تسعى تونس من خلال تشريعاتها الى حماية الأطفال من كافة أشكال العنف ماديا كان أو معنويا، وقد أحرزت أشواطا كثيرة في مجال إرساء آليات مكافحة العنف المسلّط على الأطفال وعلى الفئات الهشّة بصفة عامة، لكن الأرقام والإحصائيات تثبت في كل مرة أن آليات مكافحة العنف لم تحقّق النتائج المرجوّة، فقد احتل العنف الإجرامي المرتبة الأولى بنسبة 36،3 بالمائة من جملة أشكال العنف المسجلة في تونس خلال سنة 2019 وفق ما جاء بالتقرير السنوي لظاهرة العنف الذي أعده المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وتحيلنا هذه الإحصائيات إلى الحادثة التي جدّد مؤخرا بمدينة نفطة والمتمثلة في اعتداء تلميذ على مدير معهده بشفرة حلاقة مما سبّب له جرحا عميقا على مستوى الوجه استوجب تدخلا طبيا عاجلا. وعلى خلفية هذه الحادثة قررت المؤسسات التربوية بمدينة نفطة الدخول اليوم في إضراب حضوري احتجاجي تنديدا بمثل هذه الاعتداءات وبالعنف المسلّط على المربين في المؤسسات التربوية. وفي تفاصيل الحادثة، أكد كاتب عام الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بتوزر في تصريح إعلامي أن المدير عبد السلام الفرشيشي تعرّض إلى الاعتداء بشفرة حلاقة من قبل تلميذ تسبب له في جرح عميق استوجب الرتق ب 17 قطبة خارجية و9 داخلية. وأفاد بأن التلميذ توجه إلى المدير أثناء وقت الراحة بساحة المعهد وطلب منه الانحناء للحديث عن موضوع شخصي وفور تلبية المدير لطلبه اعتدى عليه بشفرة حلاقة على مستوى الوجه. وأكد المتحدث أن التلميذ ليست له أية إشكاليات داخل المؤسسة التربوية أو مع المدير، مشيرا إلى أن وحدات الأمن بصدد البحث والتدقيق في حيثيات الموضوع. وأشار إلى أن الجرح النفسي الذي سببته الحادثة طال كل العاملين بالمؤسسات التربوية مشددا على ضرورة اصلاح منظومة التعليم برمتها خاصة في ظل انتشار العنف.