بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشيد الكرّاي يُعيد توجيه رسالته الى مدير اذاعة صفاقس بالنيابة
نشر في صحفيو صفاقس يوم 22 - 01 - 2012

اسمح لي بداية سيدي المدير بالنيابة أن تتقبّلوا منّي باقة زهور موشّحة بعبارات الشكر والثناء على مجهوداتكم الخارقة للعادة التي أدخلت زيتونة الأثير ‘في حيط' وأنت الذي تستعد لمغادرة كرسي المديرية كما أعلن عن ذلك السيد الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة التونسية في بلاغه الصادر بتاريخ 13 ديسمبر 2011 باعتباره وكل مديري الإذاعات التابعة للمؤسسة مديرين بالنيابة انتهت مهامهم ويسهرون على سير المؤسسة إلى حين تعيين مسؤولين جدد وأعدك هذه المرة بأنّي لن أسعى للاستيلاء على كرسي أحدهم وخاصة كرسيّك المحترم
واسمح لي ثانيا سيدي المدير بالنيابة أن يتقبّل صدرك هذه المرة باقة زهور منّي وبها بعض الأشواك التي لن تنال بأي حال من الأحوال من دماء من جعل نفسه نصيرا للفتنة وعدوّا شرسا للتعبير الحر ونصّب ذاته خصما وحكما
جملة من الأكاذيب والافتراءات سقتها سيدي المدير بالنيابة في أحاديثك الصحفية التي أدليت بها لمواقع صحفية الكترونية وصحف ورقية في محاولة يائسة منك لتبرير اللاّمبرر وتشريع اللاّمشرّع وقد هالك مشهد الوقفة الاحتجاجية التي انتظمت يوم الاثنين 9 جانفي أمام مبنى الإذاعة وضمّت إلى جانب الصحفيين كل مكوّنات المجتمع المدني والحقوقيين والأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأولها حرية الرأي والتعبير التي عبثت وتعبث بها واستهزائك بالصحفيين ومهنتهم المقدّسة وحاولت إيهام الرأي العام بأن قضيتك معي لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير بل عما ادّعيت بأنها جملة من التجاوزات وافتعال المشاكل والصدامات من جانبي .
وهذه الأقوال حتى ولو فرضنا جدلا بأنها صحيحة تدينك أنتَ شخصيا على أساس تسامحك غير المبرر أمام من يأتي بمثل هذه الأفعال ولا تسعى لتطبيق القانون والإجراءات الإدارية الجاري بها العمل ضده ويؤكد الصورة التي ترسّخت في ذهن أغلب أبناء الإذاعة ومن خارج أسوارها عن ضعفك ورضائك بموقف الملعوب به أرجوحة تتقاذها مصالح هذا الطرف وذاك
سردتَ من بين ما ادّعيت أنها تجاوزات صادرة عنّي اقتحامي لقاعة الاجتماعات أثناء اجتماع رسمي وهذه سيدي المدير لو كُتب للتاريخ أن يعاد فسأعاود نفس السلوك لأن الأمر كان يتعلّق يومها باجتماع البرمجة وقد دعيتَ إليه من قالوا إنهم ممثلون عن المنتجين والمنشّطين فمن كانوا : رئيس الشعبة المهنية وكاتبها العام وعضوان آخران فيها . يومها كما يقول المثل المصري كانت ‘فضيحتك بجلاجل' لو علم الرأي العام بما يجري من محاولات إعادة رموز التجمع إلى الواجهة وتشريكهم في صناعة الخطاب الإعلامي لحقبة ما بعد الثورة مع أنّي ليست لديّ أي مشكلة مع هؤلاء الزملاء
