أثار تصريح رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول والذي اشترط تمتيع رجال الأعمال بإعفاءات وتخفيضات في الضرائب، مقابل التبرع لصندوق 1818 لمجابهة الكورونا، استنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذي دعوا رجال الأعمال واصحاب المؤسسات إلى خلاص ديونهم وأداءاتهم والوقوف إلى جانب الدولة في هذا الظرف الصعب. وكان ماجول قد وصف أمس الأربعاء خلال استضافته ببرنامج يبث عل قناة التاسعة، تونس بالجحيم الجبائي، مشيرا إلى أنّ جباية المؤسسات تتجاوز 25 بالمائة. كما ندّد بعدم الحديث عن وضعية المؤسسات العامة الخاسرة، قائلا “القطاع الخاص فقط يشيطن، أما القطاع العام فهو من المحرمات لا نتحدث عنه رغم أنّه لا يأتي بمداخيل للدولة” . واعتبر أنّ المؤسسات الاقتصادية تعاني منذ سنوات من وضعيات مالية صعبة جدّا، قائلا إنّ أزمة الكورونا زادت من مشاكل القطاع الخاص في تونس. كما أضاف بنبرة من الغضب ضدّ عدد من الأطراف الحاكمة: “هناك أحزاب في الحكومة نعرف كيف تفكر وأنها ضدّ الرأسمال المتوحش وليس ضد الرأسمال الوطني… لكن أنا لست شيوعيا، أنا اجتماعي ديمقراطي”. كما أضاف بنبرة من الغضب ضدّ عدد من الأطراف الحاكمة: “هناك أحزاب في الحكومة نعرف كيف تفكر وأنها ضدّ الرأسمال المتوحش وليس ضد الرأسمال الوطني… لكن أنا لست شيوعيا، أنا اجتماعي ديمقراطي”. وأثارت تصريحات ماجول تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحد المتابعين ساخرا “ها ماجول واحد من الناس سخفتني اعطينا نومروك خلينا نتبرعولك بشوية فلوس” فيما عبر آخرون عن استنكارهم من تشجيع رجال الأعمال الذين استغلوا اليد العاملة التونسية مقابل مبالغ زهيدة . وطالب آخرون هذه المؤسسات بدفع أداءاتها للدولة والتوقف عن التهرب، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها تونس. ودوّن الباحث والناشط السياسي طارق الكحلاوي: “سي سمير قال لكم ماناش مخلصين أداءات 2019… وإذا تحبوا نتبرعوا نحيوهملنا من الضرائب.. عريتونا وفلستونا… وماعندنا وين نعاونوكم وبيعولنا القطاع العام… وراكم اليوم وزرا وغدوة بطالة. بالطبيعة هو والعشرين عائلة متخفين وراء المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تعاني حقا ليبرروا منطق “الباندية”. سي سمير ليس العطار والمستثمرين الصغار والمتوسطين… سي سمير هو مثل رجل الأعمال (صاحب نزل في الحمامات) وزوجته اللذين هربا من الحجر الصحي في شط مريم… سي سمير هو مثل صاحب مصنع الكمامات الذي يريد أن يصدر لفرنسا وغير مستعد يعطي لتونس… سي سمير باختصار هو من يعتقدون أنهم فوق رؤوسهم ريشة”. وفي السياق ذاته تحدث وزير أملاك الدولة غازي الشواشي عن تصريحات رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول الذي اشترط تمتيع رجال الأعمال بإعفاءات وتخفيضات في الضرائب للتبرع لصندوق 1818 لمجابهة الكورونا. وعلق قائلا: “هذا لا يمكن، يعني ما سنأخذه من هنا نعطيه لك من هناك؟ سمير ماجول قال لا أدفع وأنا أقول له تونس في حاجة لأداءاتك يا سمير وأداءات الشركات، أداءات 2019 وهذا ليس فيه إعفاء يجب على جميع الناس أن تدفع ما عليها وخاصة الشركات الكبيرة”. وأضاف “نحن في حاجة لإمكانيات مادية وهذه فرصة لرجال الأعمال ليظهروا مدى الوطنية متاعهم وحبهم لبلادهم.. ونحن نريد المساهمة والتبرع بصفة تطوعية”. وأكّد الشواشي أن هناك إمكانية لإجبار المؤسسات والشركات الكبيرة على الدفع. وقال إنّ ذلك يمكن أن يكون بقانون يكون بمثابة ضريبة على الثروة أو معلوم إضافي على المرابيح، مشددا على أنه على الحكومة تحمل مسؤولياتها وتجد حلولا لكل إشكالية تطرح وفق تعبيره.