مثّل فيروس كورونا حديث العالم في هذه الأيام حيث بلغ 159 وتجاوز الوفيات 7500 شخص عبر العالم ممّا جعل منظمة الصحة العالم تعتبره وباء ودعت كل دول العالم لمجابهته، ويعتبر هذاء الوباء هو الرابع أو الخامس خلال القرن الحادي والعشرين وقد يكون من أخطر الأوبئة عبر التاريخ والتي غيّرت العالم وقتلت عشرات الملايين. وفي ما يلي أبرز الأوبئة عبر التاريخ: طاعون جستنيان ظهر خلال القرن السادس ميلادي، وانتشر في كافة أنحاء الإمبراطورية البيزنطية حيث ظهر أوّلا في مصر ثم انتشر باقي الإمبراطورية وفي إفريقيا وآسيا وأوروبا. وقتل هذا الوباء بين 30 إلى 50 مليون شخص، أي ربما ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت. وبحسب المصادر التقليدية، ساهم تفشي هذا الوباء في توقف الأنشطة التجارية وإضعاف الإمبراطورية، مما سمح للحضارات الأخرى باستعادة الأراضي البيزنطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا. الجدري ظهر في نهاية القرن الخامس عشر، حيث أكّدت مصادر تاريخية أن الأوروبيين جلبوا عددا من الأمراض الجديدة عندما وصلوا لأول مرة إلى قارتي الأميركتين عام 1492. وكان أحد هذه الأمراض مرض الجدري، وهو مرض معدٍ قتل نحو 30% من المصابين حيث قتل حوالي 20 مليون شخص أي نحو 90% من السكان في الأميركتين، وساعد هذا الوباء الأوروبيين على استعمار وتطوير المناطق التي تم إخلاؤها، وتغيير تاريخ القارتين. طاعون لندن العظيم شهدت العاصمة البريطانية عامي 1665 و 1666 ما عرف باسم طاعون لندن العظيم والذي وصلها قادما من هولندا والذي تجاوز عدد ضحاياه ال 100 ألف شخص وهو ربع عدد سكان المدينة حينئذ. وفي عام 2011 تمكن علماء من معرفة جينات جرثومة مرض “الموت الأسود” أو الطاعون من خلال استخراج أجزاء دقيقة من الحامض النووي للبكتيريا من أسنان جثث من العصور الوسطى عثر عليها في لندن، وقالوا إن هذه الجرثومة هي أصل كل البكتيريا المسببة للطاعون حديثا. طاعون مارسيليا في عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية الطاعون العظيم الذي قتل في أيام 100 ألف شخص أيضا. الكوليرا ظهر بين سنتي 1817 و1823 في الهند ثم تنقّل إلى الدول المجاورة وأودى بحياة الملايين قبل أن يتمكن طبيب بريطاني يدعى جون سنو من معرفة بعض المعلومات حول طرق الحد من انتشاره. ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا -التي تصيب سنويا ما بين 1.3 و4 ملايين شخص- بأنها “الوباء المنسي”. وقالت المنظمة إن تفشي الوباء السابع الذي بدأ عام 1961، لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا. الإنفلونزا الإسبانية تفشت الإنفلونزا الإسبانية المعروفة أيضا باسم “وباء الإنفلونزا” عام 1918، وأصابت نحو 500 مليون شخص، وتسببت في قتل أكثر من 50 مليونا على مستوى العالم. خلال فترة تفشي المرض، كانت الحرب العالمية الأولى على مشارف نهايتها، ولم يكن لدى السلطات المعنية بالصحة العامة الوسائل الكافية للتعامل مع الأوبئة الفيروسية، مما ساهم في تأثيرها بشكل كبير على المجتمعات. إنفلونزا الخنازير ظهر وباء إنفلونزا الخنازير في المكسيك أواخر مارس 2009، وتم إطلاق إنذار من خطر انتشار الوباء على نطاق واسع في 11 جوان 2009، ورفع في 10 أوت 2010. وفي البداية، قدرت منظمة الصحة الوفيات بحوالي 18,500، ولكن مراجعة نشرت في مجلة لانست عام 2012 رفعتها إلى ما بين 151 ألفا و575 ألفا. وقد تم احتواء المرض كما هو الحال مع الفيروسات السابقة، وقد أعد لإنفلونزا الخنازير لقاح. إيبولا ظهر خلال نهاية 2013، وقد تسبب وباء إيبولا رسميا في “أكثر من 11 ألف وفاة، ومات جراءه أكثر 25 مرة ممن ماتوا في الأزمات الماضية منذ 40 عاما”، ومع ذلك، تم احتواء هذا الوباء أيضا بسهولة نسبيا لأن عدوى إيبولا تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، وليس عن طريق الرذاذ مثل كوفيد-19.