لم يمنع فيروس “كورونا” الصين رغم الخسائر البشرية والاقتصادية التي عرفتها من تطوير تكنولوجياتها للحيلولة دون تطور المرض وتفشيه أكثر، ومن بين آخر التكنولوجيات الحديثة التي ابهرت العالم هي استخدام الصين لطائرات بدون طيار، مزودة بكاميرات حرارية لفحص درجات حرارة السكان. وطور فريق علمي صيني برامج رصد متعددة الوظائف يتم استخدامها من خلال طائرات بدون طيار، لدعم مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وإصدار إنذار مبكر عنه. وذكر الفريق في “معهد بكين للتكنولوجيا” وشركة “الطائرات بدون طيار” الذين قادوا عملية التطوير أن البرامج تتشكل في الأساس من طائرات دون طيار وأدوات البث والتحكم الأرضي ومنصة لمعالجة الصور، حيث استخدمت في مدينة “فوشين” بمقاطعة “لياونينغ” بشمال شرق الصين، للكشف عن إصابات محتملة بالفيروس. كما يمكن للطائرات دون طيار المجهزة بتقنية التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء القدرة على رصد تدفقات الأشخاص، وتحديد المصابين بالحمى تلقائيا وبدون اتصال مباشر معهم، كذلك تساعد أدوات البث على إعلام الناس بالإجراءات الوقائية وتحثهم على التوقف عن أعمالهم غير اللائقة. وأكد العلماء على أهمية البرامج في الكشف عن الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس، حيث سيتم تسجيل معلوماتهم في نظام البيانات الكبرى، إلى جانب الاستفادة التي تحققها استخدام البرامج للشركات التي قد استأنفت أعمالها ليساعدها على منع ومكافحة تفشي الوباء . من جهة أخرى، بدأت السلطات الصينية في تطبيق ارتداء ضباط الشرطة ل”خوذات ذكية” متصلة بشبكة الإنترنت، يمكنها أن تقوم بقياس درجات حرارة المشاة تلقائيًا أثناء قيامهم بدوريات في الشوارع للمساعدة في الكشف عن الكورونا. وأورد موقع (سوشيال نيوز) الهندي أن علماء صينيين تمكنوا من تصميم “خوذة ذكية” يمكنها المساعدة في تحديد الأشخاص الذين يعانون من درجات حرارة غير طبيعية في الحشود في وقت قصير؛ مما يجعلها مفيدة في مكافحة الوباء. وذكر الموقع أن “الخوذة الذكية” تفحص المارة لمعرفة ما إذا كانت درجات حرارة أجسامهم أعلى من 37.3 درجة مئوية، كما تحتوي الخوذة على كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتي ستصدر “ناقوس الخطر” إذا كان لأي شخص في دائرة نصف قطرها 5 أمتار حمى وهو أحد الأعراض الشائعة للوباء. يذكر أن الصين والتي تمثل بؤرة تفشي الفيروس تمكنت من حصر عدد المصابين به، حيث أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، امس الثلاثء أنه “تمت السيطرة عمليا” على تفشي فيروس كورونا المستجد في مقاطعة هوبي بؤرة انتشاره وعاصمتها ووهان. وقال الرئيس الصيني: “تم تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الوضع وتحسنه في هوبي وووهان” بحسب ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عقب قيام الرئيس الصيني بأول زيارة له إلى المدينة منذ بدء الأزمة في جانفي الماضي. وتجاوزت الحصيلة العالمية للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد حاجز ال4 آلاف حالة وفاة، مع تسجيل 17 وفاة جديدة في الصين.