انتقد الكثير من متابعي الشّأن السياسي في تونس الخطابات الأخيرة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، انطلاقا من خطابه بسيدي بوزيد الذي ألقاه بمناسبة إحياء ذكرى الثورة وصولاً لكلمته التي القاها خلال اجتماع بقصر قرطاج، خلال لقاء جمعه برئيس حكومة تصريف الأعمال ومحافظ البنك المركزي ورؤساء الاتحاد التونسي للفلاحة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات، للتحدث عن ملفّ زيت زيتون. وكالعادة، بدا على قيس سعيد التشنّج والتوتّر خلال كلمته، حيث خصص اكثر من نصف مساحة الخطاب للردّ على منتقديه ومروّجي الإشاعات، الذين لم يسمّهم. وقال قيس سعيّد في كلمة ألقاها خلال الاجتماع “أغتنم هذه الفرصة أمام عدسات الكاميرا لكي أؤكد للتونسيين وغير التونسيين بأن تونس لن تقبل أبدا بأن تكون عضوا في أي تحالف أو اصطفاف على وجه الإطلاق”. وأضاف "أما التصريحات والتأويلات والادعاءات الزائفة التي تتلاحق منذ يوم الأربعاء فهي إما أنها تصدر عن سوء فهم أو تقدير، أو أنها تنبع من نفس المصادر التي دأبت على الافتراء والتشويه.. “ وتابع قيس سعيد “اذا كانت صابتا الزيتون والقمح قياسيتان فإنّ صابة التشويه والافتراءات تكاد توضع في تونس في الكتاب العالميّ للأرقام القياسية ومازال الكثيرون ولكنهم مفضوحون يصرّون على احتلال المراكز الأولى في بيع الأوهام ولكنهم لن يتوّجوا في النهاية إلاّ بميداليات من صنف جديد وهي ميدالية الكذب والافتراء من نفس معدن ممارستهم ومن معدن تصريحاتهم واكاذيبهم ..” وانتقد كثيرون هذا الخطاب، مؤكدين أن قيس سعيد بدلا من أن يتحدث عن الملفات الحارقة والمستعجلة خصص كلامه للحديث عن المجهولين ومروجي للإشاعات بل استمات في الردّ عليهم بطريقة لا تناسب مركزه. وقبل ذلك نشرت مؤسسة رئاسة الجمهورية بيانا في نفس السياق، شدّدت من خلاله أنه “على من يريد التشويه والكذب أن يعلم أنّه لا يمكن أن يُلهي الشعب التونسي بمثل هذه الادعاءات لصرف نظره عن قضاياه الحقيقية ومعاناته كلّ يوم في المجالين الاقتصادي والاجتماعي على وجه الخصوص”. وانتقد الإعلامي سمير الوافي هذا البيان مشيرا أن هذه الخطابات والمفردات المتشجنّة لا تليق برئيس الجمهورية . وكتب الوافي “بيان رئاسة الجمهورية ناقص جملة ” القافلة تسير والكلاب تنبح “… يشعر أنّه مستهدف وكل العالم يتآمر عليه.. وأعداء النجاح يحاربونه والأشباح تكيد له”. وأضاف “لا يليق برئاسة الجمهورية أن ترد بهكذا أسلوب… وهكذا مفردات…وتنزل إلى اتهام الأشباح والمؤامرات… وكأنها في صراع مع أطراف أو مؤسسات أخرى هنا… انتظرنا بيانا رصينا وراقيا وجديا ونافيا فقط لما صرح به الرئيس التركي وموضحا للموقف الحقيقي دون سقوط في أسلوب “الستاتيات” المتشنجة في الفايسبوك…التي تليق بأمثالي فأحصد آلاف الجامات…”