أما ما قلتَ أنه اقتحام للأستوديو فأهمس في أذنيك أن الاستوديو ليس بالجديد عليّ حتى أقتحمه لأنني على علاقة حميمية به منذ ما يناهز 25 سنة وإن كنتَ تشير إلى حادثة يوم 16 نوفمبر 2011 فاسأل نفسك أولا لماذا تخلّيت عن دورك كمدير وسمحتَ لإحدى المذيعات بتجاوز حدودها مع الزملاء الصحفيين الرياضيين إلى حد منعهم من دخول الاستوديو والقيام بالمهام التي أمضيتَ أنتَ شخصيا عليها قبل أن تدّعي ألاّ علم لك بالموضوع للأسبوع الثاني على التوالي بل ومارستَ سياسة الهروب على المواجهة فرفضتَ قبول رئيس قسم الرياضة في الهاتف القار والجوّال للاستفسار عن الأمر وغادرت مقر الإذاعة على عجلة من أمرك . وكان عليّ وقتها وقد تخلّيتَ أنتَ عن مسؤوليتك أن أتصرّف وأحمي زملائي الصحفيين الرياضيين وأنا رئيسهم المباشر من التجاوزات . ومع أني كنت في قمّة الغضب فإني مع ذلك لم أتفوّه بأي كلمة تخدش الحياء عكس ما تدّعيه وعكس ما قالته لكَ المذيعة المعنيّة لأن الأمر كان يتعلق بامرأة أولا ولأن الحضور كنّ نساء محترمات
وقد أعقب هذه الحادثة انعقاد اجتماع في قاعة الأخبار بالإذاعة ضم كل الصحفيين ولم نطلب منكَ إضفاء الصبغة القانونية عليه حسب فهمك للقانون لأن قاعة الأخبار هي المكان الطبيعي لاجتماع الصحفيين .
وانتهى الاجتماع بالدعوة إلى احترام الصحفيين والكف عن كل الممارسات التي باتوا عرضة لها بتحريض وإيعاز منكَ شخصيا وإلى محاسبة من تجاوز حدوده ومنع زملائه من أداء مهامهم وبقرار حمل الشارة الحمراء والتهديد باللجوء للإضراب . أما الدعوة بإقالتك فهذه لا علم لي بها وإن كانت مطلبا شرعيا ولا شيء كان يمنعني شخصيا من الإعلان عنها لأنني ببساطة أكره تلك اللغة ‘الديغاجية' المقيتة التي أساءت للعديد من الشخصيات والرموز ولإيماني كذلك بأنكَ من العابرين في إذاعتنا أما أبناؤها فهم الباقون
وبخصوص سوء تعاملي مع المدير فالقاعدة القانونية تقول البيّنة على من ادّعى ومع فرضية صحّة ما ادّعيته أقول لك سيدي المدير لو كنت مكانك معاذ الله لما سمحت بهكذا تجاوزات في شخصي حتى ولو كلّفني الأمر تقديم استقالتي إن لم تقع محاسبة من أساء إليّ
وأمّا ما سمّيته بحملة في موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس للتهجّم على جميع أبناء الدار ونسائها فهذا يسمّى بعين الكذب والافتراء ومسعى موبوء لغرس الفتنة والتفرقة بين أعضاء الأسرة الواحدة
فكتاباتي في الموقع المشار إليه وهي كما قلتَ موجودة تناولت بعض مظاهر الانحراف في العمل الإذاعي والاختيارات المعتلّة التي انسقتَ أنتَ وراءها وكان حطبها الأول نقابة الدار وكيف سقطتَ أنتَ شخصيا في مزايدات رموزها رغم تنبيه أكثر من طرف عليكَ بألا دخل للنقابة في صياغة البرمجة وتحديد الأسماء التي ستؤمّنها وألا ترضخ لإملاءات من لا يفقه أصلا في العمل الإعلامي وتحديد خطابه
