صرّحت سيدة الونيسي، رئيسة اللجنة البرلمانية للتحقيق فى الحادث المروّع الذى جدّ بعمدون من ولاية باجة، يوم 1 ديسمبر 2019، أن لجنة التحقيق البرلمانية، ستقدم للجلسة العامة، قراءة مختلفة لهذا الحادث وأنها ستقترح “تعديلات جذرية” على القوانين الحالية التى قد تكون تسببت فى هذا الحادث الذي أدى إلى وقوع هذه الكارثة ومن بينها ما يتعلّق بوضعية الطرقات ومجلة الطرقات والسلامة المرورية والصفقات العمومية وسبل مكافحة حوادث الطريق التي يجب أن تكون في صدارة الأولويات، شأنها شأن مكافحة الفساد. وقالت المرسني فى تصريح ل”وات” “إن الإستتنتاجات الأولية لأفراد اللجنة الذين تحوّلوا اليوم إلى مكان وقوع الحادث، تشير إلى وجود إشكاليات بخصوص وضعية المستشفي الجهوى بباجة وعدم قدرة المؤسسات الإستشفائية التونسية على الإستجابة بالطريقة الفعالة فى صورة وقوع حوادث كبيرة. وبيّنت أن منهجية عمل اللجنة التى تتكون من 21 عضوا وتمتد أعمالها على مدى أشهر، لا تتمثل فى البحث فقط فى وقائع الحادث، بل إلى تعميق البحث والإستقصاء واجراء اختبارات إضافية حول ملابسات الحادث والخدمات فى مكان الحادث وفي المستشفيات بالمنطقة وإجراء زيارات ميدانية ومحادثات مع من قاموا بالتحقيقات وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني. ومن جهته قال النائب عن جهة باجة، رضا الدلاعي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن الخبراء باللجنة وجدوا أن “واقع المستشفي الجهوى بباجة أسوا من المتوقع، مما يجعل إحداث مستشفي جامعي ضرورة قصوى قبل الآجال المبرمجة فى 2021″، معتبرا أن وضع المستشفي الجهوي بباجة يعكس وضع قطاع الصحة بالشمال الغربي ككل. كما أبرز ضرورة تركيز مخفضات للسرعة بمنطقة الحادث وضرورة تحديد المسؤوليات لكل الأطراف ذات الصلة، من وزارات التجهيز والداخلية ووكالات أسفار وغيرها… ولاحظ أن الحادث كشف واقع التنمية بالشمال الغربي وأن التقرير حول الحادث يجب أن يكون مرفوقا بتقرير آخر حول واقع التنمية. وقد جدّ نقاش حاد بين عدد من النواب والمدير الجهوى للتجهيز بباجة، حسن الخليفي، إذ تمسّك عدد منهم بأن الطريق (حيث وقع الحادث)، لا تتوفر فيه المواصفات اللازمة وكذلك بعض مستلزمات السلامة، مثل مخفضات السرعة، فى حين أكد المدير الجهوي للتجهيز، أن الطريق يستجيب للمواصفات العالمية وأنه تتوفر به العلامات المرورية المطلوبة. وأضاف أن مصالح التجهيز تعهدت بتأمين عدد من إجراءات السلامة الإضافية وخاصة العلامات التوجيهية، “لضمان مزيد من الحيطة”، حسب تأكيده. وتجمّع عدد من متساكني منطقة عين السنوسي بعمدون (مكان الحادث)، للتعبير عن بعض مشاغلهم ومنها تدني البنية التحتية وقد أكد بعضهم لصحفية “وات” أنهم شهدوا خلال العشرية الأخيرة، عشرات الحوادث بالموقع ذاته وأخطرها حادث انقلاب الحافلة الذى أدى إلى مقتل 30 شخصا من الشباب وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.