أن يتذمر رئيس حزب نداء تونس السيد الباجي قائد السبسي من طول المرحلة الانتقالية ويتحدث عن تأخر انجاز الدستور وأن يضغط باتجاه إجبار الحزب الحاكم على تقديم المزيد من التنازلات فهذا من شأنه أن يندرج ضمن حقوقه خاصة بعد التحاق العديد من النواب بحزبه والأهم و الأوكد بعد أن تحصل على تفويض من الجبهة الشعبية بقيادة حمة الهمامي ومن الحزب الجمهوري بقيادة نجيب الشابي ومن بعض الكتل الصغيرة الأخرى وقدمته المعارضة لإدارة الصراع مع الترويكا الحاكمة . كل ذلك من حقه فهو الذي اتفقت عليه المعارضة وأوكلت له قيادة المهمة التي تستهدف إسقاط الحكومة والمجلس التأسيسي ، لكن أن يصرح السيد السبسي لموقع سكاي نيوز بهذه العبارات "إذا انسدّ طريق الحوار فسنرجع للقاعدة، وهي أن الشعب هو صاحب السيادة، فعليه أن يسترجع سيادته ويتصرّف كما يحب" ، فهذا هو معنى المثل الذي تداولته الذاكرة الشعبية "كلام غايب شطرو" بل هو كلام غير مفهوم ومتبلد المعاني وهو بالإضافة إلى ذلك يعاني من حالة إطناب في الإستغفال ، وإلاّ كيف يسترجع الشعب سيادته التي هي ملكه بحكم قراره التاريخي يوم 23 أكتوبر ، إلا إذا كان السيد الباجي قائد السبسي يقصد أن يسترجع التجمع سيادته التي فقدها ، أما غير ذلك فإن أسخف مواقف وتصريحات حركات الإنقلاب عبر التاريخ وأكثرها مدعاة للسخرية هي تلك التي يتحدثون فيها عن الشعوب والجماهير والشرعية والقانون والمؤسسات.