قل لي سيدي المدير من أقصى جميلة بالي وعلي العيوني على سبيل الذكر وليس الحصر : أليست النقابة الموقّرة ؟ كم وصلتك من رسائل ودعوات لإعادتهما ؟ من أقصى الشاعر الهادي القمري وقالوا لك لن يدخل الإذاعة إلاّ على جثّتنا ثم دخل وأعيد برنامجه بعد أن جلس إلى رموز النقابة ورفعوا عنه الفيتو
يوم كتبت في نفس الموقع مقالا تحت عنوان : ‘في سلوك ثوّار الوقت بدل الضائع من أنتم ؟ أين كنتم ؟' كانت الرسالة ضوءا منبّها لرموز النقابة بعد أن جلستُ إليهم لإثنائهم عن التدخل فيما لا يستقيم مع مبادئ وأصول العمل النقابي السليم وفيما يعتبر اعتداء على هيبة الإدارة ركبوا رؤوسهم ولم أجد الآذان الصاغية فكان المقال الموالي عبارة عن كشف تاريخي لممارساتهم موثّقة لديّ بالوثائق وشهادة الشهود
والتاريخ سيدي المدير ليس ملكا شخصيا لأي كان خاصة لأولئك الذين يمرّون من وضعية الذات الفردية إلى وضعية الذات العامة أي عند تحمّلهم مسؤولية عامة في إدارة أو جمعية أو نقابة أي باختصار عند إدارة شأن عام قد يتفاوت عدد المعنيين به من خمسة أشخاص مثلا إلى ملايين الأشخاص عندها يصبح تاريخ هؤلاء الأشخاص كما حاضرهم ملكا عاما يحاسبون عليه ويساءلون عنه ويطالب منهم طلب الصفح والغفران إذا كان فيه إساءات لأي كان
وإذا كنتُ أشرت في مقالي المعني إلى ممارسة غير أخلاقية أتاها أحد رموز نقابة إذاعة صفاقس وكنت أنا شخصيا أحد شهود ذلك الاجتماع العام الذي طُرحت فيه القضية فالمقصود بالتأكيد استنكار فعل الفاعل وليس المفعول به لأنني ببساطة من أكثر الناس إجلالا واحتراما للمرأة ولكل زميلاتي فتيات كريمات وسيدات فضليات ولأن من يمسّ شعرة منهن يمسّ في النهاية زوجتي وهي زميلة لهن وأخواتي . وتذكر بعض زميلاتي الماجدات من وقف في يوم من الأيام في زمن سطوة أحد المديرين وبعض محترفي ضرب الطار والبندير والطبل والدربوكة إلى جانبهن ؟ ومن توعّد عصابة السوء آنذاك بالويل والثبور إن لم يكفّوا عن التضييقات والملاحقات الإدارية المفتعلة بحقهن ؟ ألم يكن رشيد الكراي ؟
يومها كان ثورجيو اليوم ومدّعو العفّة والطهارة يمشون الحيط الحيط شعارهم في ذلك أخطى راسي واضرب
فكيف لمحامي القضايا العادلة زمن القهر والتسلّط يتحوّل زمن الثورة والحرية إلى مدّعيا بالإفك والعدوان ؟ من له مصلحة في تغيير المعادلة حتى يصبح رشيد الكراي عنوانا لكل المآثم ويقفز الفاسدون إلى الصفوف الأمامية ؟ من يا سيدي المدير بالنيابة ؟
فسّر لي سيدي المدير ( وحزّر فزّر على شكون ) هذه الرائعة للشاعر الإماراتي الأمير عبد الرحمان بن مساعد :
احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكة وحيطة وابتدى بسرقة بسيطة
وبعدها سرقة بسيطة وبعدها تعدّى محيطه
وصار في الصف الأمامي احترامي للحرامي
احترامي .. للحرامي صاحب المجد العصامي
يولي تطبيق النظام أولوية واهتمام
ما يقرب للحرام إلا في جنح الظلام
صار في الصف الأمامي احترامي .. للحرامي .. !!
