استقالات جماعية مثل التي تمت في صفاقس في الأيام الماضية واستقالات فردية جسّدتها استقالة علي المحضي منسّق الحرب في سوسة رغم التريث في قبولها . وإن "الخلافات التي دبت في المدة الأخيرة بين أعضائها و ذلك في جلسة رسمية جمعت رئيس الحزب الباجي قائد السبسي والأمين العام الطيب البكوش و المكلف بالهياكل حافظ قائد السبسي و قد أبدى الباجي موافقته على استقالة علي المحضي بعد تأكده من بلوغها إلى الإدارة المركزية للحزب طالبا من مساعديه حسم الأمور دون تردد "المغرب ليوم (2013.12.28 ) ،وسيُهرع الطيب البكوش إلى سوسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة رأب الصدع قبل أن يتسع الفتق على الراتق. وكذلك تجميد المكتب المحلي بالحامة من قبل المسؤول عن الهياكل حافظ قائد السبسي زاد الطين بلة. وأمام موجات الإستقالات"تعمل عدة هياكل جهوية على تكوين تيار إصلاحي داخل الحزب لإنقاذه من الاقصاء ولإعادته إلى مساره الصحيح " جريدة الشروق بتاريخ 2013.12.27 إضافة إلى ما رشح من بداية "مناكفات" بين الماسكين بعصب النداء ، فمن جهة يبدو فوزي اللّومي الرجل الطامح إلى أن يكون محوريا فيما يخص لجنة الإنتخابات وأن يسيّر الحزب من خلالها وهو الوجه التجمعي البارز،فإننا نلحظ من الجهة الأخرى محسن مرزوق الذي يهيمن على عديد اللجان داخل الحزب دافعا بكثير من المسؤولين إلى العطالة مما يدفعهم إلى الشعور بالإقصاء وبين اللومي ومرزوق نجد حافط قائد السبسي تتقاذفه أمواج المتسلقين لنيل رضى والده وهو لايكاد يمسك بخيوط اللعبة في الهياكل بما انه عديم الخبرة وحديث العهد بمثل هذه الصراعات وتعوزه القدرة على فهم طبيعتها. إن المتأمل في الفسيفساء التي تزيّن الحزب من تيّارات يسارية واخرى ليبرالية وبواقي تجمّعية تبحث عن مصالحها وامتيازات فقدتها بمفعول الثورة ، سيلحظ انها ليست بالفسيفساء بقدر ما هي رؤوس غير متجانسة . لكل هذه العوامل المؤثرة تاشر الى أن الكل منفرد بتوجهه منفلت من ضوابطه حيث لا يمسك بين هذه التوجهات برنامج واضح وجلي ولكنهم يدورون حول رحى "الزعيم الأوحد" وقد بلغ العمر به عتيّا وهو يقود السرب بدون بوصلة واضحة أمام الضغوط النفسية والسياسية الموضوعية فهناك إكراهات حركة النهضة وهناك حِزقيّة الجبهة الشعبية مما يظهره بمظهر المنهك الذي يبحث عن مرسى فلا يجده. وتشير الصورة الى أن جميع الرؤوس المتنفذة في النداء تتداعى للاستعاضة بتحقيق مصالحها أو السعي لإعادتها ولما لا تكون فرصة لبعض الإستئصاليين لدفع الحزب إلى الدخول في مواجهة شاملة مع الخصم اللدود حركة النهضة والإسلاميين بصفة عامّة. في المجمل ليسمح لنا القارئ بطرح السؤال التالي: هل إن حزبا هذه مكوناته يكون قابلا للبقاء لمدّة تؤهله أن يشارك في الشأن السياسي العام أم هو يحمل بذور فنائه ؟ الجمني النوري