في هذه الليلة شديدة البرودة ، وفي العراء يبيت أمام وزارة التربية العشرات من المعلمين والأساتذة والقيمين وأعوان المخابر ، والعملة . افترشوا الأرض وتغطوا بالسماء ، في اعتصام مفتوح يخوضونه منذ يوم أمس الاثنين 23 ديسمبر 2013 ، بعد عشرات الوقفات الاحتجاجية التي خاضوها منذ أكثر من سنة أمام وزارة الإشراف ، وأمام المندوبيات الجهوية للتربية من أجل المطالبة بتفعيل الأمر الترتيبي عدد 3256 الصادر بتاريخ 13 / 12 / 2012 و المتعلق بإعادة بناء المسار المهني للأعوان المتمتعين بالعفو العام . والأمر المذكور ، يتمثل في تنظير هؤلاء الموظفين ببقية زملائهم في الرتبة والعدد المهني والترقيات ، لأنهم وإثر عودتهم إلى سالف عملهم بعد حقبة طويلة من المعاناة والسجون ، والتفقير والمحاصرة في لقمة العيش ، فوجئوا بأنهم لايزالون في ميزان وزارة التربية مبتدئين في سلم المهنة ، وأجورهم ضعيفة للغاية ، كما ان تلاميذهم الذين درسوا عندهم في بداية حياتهم المهنية ، والتحقوا للعمل بنفس الوزارة في وضعية مهنية ومادية أفضل منهم بكثير ، فضلا على أن كل الوزارات تقريبا قد قامت في نطاق واجبها نحو منظوريها بتسوية هذا الملف الحقوقي باستثناء وزارة التربية التي يبدو أن بعض مسؤوليها من بقايا النظام السابق ، أو من المتحزبين لايزالون يعطلون تنفيذ استحقاقات هذا الملف لسبب وحيد أوحد يتمثل في حسابات سياسية ضيقة تميز بين الموظفين بسبب الانتماء السياسي . المعتصمون منذ يوم أمس ، والمقيمون الليلة تحت جدران وزارة التربية رجال من أبناء هذا الوطن ، حصدتهم آلة الاستبداد الرهيبة في عهد المخلوع وحرمتهم من العمل ، وهاان حكومات الثورة المتعاقبة بما فيها حكومتا الجبالي والعريض ، لاتعيد الحقوق إلى اهلها ، وعوض أن يتمتع المربي والموظف الخمسيني والستيني من مربي وموظفي وزارة التربية بعطلة دافئة بين أهله وفي بيته تجده الليلة على قساوة برودتها يبيت تحت الحيطان من أجل استرداد حق تتلكأ وزارة التربية في إنجازه ، ولاتتعجل رئاسة الحكومة في تفعيله . هؤلاء الذين اتصلت بهم الشاهد الليلة ، آلوا على أنفسهم لايعودوا إلى منازلهم إلا وحقوقهم قد تم استردادها فعلا كلفهم ذلك ماكلفهم ، وليس ذلك بعزيز على من شربوا النضال شبابا ، ومارسوه كهولا ، وقدر عليهم ان يعتنقوه شيوخا . لطفي هرماسي