أكد رئيس حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي في تصريحات صحفية ان حركته واعية بدقة المرحلة التي تمر بها بها البلاد واصفا قبول حركته بالتنازل عن الحكم "وفق صيغة توافقية نادرة في التاريخ السياسي"، كما قال، هو "جزء من التضحية بمصالح الحزب من أجل المصلحة الوطنية العليا لتونس ولإنجاح المسار الديمقراطي فيها". وأشار الغنوشي ان تضحية حزبه الذي يتصدر قائمة الأحزاب الفائزة بانتخابات المجلس التأسيسي ويملك أكبر كتلة فيه تاتي في اطار قطع الطريق عن من يريدون لتونس استيراد سيناريوهات فشلت في تحقيق الديمقراطية. وقال: "لا شك ان الصعوبة تتمثل في أن هذا التداول على السلطة يتم بطريقة غير معتادة، فالتداول عادة ما يتم عبر الانتخابات أو الانقلابات أو الثورات أو عبر سحب الثقة، وليس شيئا من ذلك تم في تونس، وإنما هو أسلوب جديد يتمثل في التوافق، وليس من اليسير أن يتفق أكثر من عشرين حزبا على هذا الأمر، وبالتالي تجاوز هذه العقبة أمر مهم جدا". وأضاف الغنوشي "كان يمكن أن نمضي في الدستور بحكم أن لنا الأغلبية في المجلس التأسيسي لكنه سيكون دستورا للحزب وليس لتونس، ولذلك تنازلنا من أجل عودة المعارضة، لأننا نريده دستورا لتونس وليس للنهضة، وضحينا من أجل الوطن والمسار الديمقراطي حتى لا نسقط في استيراد نماذج فشلت في تحقيق الديمقراطية". وأعرب الغنوشي عن أسفه للتحالف بين أعداء الديمقراطية وبين "الإرهاب"، وقال: "يلاحظ أن هناك ما يشبه التوافق بين أطراف متناقضة، بين الإرهاب وبين أطراف لا تريد للمسار الديمقراطي أن يمضي في طريقه، ولذلك كلما رأينا المسار الديمقراطي يوشك أن يتقدم خطوة حاسمة إلا وحصلت عملية إرهابية تعطل المسار، ولذلك اليوم هناك تهديدات بالإرهاب، وهناك توقعات بحدوث عمليات إرهابية بسبب أن المسار الديمقراطي تجاوز صعوبة أساسية ووضع البلاد على سكة الديمقراطية والانتخابات"، على حد تعبيره.