في الوقت الّذي حددت فيه أحزابٌ سياسية في تونس موقفها من المترشحّين للانتخابات الرئاسية سواء بدعم نبيل القروي أو قيس سعيد، خيّرت أحزاب أخرى الاحتفاظ بموقفها للحظات الأخيرة، ومن بين هذه الأحزاب حزب تحيا تونس، الذي انقسم بدوره بين قيادات داعمة لقيس سعيد وأخرى مساندة لنبيل القروي، وهو ما دفع ببعض القيادات للاستقالة. وأعلنت هدى إدريس، القيادية في حزب تحيا تونس، استقالتها رسمياً من الحزب، وأكدت أن من بين أسباب استقالتها “رفض اقتراح عرضته على قيادة الحزب وطالبت بدعم المرشح قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية”، مشيرة إلى أنه من غير المعقول أن يرفع الحزب شعار محاربة الفساد، ويبقى محايداً إزاء الانتخابات الرئاسية. من جانبه أعلن أحمد فرحات حمودي، القيادي في الحزب ذاته، دعمه لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه سيدافع بقوة عن هذا الموقف خلال المجلس الوطني للحزب الذي سينعقد خلال الأيام المُقبلة للكشف عن المرشح الذي سيدعمه الحزب في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية. وتحدث فرحات حمودي عن انقسام داخل تحيا تونس حول قيس سعيد ونبيل القروي، ف”الشق الرافض لسعيد متخوف من بعض النقاط الخلافية المتعلقة بموقفه من ملف الحريات والمساواة، فضلاً عن الحزام السياسي المحيط به”، لكنه أكد أنه يفضل سعيد على القروي بسبب “نظافة الأول ونزاهته، مقابل فساد الثاني” ولم يكشف حزب تحيا تونس حتى الآن عن موقفه الرسمي تجاه المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي، إلاّ أن مصادر من داخل الحزب تشير إلى أن الموقف المبدئي للحزب يرتكز على عدم دعم أي طرف سياسي يُواجه تهما بالفساد، بناء على أن رؤية رئيس الحزب ومؤسسه، تقوم على محاربة الفساد والضرب على أيدي كل متجاوز للقانون، إلا أن القيادي البارز في الحزب، مصطفى بن أحمد، أكد أن حزبه لن يدعم قيس سعيد، الذي قال إنه يحاول قلب هرم السلطة من المركزي إلى المحلي على غرار التجربة الليبية، مبديا تخوفه من إعادة تجربة روابط حماية الثورة، حسب قوله. وكانت عدة أحزاب وائتلافات سياسية في تونس أعلنت دعمها للمترشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، رغم اختلاف توجهاتها الفكرية.