عبّر عدد من أولياء التلامذة القاطنين في قرية “الدير” من منطقة “سوق الجمعة” الحدودية التابعة لمعتمدية جندوبة الشمالية، عن تخوّفهم من توسّع مخاطر الانزلاقات الأرضية التي حلت بجسر وادي المالح الفاصل بين منطقة سوق الجمعة التي تتركز بها أهم المرافق العمومية في الجهة وعمادة الدير التي يقطنها أكثر من 150 تلميذا يتنقلون يوميا عبر حافلة عمومية مخصصة لهم. وقال بعض الأولياء إن أبناءهم اضطروا للانقطاع عن الدراسة منذ 5 أيام بسبب رفض الحافلة الوصول إلى منطقتهم خشية الانزلاقات التي حلت بالجسر وفي غياب أي منفذ يصلها بعمادة الدير. وطالبوا السلطات المحلية والجهوية التدخل العاجل لمعالجة هذا الانزلاق وحماية مستعمليه لاسيما في ظل توقعات بنزول كميات قياسية من الامطار في منطقة معروفة بتساقطاتها الشتوية وبانزلاقاتها الأرضية المتواترة وإيجاد حل نهائي يوقف مخاوفهم ويطمئن أبناءهم التلاميذ ويضمن سلامة مستعملي الطريق. في المقابل، أكّد المدير الجهوي للتجهيز والإسكان بجندوبة عادل الحيدري أنه تحول على عين المكان قبل يومين وانه عاين الانزلاق الذي يهدد الجسر وأن إدارته تولّت ليلة البارحة نشر الاستشارة بعد ان استكملت الدراسة وطلبت الاعتمادات للشروع في إعادة تهيئته، مضيفا ان نقطتين اضافيتين على نفس الطريق تابعتين لوزارة الفلاحة تتطلّبان تدخّلا سريعا خاصة بعد ان حاد الوادي عن مساره الطبيعي وتسبب في تآكل الطريق الذي يمر عبره الجسر محل الاستشارة . وكانت حافلة تقل 43 شابا توجّهوا نحو الشمال الغربي في رحلة ترفيهية قد انقلبت في منطقة عين السنوسي من معتمدية عمدون من ولاية باجة، وسلّطت هذه الحادثة الضوء على وضعية الطرقات الهشّة بالشمال الغربي كما سلطت الضوء على محدودية المعدات الطبية بالجهة المذكورة. وسارعت وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بعد حادثة عمدون، إلى جرد كل النقاط الخطيرة للطرقات بكل الولايات والنقاط السوداء، وفق ما تقدم به وزير التجهيز، نور الدين السالمي. ويحصي المرصد الوطني للسلامة المرورية حاليا 43 نقطة سوداء مقابل ما بين 145 و150 نقطة سابقا.