بالتوازي مع وقوف الجبهة الشعبية ضد التوافق الحاصل بين جل الأحزاب ، والرباعي الراعي للحوار الوطني حول شخصية جلول عياد لتشكيل الحكومة القادمة ، وتعبيرها صراحة ومن خلال كل من تحدثوا باسمها عن اعتراضاتهم حول هذه الشخصية لمجرد تعبير حركة النهضة ممثلة في رئيسها خلال اليومين الفارطين عن تمسكها بالمستيري ، وبموافقتها على عياد في صورة توافق الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني حوله ، وهو مااعتبره العباسي وعدا صريحا ومؤشرا مطمئنا على قرب عودة الحوار الوطني، وعبر عنه من خلال تصريحه إثر لقائه بالغنوشي عن إمكانية الإعلان عن توافق سياسي بشان الشخصية الوطنية التي ستترأس الحكومة القادمة في القريب العاجل . وبمجرد ظهور مؤشرات مطمئنة حول قرب انفراج الأزمة السياسية بالبلاد ، أعلنت الجبهة عن قفزها إلى الركن المقابل بإعلانها عن أنها لن توافق عن عياد وانها تقترح مرشحا وحيدا أوحد لامناص من اختياره وهو شوقي الطبيب . هذا الموقف الذي أحرج شركاء الجبهة في جبهة الانقاذ ، وجعل بعضهم يمضي معها على بيان ، والبعض الآخر يعبر عن تبرئه منه ومن ممارسة السياسة بالوكالة ، اتخذه البعض سببا لمطالبة العباسي بمنح مهلة إضافية لترتيب بيت جبهة الانقاذ ولمزيد التشاور قبل إعلان الفشل المنتظر للحوار بعد عشرة أيام من الآن . وقد رشحت للشاهد اخبار من مصادر موثوقة تفيد ان العباسي قد تعرض خلال اليومين الأخيرين لابتزاز وضغط كبيرين من سفراء الجبهة الشعبية بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل من أجل فرض شوقي الطبيب ، وانه حين عبر عن أن هذا المرشح لايحظى بثقة أغلبية الفرقاء السياسيين ، اتهم من رفاقه في القيادة بانه يعطل حلحلة الأوضاع ( حسب ماتشير إليه مصلحة جبهتهم ) وأنه لايبحث سوى عن مجد وإنجاز شخصي من خلال مايقوم به في إطار الحوار الوطني ، وهو ماأغضب العباسي ودفعه للدعوة لانعقاد هيئة إدارية لحسم الخلاف بين العباسي من جهة ومجموعة الجبهة من ناحية أخرى قد تعقد في القريب العاجل . ولعل الأيام القليلة القادمة تأتينا بجديد الصراع الدائر بين قيادات الاتحاد المركزية ، قبل موعد الرابع عشر من الشهر الحالي ، وإن غدا لناظره قريب . لطفي هرماسي