أدى الفريق الحكومي الجديد اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهوري بقصر قرطاج. وفي كلمته أكد قيس سعيد أن تونس تعيش لحظة تاريخية حيث تتولى الحكومة الجديدة مهامها بعد طول مخاض، مبيّنا أن “الحكومة هي حكومة رئيس الحكومة ورئيس الحكومة ليس وزيرا أول ولا كاتب دولة للرئاسة كما جاء على لسان بعض النواب”، وفق تعبيره. وأشار سعيّد إلى أنه على الرغم من التعثر والمدة التي استغرقتها عملية تكوين الحكومة، استمرت الدولة بجميع مرافقها العمومية ولم يتعطل سير دواليب الدولة، معتبرا أن تعطّل تشكيل الحكومة مردّه عدم وجود أغلبية واضحة بالبرلمان وذلك بسبب التمثيل النسبي وأكبر البقايا. كما أكد أن الديمقراطية لا يمكن أن تبنى إلا على أساس التعايش السلمي والتداول على السلطة وأن الأزمة التي عاشتها تونس ليست أزمة تقنيات أو أحكام دستورية بل أزمة منظومة كاملة وأزمة فكر ومفاهيم، على اعتبار أن الفكر السياسي تطور وتغير لكن المفاهيم بقيت جامدة . وقال رئيس الجمهورية إن تونس والعالم بأسره دخل مرحلة جديدة في التاريخ وتمكنت الشعوب من استنباط آليات جديدة للعمل السياسي و”البعض مازال يهزه الحنين إلى الوراء”، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه بالرغم من الأزمة التي عاشتها تونس لم يتم اللجوء إلا لنصوص القوانين والدستور. وبيّن قيس سعيد أن انتظارات الشعب التونسي وآماله كبيرة، وليس لأحد الحق في تجاهلها أو تخيييبها مؤكدا أن أهم تحدّ هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وأن الفقر والبؤس وانسداد الآفاق أمام الجزء الأكبر هي المعركة التي يجب خوضها بإرادة واضحة وصادقة وثابتة. وأضاف رئيس الجمهورية أنه من بين القضايا التي تستوجب المعالجة هي قضية الفساد ووضع حد لهذه الظاهرة التي استشرت في كل مكان وكل قطاع، قائلا: “المعركة ستكون طويلة وشاقة ولكن قدرنا الانتصار وسوف ننتصر بإذن الله وبإرادة الشعب.. نحن لا نريد إلا الوضوح في الغايات”.