تتواتر منذ يومين تصريحات قيادات الأحزاب المعنية بمشاورات تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ، ويغلب على هذه التصريحات طابعُ التردّد والتململ ذلك أن أغلب هذه الأحزاب قدمت جملة من التحفظات على تمشّي الفخفاخ في تشكيل الحكومة. وأكد أمين عام حركة الشعب زهيّر المغزاوي اليوم الخميس أنّ الحركة لم تُحدد موقفها النهائي بعدُ من منح الثقة لحكومة الفخفاخ المرتقبة من عدمه. وقال المغزاوي في تصريح ل “الشارع المغاربي” إنّ حزبه لم يُحدد بعد موقفه النهائي، مشيرا إلى أنّه سيلتقي اليوم مجددا الفخفاخ، وعلى ضوء هذا اللّقاء سيتحدّدُ موقف المشاركة أو التصويت من عدمه. وكشف أنّ الحركة قدمت جملة من التحفظات على تمشّي الفخفاخ في تشكيل الحكومة، لافتا إلى أنّ الحوار معه “يحرزُ تقدّما”. وبخصوص إمكانية اللّجوء الى انتخابات تشريعية جديدة، قال المغزاوي “من غير المحبّذ أنّ نعيد الانتخابات… ستكون مضيعة للوقت وإهدارا للمال وعبئا على تونس في هذه المرحلة”. وجاءت تصريحات المغزاوي بعد ساعات من إعلان حركة النهضة عن اجتماع عاجل لتحديد موقفها من حكومة الفخفاخ، خاصة وأنها قد أعربت قبل ذلك عن عدم رضاها عن التمشي الذي اختاره المكلف بتشكيل الحكومة في ما يتعلق بالحزام السياسي المكوّن لحكومته، ثم أعلن بعض قياديي الحركة عن وجود تحفظات على تركيبة الحكومة وطريقة الاختيار. أما التيار الديمقراطي والذي يعدّ من أبرز الداعمين للفخفاخ فقد أكد من جانبه أنّ المُقدم اليه من قبل الفخفاخ والمتمثل في 3 حقائب وزارية هي الإصلاح الإداري وأملاك الدولة والتربية غير كاف، مشيرا على لسان أمينه العام غازي الشواشي إلى أنه غير راض عن الأسماء المقترحة لتولي وزارتي الداخلية والعدل، ومطالبا بتمكينه من حقيبة وزارية رابعة . أمّا حزب تحيا تونس فقد أكد رئيس كتلته مصطفى بن أحمد أنّ الحركة تطالب بتوسيع القاعدة السياسية لفريق الفخفاخ، مشيرا إلى أن الحركة راضية عن مسار تشكيل الحكومة المرتقبة وستدعمها، لكنها تعتبر أن إضفاء مزيد من الطابع السياسي على حكومة الفخفاخ سيكون له الأثر الإيجابي في عملها. في المقابل، حسم ائتلاف الكرامة موقفه من حكومة الجملي مؤكدا أنه لن يصوت لصالحها وقال رئيس الكتلة سيف الدين مخلوف “ليس لنا أي تواصل مع المكلف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ ولم تصلنا التركيبة الأوّلية للحكومة وموقفنا في الائتلاف هو ألاّ نصوت لهذه الحكومة ولن نشارك فيها”. يشار إلى أن المكتب الإعلامي للمكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ أعلن عن اعتزام الفخفاخ تقديم الحصيلة النهائية لتشكيل حكومته إلى رئيس الجمهورية غدا الجمعة 14 فيفري على الساعة السادسة مساء، ويؤكد مراقبون أنّ الفخفاخ لن ينجح في تمرير حكومته في ظلّ هذا التململ الحزبي الذي قد يضع حكومته موضع الخطر في تكرار لسيناريو المكلف السابق الحبيب الجملي.