مع البدايات الاولى لسنة 2014 تعرض كلّ من النقابي عدنان الحاجي من بالرديف من ولاية قفصة و النقابي محمد الطاهر العبيدي بالسرس من ولاية الكاف الى عمليات اعتداء واستهداف . فالنقابي عدنان الحاجي تعرض منزله يوم 28 ديسمبر من السنة الفارطة الى عملية سطو وسرقة مع تعنيف زوجته وتهديدها بآلة حادّة من قبل ملثّمين، وقد رجح عدنان الحاجي ان يكون الجناة قد أقدموا على فعلتهم بتحريض من جهة ما نافيا امتلاكه معلومات دقيقة تمكنه من توجيه الاتهام إلى أي طرف كما نفى في الوقت ذاته أن يكون الغرض من السطو على منزله السرقة مضيفا بان وحدات الأمن تولت اخذ البصمات من المنزل و استجوابه هو زوجته خاصة وان العملية كانت قد تمت في وضح النهار. أمّا النّقابي محمد الطاهر العبيدي عضو المكتب المحلي لنقابة التعليم الأساسي بالسرس من ولاية الكاف فقد تعرضّ يوم 1حانفي 2014 إلى جريمة فظيعة أودت بقتله وقائع الجريمة تعود مثل سابقتها إلى ملثّمين دخلوا منزله فجر هذا اليوم تحديدا على الساعة الواحدة فجرا إلى منزل الضحّية محمد الطاهر العبيدي، حيث عمدا إلى شدّ وثاق زوجته وابنتيه وتكميم أفواههن حتى لا يصدرن أي صوت ثم عمدا إلى تعنيف الضحية بضربه على مستوى الرأس ممّا أدّى إلى وفاته على عين المكان هذا وفق المعاينات الأولى لمسرح الجريمة. أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل استبعد ضلوع أي طرف سياسي في هذه الجريمة البشعة التي مست المؤسسة النقابية مع بداية هذه السنة الجديدة، مشددا على عدم سبق نسق التحقيق في اتهام أي طرف إلى حين صدور تقرير الطب الشرعي والتحقيق. هكذا بدت تفاصيل الحادثتين ولكن ليس من الصعب التّكهن بإن عمليات الاعتداء والاستهداف لوجهان نقابيان مع بداية هذه السنة الجديدة بالأمور الغير مهمّة بإعتبارها جرائم سرقة وسطو عابرة ، ولكن في واقع الأمر تتزامن هاتين العمليتين مع عديد المجريات المهمّة في الشان العام ، فالساحة السياسية تشهد نوعا من الانفراج فمسارات الحوار الوطني بدأت تتوج بخطوات ملموسة نحو الانفراج والالتزام بالمواعيد . وحسب هذا التّزامن يوحى الى مخيّلة المتتبّع بأنّ محاولات جديدة لقدّر الله تتبطخ على نارئ هادئة لضرب وافشال ما انتهى اليه الحوار الوطني وذلك عبر وسائل وادوات جديدة لم تحضر في عمليات سابقة. فبعد استهداف وجوه سياسية واغتيالها سنة 2013 تتحوّل بوصلة الجريمة المنظّمة عبر عمليات استهداف نقابيين هنا و هناك قد تتوجّ في لحظة معيّنة تمّ احتساب توقيتها ومكانها و هدفها عبر عمليات أخرى نوعية من شأنها أن تعيد البلاد الى مربّع الصفر بعد الاشواط الهامة في خصوص الحوار الوطني . وعلى صعيد آخير وفي سياق تزامن حادثة استهداف وجهان نقابيان بخوض الاتّحاد العام التونسي للشغل انتخابات المكاتب الجهويّة كلّ 4 سنوات، وفق النظام الداخلي له، و يشهد الاتحاد العام التونسي للشغل خلال هذه المدّة أشغال المؤتمرات الجهوية لانتخاب المكاتب التنفيذية للاتحادات الجهوية للشغل التي تزامن انعقادها مع هاتين الحالتين . وحسب بعض النتائج على غرار كلّ من قبلي وقابس والمنستير شهدت القوائم اليسارية المهيمنة منذ سنين على تركيبة الاتحاد انتكاسة كبرى بعد فوز قوائم وأسماء جديدة قيل عنها أنهّا مقرّبة من الاسلاميين . فليس من الصعب التّكهن من قريب أو بعيد بربط حوادث الاعتداء على النقابيين بمجرى أشغال الانتخابات المؤتمرات الجهوية للاتحاد قصد التأثير على نتائجها ايجابيا أو سلبيا.