من الشاهد واكتشف أن الشاهد ليس وراء سجنه. وتابع بن أحمد مبرّئا رئيس حزبه: “الجوقة التي حول القروي هي التي سعت إلى التسويق إلى أن الشاهد وراء سجن القروي وذلك في اطار الحملة الانتخابية”. ويبدو أن حزب تحيا تونس يتجه نحو دعم نبيل، خاصة وأن القيادي بالحزب مصطفى بن أحمد تحدّث بتخوّف عن الفائز الأول في الدور الأول للرئاسة قيس سعيّد وقال إن المحيطين به هم روابط حماية الثورة ومشتقاته ثم حركة النهضة. واعتبر أن ما يحصل اليوم أعاد تونس إلى مربّع 2011 في ظل مشروع يقوده قيس سعيّد لتغيير كل هياكل الدولة والدخول بالمجتمع في مغامرة غير مضمونة العواقب. وأفاد بن أحمد بأن حزب حركة تحيا تونس لديه تحفظات على المترشّحيْن لكنها ستعلن مساندة من يمثّل أقل خطورة على الدولة. يذكر أن القيادي السابق في حراك تونس الإرادة عدنان منصر تحدث عما اعتبره “صفقة بين الشاهد ونبيل القروي تخرج الأخير من السجن، مقابل تكليف القروي الشاهد بتشكيل حكومة جديدة، إذا فاز القروي في الانتخابات الرئاسية”. ويشار كذلك إلى أن الشاهد حذّر سابقا وقبل خوض السباق الرئاسي، من انتخاب نبيل القروي واصفا إياه “بمرشح المقرونة” في إشارة إلى نواياه الخبيثة واستعماله للجمعية الخيرية لكسب أصوات الفقراء والمحتاجين، كما حذر كذلك من “المافايات” التي لا تريد الاستقرار لتونس. حسب تعبيره. لكنّ موقع “موند أفريك” الفرنسي أشار إلى اجتماعات تعقد بين قيادات من حزبي تحيا تونس وقلب تونس، لبحث تسوية تتوّج بتحالفهما. Masquer ou signaler ceci
