أثار التوجه العام لرئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ في علاقة بالأطراف السياسية المشاركة في المشاورات، ردود أفعال كبيرة، حيث انتقدت عديد الأطراف الفخفاخ لانتهاجه سياسة الإقصاء والاصطفاف السياسي، معتبرين أن استثناء بعض الأحزاب من مشاورات تشكيل الحكومة يعد إقصاء لجزء هام من التونسيين الذي صوّتوا لهم، على غرار حزب قلب تونس الحزب الثاني في البرلمان والذي قرر الفخفاخ عدم تشريكه في الحكومة. وفي هذا السياق، أكد وزير المالية الأسبق والمرشح السابق لمنصب رئيس الحكومة حكيم بن حمودة مساء أمس الاثنين انه “يحترم قرار رئيس الحمهورية قيس سعيد باختيار الياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة”، لكنه شدّد في المقابل على ضرورة أن ترتكز حكومته على حزام سياسي واسع. وتابع حكيم بن حمودة لدى حضوره أمس الاثنين في برنامج "تونس اليوم" الذي يبثّ على قناة الحوار التونسي :”يجب العمل على تكوين حكومة تجمع كل الأطراف وتوحّد في ما بينها. هناك 3 أسباب تجعل من تشكيل الحكومة في أقرب وقت ضرورة قصوى قراءة التونسيين للواقع السياسي تغيرت. فالتونسيون أصبحوا ينفرون من العمل السياسي بسبب الصراعات. والتحديات التي تنتظر البلاد تتطلب توحيد الصف السياسي، والمسألة الثالثة حسابية فالحكومة التي لا ترتكز على حزام سياسي يتكون من 150 نائبا تكون حكومة هشة ولا تستطيع تمرير القوانين أو الإصلاحات”. وبخصوص إقصاء حزب فلب تونس من مشاورات تشكيل الحكومة شدد بن حمودة على وجوب تكوين حكومة تضم كل القوى السياسية وتوحّد كل التونسيين وتجمع حولها نخبة كبيرة من القوى والكتل السياسية. بدوره، أكّد الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري اليوم الثلاثاء أنّ طبيعة الحزام السياسي الذي ينوي رئيس الحكومة المكلّف إلياس الفخفاخ تشكيله والذي فيه استثناء لعديد مكونات مجلس نواب الشعب من المشاورات، هو ما دفع بالحركة إلى الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال الخميري خلال حضوره اليوم ببرنامج “الماتنال” على إذاعة شمس أف أم إنّ الأنسب لإلياس الفخفاخ باعتباره الشخصيّة الأقدر المقترحة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد أن يمضي لتشكيل حكومة ذات حزام سياسي واسع. وكان الفخفاخ قد أعلن خلال ندوة صحفية توجيهه الدعوة لجميع الأحزاب السياسية لمشاورات تشكيل حكومته باستثناء قلب تونس والدستوري الحر المحسوب على النظام السابق، معتبرا أنه لا يرى في هذين الحزبين انسجاما مع برنامجه الحكومي وقيم الثورة ورؤية رئيس الجمهورية.
