على عكس ما صرّحت به قياداته، فشل حزب قلب تونس في احتواء الأزمة بعد استقالة 10 نواب منه، ليدخل على خطى حزب نداء تونس في مرحلة جديدة عنوانها حرب التصريحات بين الشق المتبقي في الحزب والشق المستقيل. وأرجع النائب المستقيل حاتم المليكي أسباب استقالته هو و10 نواب آخرين من الحزب إلى غياب الحوكمة والتسيير داخل الحزب فضلا عن عدم رضاهم عن آليات اتخاذ القرار، وفق تعبيره. وأضاف المليكي في تصريح لاذاعة “موزييك أف أم” أن استقالتهم تأتي على خلفية رفضهم للمواقف السياسية لحزب قلب تونس من الحكومة ورئاسة الجمهورية وعلاقته بالأطراف السياسية الأخرى، مشددا رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بناءة لا هدامة وفق قوله. أما بخصوص العلاقة مع رئاسة الجمهورية فقد استنكر المليكي التهجّم على رئيس الجمهورية قيس سعيّد من خلال خطابات وصفها بالنارية الصادرة عن عدد من قيادات الحزب. وفي علاقة بالحكومة تحدّث المليكي عن اضطراب في المواقف منذ المشاورات حول تشكيل حكومة الجملي وصولا إلى اعلان قلب تونس أنه سيكون معارضة بناءة لحكومة الفخفاخ. واعتبر المليكي ان الحزب انحاز عن مبادئه وأهدافه بأن يكون معارضة بنّاءة خاصة بعد تعليمات للتصويت ضد قوانين وصفها بقوانين الدولة وقال: “الأمر يصبح لا يطاق إذا وصلنا إلى التصويت ضد قوانين تهم مصلحة البلاد على غرار اتفاقية التبادل الحر مع إفريقيا”. وشدّد على أنه من غير المعقول مواصلة تعاطي الحزب مع مسائل تهم المصلحة الوطنية بهذا المنطق، مؤكّدا أن الخلافات داخل الحزب أصبحت جذرية ومبدئية ودفعتهم إلى الاستقالة. ورغم تأكيد قيادات حزب قلب تونس، وعلى رأسهم رئيس الكتلة الجديد أسامة الخليفي، ضرورة التحلي بالرصانة وعدم الانجرار وراء حرب التصريحات ومحاولة إقناع القيادات المستقيلة بالعدول عن قرارهم، لم يستطع الحزب السيطرة على الوضع، ليدخل في مرحلة أصعب تنذر ربّما بأزمة أشد حدّة. ووصف القيادي بحزب قلب تونس عياض اللومي أمس الخميس زميليه المستقيلين من الحزب رضا شرف الدين وحاتم المليكي بالانقلابيّيْن. وأفاد اللومي في حوار على قناة حنبعل، بأن المليكي وشرف الدين طلبا من نبيل القروي التخلّي عن رئاسة الحزب لفائدتهما باعتبار أن القروي لديه ملفات قضائية وعلّق اللومي قائلا: “هذه دبارة الفار على مولا الدّار”. وتابع مستنكرا: “القروي مؤسّس الحزب، ما هذا الكلام؟ هذا تمشّ انقلابي”. وأشار إلى أن حاتم المليكي ورضا شرف الدين هما اللذان يقودان هذا “الانقلاب”، معتبرا أن بقية الأعضاء المستقيلين مغرّر بهم من طرفهما. وشدّد المتحدث على أن من يرغب في مغادرة الحزب عليه أيضا الخروج من مجلس النواب. يذكر أن النائب حسان بالحاج إبراهيم عن حزب قلب تونس أودع أمس الخميس مراسلة بمكتب رئاسة مجلس النواب تضمنت تراجعه عن مطلب الاستقالة، وذلك بعد أن ورد اسمه في قائمة النواب المستقيلين عن الكتل، ليتراجع عدد المستقيلين إلى عشرة. وكان المكتب السياسي لحزب قلب تونس، قرر إحالة ملف الاستقالات العلنية التي قدّمها عدد من نواب الحزب إلى رئاسة البرلمان (11 نائبا)، على أنظار المجلس الوطني للحزب والأيام البرلمانية والتي ستعقد يومي 14 و15 مارس الجاري. وقد أسّس حزب قلب تونس في 25 جوان 2019 وحل ثانيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصوله على 38 مقعدا في البرلمان.