في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لردع ما يمكن ردعه للتقليص من التداعيات الاقتصادية والبشرية والمادية لكورونا، برزت حركة استتثنائية في تونس تتمثل في تسابق الشباب في ما بينهم من أجل الاختراع والابتكار. ومنذ ظهور كورونا يتطوع كثير من التونسيين لمساعدة السلطات، وإنتاج كمامات واقية ومنحها للطواقم الطبية، وتصنيع نماذج أولية لأجهزة التنفس الصناعي باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. و في هذا السياق، قال وزير تكنولوجيا الإتصال والإنتقال الرقمي محمد الفاضل كريم، في تصريح لموزاييك، اليوم الثلاثاء 14 أفريل 2020، إن ضغط وإكراهات جائحة كورونا فتحت المجال أمام الكفاءات التونسية للتعريف بقدراتها في ابتكار وإنتاج آليات تكنولوجية متطورة وحديثة لمقاومة هذا الفيروس. كما أكد الوزير على ضرورة استخلاص العبر من ذلك بالنظر إلى ماتزخر به تونس من كفاءات تنتظر فقط الفرصة لإبراز قدراتها، حسب وصفه. وأكد محمد فاضل كريم أن ما أنتج من مشاريع في هذه الفترة يجب أن يستمر بإنجاح كل الأطراف مشروع رقمنة الإدارة التونسية وربط المؤسسات التربوية بالألياف البصرية والانترنت ذات الجودة العالية والمضي قدماً في رقمنة التعليم ككل، حسب تصريحه على هامش افتتاح معرض افتراضي بعنوان” صنع في تونس” بالقطب التكنولوجي للاتصالات بالغزالة من ولاية أريانة اليوم. وقامت شركة تونسية بتقديم روبورت على شكل عربة مدرعة صغيرة تدار عن بعد، إلى وزارة الداخلية للمساهمة في تطبيق الحجر الصحي العام، ودعوة الناس عبر مكبرات الصوت لملازمة بيوتهم. كما نجحت شركة أخرى، مختصة في تصنيع المعدات الطبية الوقائية، في ابتكار فراش عازل للمصابين بفيروس كورونا بامكانياتها الذاتية. وأعلنت شركة ثالثة مختصة في تصنيع مكونات السيارات، عن تبرعها بروبوت يمكّن المصابين بفيروس كورونا من التواصل مع عائلاتهم. كما بادرت مجموعة من الكفاءات التونسية، على العمل على تحويل قطار إلى مستشفى متنقل، ليجوب المناطق المهمشة والتي لا توجد فها مستشفيات، على غرار مناطق الشمال والجنوب الغربيين.