أدان متابعو الشأن العام في تونس كيفية تعامل بعض القنوات التونسية مع حادثة عمدون، مشيرين إلى أنه جرت معالجة القضية بكثير من السطحية وأحيانا الانتهازية لكسب أكثر عدد من المشاهدين وكذلك المستشهرين، بدءا بتحويل بعض البرامج إلى مواكب عزاء اصطناعية، مع محافظة سيدات الحلقة على تألقهن وجمالهن، حيث يمكنهن البكاء والحفاظ على عدساتهن اللاّصقة، وصولا إلى إخفاء خبر وفاة مصابة في الحادث عن والدها، حتى إنهاء تصوير حلقة من حلقات برنامج “البوليميك” الذي تبثه قناة التاسعة. وكشف برنامج “بلا قناع” الذي يعرض على قناة “أم تونيزيا” نقلا عن قريب للشقيقات الثلاث اللاتي توفين في حادث عمدون، أن والدهن الهادي خلايفية من جدليان ولاية القصرين، تم استدعاؤه بأحد البرامج قبل وفاة ابنته الثالثة، وأثناء تنقله للتصوير علمت العائلة بنبأ وفاة ابنته الثالثة وحاولوا الاتصال به، لكن فريق البرنامج أغلقوا عليهم الهاتف ولم يمكنوهم من إبلاغ الوالد لكي يكمل تصوير حلقة برنامج. ويقول القريب في شهادته إن سائق السيارة التي أقلّت والد الفتيات من مقر سكناه إلى استوديو البرنامج، كان يعلم بوفاة الابنة الثالثة لكنه رفض الإفصاح عن ذلك للوالد قائلا “ما نجمش قاعدين يصوروا “. وتوفيت 3 أخوات من ولاية القصرين وهن ايمان وسوسن ونجمة الله الهادي خلايفية نتيجة حادث إنقلاب الحافلة السياحية في عين السنوسي بمعتمدية عمدون من ولاية باجة . يذكر أن الفاجعة لأليمة التي جدت على الطريق الرابطة بين عمدون وعين دراهم والمتمثلة في انزلاق حافلة سياحية تقل 43 راكبا في رحلة داخلية انطلقت من تونس العاصمة، خلفت 29 حالة وفاة وإصابة البقية بجروح متفاوتة الخطور.