لن أعود بعد هذا سيدي المدير إلى ذلك الاجتماع العام الذي أشرفت عليه النقابة والذي اتخذته أنتَ وحلفاؤك قميص عثمان لتمرير العريضة المطالبة برأسي وقطع دابر هذا الصوت المزعج لك ولترتيباتك فلقد فسّرت لمن أراد مزيد من التفسير وشرحت لمن أراد شرح المشرّح وتفصيل المفصّل في مقال أعقب مقالي الذي علّقت فيه على بيان ذلك الاجتماع بثلاثة أيام أن المعنيين بصفة الجهالة وأبو جهل هم فقط رموز النقابة وليس سواهم وأنا مصرّ إلحاحا على ذلك
فسّر لي سيدي المدير موقفك في الاجتماع الثاني في بهو الإذاعة وقد وقفت مطأطأ الرأس كتلميذ لا حول له ولا قوة أمام معلّمه تتلقّى التعليمات والأوامر ممن يفترض أنتَ تسدي له بالتعليمات . صدّقني يومها رأفت لحالك وتأسّفت للإساءة التي ألحقتها أنتَ بمكانة الأستاذ الجامعي والباحث الأكاديمي ولعنت المسؤولية والمسؤولين والكراسي وصنّاع الكراسي
وأود التأكيد هنا ألا مشكلة لي مع أي زميل كان مهما كان موقعه بل وأقسم بأني لا أحمل أي ضغينة أو كره أو رغبة في تصفية حسابات مع من وقّع على العريضة ضدي فأنا أحترم اختيارات وآراء الجميع مع أن قرار إعفائي من مسؤوليتي أو المطالبة بنقلتي للعمل في إذاعة أخرى وهو ما أتشرّف به سواء في تطاوين أو قفصة أو المنستير أو الكاف أو غيرها ليس من مشمولاتهم . وأود أن أسرّ لك هنا سيدي المدير بأن الكثير من الزملاء رجال ونساء جاؤوني معبرين عن أسفهم في توريطهم ومغالطتهم في الإمضاء على تلك العريضة جراء الضغوطات الإدارية التي مارسها بعض من لهم سلطة إدارية على الكثير منهم
وخلافا لما ادعيت سيدي المدير من أن الزملاء التقنيين رفضوا اعتبار توقيعي وطابع صفتي الإدارية في الوثائق الخاصة بإنتاج المادة الرياضية ( والوثائق بحوزتي ) أعلمك أنه يوم عودتي لمباشرة عملي المصادف ليوم الاثنين 2 جانفي 2012 مُررت كل الوثائق وهي ثلاثة بدون أي إشكال من أي زميل تقني كما أذيع البرنامج الصباحي باقة رياضية ليوم الثلاثاء 3 جانفي 2012 تحت إمضائي ولمّا علمتَ بالأمر مارستَ الضغط المعنوي على المنتجة أنس الرباعي وأمضيتَ لها أنت شخصيا دليل برنامج بدل الدليل الذي أمضيته أنا وكلّفتَ رئيس مصلحة التقنية بالتوصية بالأمر من جديد على الزملاء التقنيين وهو ما رفضوه
كل هذا يؤكد أن ادّعائك بأن زملائي قرروا عدم التعامل معي عار عن الصحة ومحاولة لبث الفرقة والفتنة بين أبناء الدار الواحدة في وقت كان من المفترض أن تكون أنتَ فيه صوتا وعاملا على اللّحمة والوحدة وليس خادما أمينا لأجندا أخرى قد تكون أنت أحد أطرافها والمشهد الإعلامي يشهد حراكا جديدا بعد تنصيب الحكومة الشرعية ويستعد لإعادة هيكلة بات من الواضح أنك تريد أن تبقى أحد أرقامها
وأصارحك القول بعد هذا سيدي المدير بالنيابة أن أصدق كلمة قلتها في تصريحك للتونسية هو أن مكاني الطبيعي في الأخبار وما نعبّر عنه في عالمنا الصحفي الداسك لكن مع فارق بسيط في التوقيت : عودتي للداسك التي لم أنقطع عنها في كل الحالات ستكون حسب توقيت ساعتي وليس على وقع عقارب ساعتك المعطّبة
أما عن مسألة استقدام عدل تنفيذ لغلق مكتبي كإجراء قانوني وقائي فلا أملك سوى أن أتقدم إليك بكل التهاني والتبريكات على نجاحك في هذه الغزوة المظفّرة لأنك بذلك أنقذت الإذاعة والإذاعيين من شر قنبلة موقوتة أودعتها بنفسي في مكتبي قبل غلقه ونسيتُ أن أحمل معي شفرة انفجارها وها أني أنصحك هذه المرة بجلب خبير في تفكيك المتفجرات حتى لا يقع المحظور
