*لان الجبهة الشعبية حققت تواجدها في الشارع وعبر وسائل الإعلام وتموقعت في الخارطة السياسية من خلال استغلالها لتراخي الدولة وغياب الاستقرار وانحصار نفوذ القانون وصنعت اسمها بالهجوم على الرؤساء في سيدي بوزيد وتحريك العنف في سليانة وتعطيل الانتاج في الحوض ألمنجمي وتخريب المؤسسات واستعمال النقابات.. ولأنها تتقن فن التحشيد المحتقن وتبدع في ركوب الغضب والإحباط والشك ..لذلك فان كبار رفاق الجبهة يعلمون علم اليقين ان : اي انتخابات ستكون مصيبة على الجبهة الشعبية * ولان نداء تونس استوعب القوى الفاعلة والنافذة في عهد بن علي وشيد ملاجئة وكيفها لاستقبال كل الذين يخشون من لحظة تستقيم فيها الدولة وينفي القضاء خبثه وتدق لحظة المحاسبة ، ولان النداء جمع حوله كل من يخشى تداعيات ماضيه ويرنوا الى حياة لا ضوابط فيها ولا قيود ، ولانه استحوذ على غالبية جماعة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"..ولان الهيكل الاساسي لهذا الحزب تشكل من اصحاب المال والمصالح ومثقفو الصالونات وقطاع واسع لا يعرف معنى النضال ناهيك عن فعله و تفعيله ، ولم يجلبهم حب السيد الباجي الى حزب النداء وإنما ساقهم اليه كره السيد الغنوشي ، ولان هذا الحزب لا يمكن ان يصنع طبقة مستعدة للتضحية ولو باليسير ، فقواعد جل الأحزاب تتحرك بدوافع إيديولوجية نضالية انسانية ، إلا قواعد نداء تونس فان بنزينها الدينار ومئونتها الاورو والدولار..لذلك فان : اي ثورة جديدة ستكون مصيبة على نداء تونس *ولان حركة النهضة لديها في السلبي وفي الايجابي فهي تملك القدرة على الحشد باتجاه الصناديق وباتجاه الشوارع ، ولأنها تخوض حرب استنزاف شاقة ومكلفة ، ولأنها وجدت نفسها لفشل او لتقصير او لعوامل أخرى في ساحة متعددة الجبهات ، ولأنها حركة مسكونة بهواجس المحن ، مكبلة بالصورة النمطية التي يحملها المجتمع الدول حول نظيراتها ، ولان هذه العوامل مشفوعة بحالة من الحذر المرضي الأقرب في تركيبته الى خلطة مشوهة من جلد الذات والارتعاش والتردد والخوف المبالغ من تقديم الأسمدة التي تحتاجها الثورات ، ولان الزمن الذي يمر والوضع في حالة تأرجح يخصمه الشعب من رصيد حركة النهضة ، نظرا لذلك فان: اي تأرجح سيكون مصيبة على حركة النهضة بلا رتوش *حركة نداء تونس قبلت منذ مدة بفكرة جلول عياد لكنها تبدي نوعا من التروي وتكتم فرحتها لكي تحافظ على روابطها مع الجبهة الشعبية . *الامن العام للنداء يتحدث عن شروط في صورة تثبيت خيار جلول ويجعل ما عبر عنها بمراجعة التعيينات النهضاوية في سلم الأولويات وهو يعلم ان التعيينات المزعومة لا تأثير لها على انتخابات تديرها لجنة مستقلة ويراقبها الداخل والخارج ، وانما هو عربون وفاء لجبهة شعبية تبحث عن فتائل لا يمكن نزعها لتدوم عليها "نعمة" الأزمة . * قدمت النهضة الغالي والنفيس في محنة الحكم وخاصة في مداولات الحوار الوطني ، وقبول النهضة بالسيد جلول وإبداء بعض قياداتها للرضاء وربما البهجة يشبه الى حد بعيد المثل التونسي "طاح قال نقزت" . *زعيم حركة النهضة وضع معادلة خطيرة قد تكون عواقبها كارثية ، فقد ابدى حنكة كبيرة حين قرر ان يحاور ، لكنه اطلق للمغامرة العنان حين "قرر" ان ينجح الحوار ، فكل المؤشرات تدل على ان الغنوشي قرر مع خلية الأزمة المصغرة الاعتراف الكامل والغير منقوص بالقوة الواقفة على الأرض بغض النظر عن شرعيتها وجرائمها وتاريخها ثم قرر استرضائها بكل الوسائل بما فيها مقايضة الشرعية الشعبية بالخروج الآمن لثورة منقوصة عليلة محتشمة . *تميل مكينة النهضة ومركز قرارها منذ مدة الى فرضية ان الثورة كالإيمان تنقص وتزيد وان الحفاظ على مجرد جذوتها كفيل بإعادتها للاوجها من جديد حالما تستقيم الأوضاع ، وكان قيادة النهضة تساجل وتغالب برفق تلك القرضة التي تأكل جسد الثورة وتحاذر على عجم الذنب على أمل الإبتعاث. * الجبهة الشعبية بعصبها حزب العمال بدأت تعي متأخرا انها تعسفت على الواقع لان تركيبتها المتشنجة وطبيعة مرجعيتها كانت تؤهلها في أقصى حالات الاجتهاد والالتحام بالشارع الى تحصيل نسبة 5% من اصوات الشعب ، وكان يمكنها الحفاظ على شتات اليسار الذي يراوح في حدود 3% مع هامش ب 2% لقوة متواجدة في الشارع تكره لغة الدولة والمؤسسات وتميل في طبعها الى الاستعصاء ولغة التحدي والمقامة الأبدية . *الجبهة الشعبية ينطبق عليها المثل التونسي "جاء يقلد في مشية الحمامة تلف مشيتو" ، لقد باعت الجبهة رصيدها الشعبي للتجمع وحواشيه ، اعطت نسبة 1،5% لكمال لطيف و 2،5 % لنداء تونس وقدمت هبة 0،5% لمصطفى كمال النابلي حين حرّضت على تنحية احد ابناء الريف والجنوب والفقر والنضال والسجون من الحكومة ووافقت على إسنادها لواجهة الليبرالية والبرجوازية في تونس ، وهي الان تطوف بنسبة 0،5% تبحث لها عن قبر جديد ، في لحظة هستيرية اختلط الأمر على الجبهة فاستلت المنجل لحش الثورة وهوت بالمطرقة على نفسها لتنتحر.