خلاصة القول في ما يتعلّق بالكتاب الأسود أن الكثير من الصحفيين و الإعلاميين و الكتّاب و ال"مثقفين" الذين كانوا يمنون أنفسهم بضياع المحاسبة و بتعويم مشروع العدالة الانتقالية وسط الكم الهائل من التحديات و المشاكل و التعقيدات التي أغرقت الحكومة و شلت الإرادة الثورية عند الثلاثي الحاكم ( هذا إفترضنا أنه كان ثوريا منذ البداية ) و كذلك الكثيرون منهم الذين حسبوا أنهم بما لهم من مواقع و نفوذ و تأثير و علاقات أضحوا عصاة على المحاسبة و الانتقاد و أن صفقة ما مثل الكثير من الصفقات في البلاد ستذهب بتاريخهم العفن و أرشيفهم الأسود إلى غياهب النسيان و الإتلاف ….كل هؤلاء فوجئوا بضربة صاعقة جعلت الكثيرين منهم يتخبطون في اتجاهات شتى و كعادتهم يحاولون تعويم الموضوع بأسئلة تافهة لماذا هذا التوقيت بالذات ?? لماذا رئاسة الجمهورية و ليست رئاسة الحكومة ?? لابد أنها حملة انتخابية قبل الأوان ??!! لماذا لم يقع التنسيق مع نثابة الصحفيين ??? لماذا لماذا لماذا …أسئلة كثيرة لكن الحقيقة واحدة و هي أنها المرة الأولى منذ سقوط المخلوع التي تصدر فيها مؤسسة رسمية قائمة رسمية بأسماء و صفات الصحفيين الصبابة و القوادة و لحاسة النظام و سارقيي أموال التونسيين المفقّرين وثيقة رسمية ستدرج حتما في مراجع المؤرخين لتعتمد في كتابة التاريخ و سيتداولها الإعلام البديل بما فيها من أدلة و براهين ليفضح دور هؤلاء في الماضي مع مخلوعهم و دورهم الأن مع أيتامه وثيقة ستتضمن نسخا من تقارريهم الأمنية و صفتهم الصحفيبوليسية وثيقة ستلاحقهم كاللعنة في كل عمل في كل خطوة في كل معلومة سيقدمونها عندئذ سيتبين لهم و هم بذلك عالمون مسبقا أن كل الأسئلة التي طرحت و ستطرح حول توقيت خروج الكتاب للعلن و حول محتواه و حول الغاية منه كلها أسئلة تافهة أمام مصيبتهم الكبيرة التي ليس لهم منها مفر الكتاب الأسود ….الكتاب اللعنة خليل القلاعي