ويبدو بعد هذا أن مستشارك القانوني الذي عدت إليه وهو ما لا يمكن أن يكون المستشار القانوني لمؤسسة رسمية محترمة قد تشبّع بعلوم القانون والعدالة من نظرية عقيد ليبيا المخبول الكتاب الأخضر ومبادئه الأولى التي تقول : الدجاجة تبيض والديك لا يبيض والبيت لساكنه واللّجان في كل مكان وغيرها من ‘ التخريجات' القذافية التي تجعل من لجانه الثورية قوة فوق القانون ومؤسسات الدولة وخارجة عن منطق المساءلة والمحاسبة
وبهذا المنطق الأعرج ذهب بك التفكير بأن لك صلاحيات ربّانية تنشأ بها ما شئت من المناصب وتلغيها حسب هواك متناسيا قاعدة قانونية تقول إن العادة بمرور الوقت تحل بالضرورة محل القانون وهو ما ينطبق على قسم الرياضة الذي أُحدث سنة 1996 وشغله الزميل زهير بن صالح إلى غاية 2006 قبل أن يشغله الزميل حافظ الهنتاتي إلى غاية 2009 وتحديدا شهر ماي منه تاريخ تسلّمي مسؤولية الإشراف عليه علما وأن ضروريات العمل الإذاعي تحتّم اليوم أكثر من أي وقت مضى إفراد الرياضة بمصلحة قائمة الذات رغم علمنا بك وإعلانك لذلك مرارا على الملأ كرهك الشديد للرياضة والرياضيين
وقبل أن أختم رسالتي إليك سيدي المدير بالنيابة أهمس لك مجددا أن قيم حرية الإعلام وتكريس حرية التعبير التي تتبجّح بها ليست شعارات ترفعها في العلن وتضربها في السر وهي في كل الحالات قيم جاءت بها ثورة شعب بأكلمه ولم تجد بها أنتَ علينا وانفتاح إذاعة صفاقس على محيطها الجديد وانخراطها في قيم وخيارات الثورة هو ثمرة عمل كل أبناء الإذاعة شاء المدير أم أبى وشاءت قوى الجذب إلى الوراء أم أبت
أما عن موضوع الاستيلاء على كرسي المديرية الذي ذهب في ظنّك وظنّ مرضى النفوس والعقول أنني معني به فلقد سبقتني أنتًَ في ممارسة الاستيلاء عليه لدرجة أن مدير عام المؤسسة والذي من المفروض أن يكون هو صاحب قرار التكليف لم يتعرف عليك يوم تنصيبك . أما أنا فلست بحاجة يوم أرغب في الكرسي كفاني الله شرّه في استعمال أساليب الاستيلاء لأنّني ببساطة ابن شرعي للإذاعة كنت دائما من الداعين لأن يكون أبناء الدار من الصحفيين وغيرهم مسؤولين أوّل عليها وهو ما يدعو له كل مكوّنات المشهد الإعلامي في البلاد
وحتى يطمئن قلبك على مصير كرسيك أقول لك : لو كنتُ فعلا معنيّا به لهرولت زمن المهرولين ولأخذت بدل الكرسي الواحد كراسيا لأنني ببساطة لا أرى في نفسي مسؤولا بل لا أصلح لأية مسؤولية باستثناء المسؤولية المهنية الصحفية رياضية كانت أو إخبارية وهذه تخضع للتدرج المهني والمعايير المهنية فقط وبعيدة كل البعد عن التجاذبات الإدارية أو السياسية وهذا عهد أخذته على نفسي ويعرفه الخلّص من أصدقائي وزملائي رغم كيد الكائدين .
قلمي سيدي المدير بالنيابة هو كرسيّي الأكبر الذي يتجاوز أوهام النفوذ والسلطان وأسباب الصدأ والعفن , به أهز عرش الطغاة وأكشف به زيف الزائفين وإفك الكذّابين ممن اتخذوا من ثورة الشعب مطية لاستصدار بطاقة عدد 3 خالية من السوابق شعاري في ذلك حكمة الإمام علي رضي الله عنه : لا تستوحشوا طريق الحق لقلّة سالكيه
سلام على من اتّبع الهدى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.