أثار بيان وزارة الخارجية المتعلق بصفقة القرن جدلا واسعا حيث اعتبر الملاحظون أن البيان ضعيف وهزيل ولا يرتقي الى مستوى بيانات الدول المجاورة على غرار بيان خارجية الجزائر الذي ادان بشدة هذه الصفقة. وقد اعتبر رئيس الجمهورية قيس سعيد في حواره الذي بث على القناة الوطنية الأولى ان البيان يندرج في اطار البيانات المالوفة والتقليدية التي تقتصر على التعبير عن الانشغال والاستنكار مشددا على أن هذا البيان لا يمثله.وكشف قيس سعيّد أنّه تدخّل بنفسه لإصلاح بلاغ الخارجية “لأنّ ما حدث أمر غير مقبول” وفق تعبيره. وانتقد رئيس الجمهورية بشدة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام المعروفة ب “صفقة القرن”، واصفا اياها بمظلمة القرن، قائلا “الفكر المنهزم لن يكون مقدّمة للنصر، لن أتراجع عن ما قلته سابقا حول مفهوم التطبيع الذي يعدّ مفهوما دخيلا، والقضية اليوم هي الكيان المغتصب الذي يجب أن ننهي أفعاله وتشريده للشعب الفلسطيني..من يعتبر التطبيع حالة طبيعية مخطئ لأنها خيانة عظمى”. تجدر الإشارة الى أن وزارة الخارجية قالت في بيانها أنّ ”تونس تتابع بقلق بالغ ما تمّ الإعلان عنه بخصوص مبادرة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية. وتؤكد، من منطلق إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، بأنّ إحلال السّلام العادل والشّامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط يمرّ وجوبا عبر الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والتجزئة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.”وجدّد بيان الخارجية تأكيد تونس على ”ضرورة عدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة.”، وأعربت عن وقوف تونس الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبيّ من أجل استعادة حقوقه المشروعة ودعمها لكل المبادرات الرامية إلى استئناف مسار السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو حقّ غير قابل للسقوط بمرور الزمن، وفق نصّ البيان.