حذر الدبلوماسي العراقي السابق صلاح عمر العلي من أن الغموض الذي يلف الجماعات المتطرفة التي دخلت على خط الاحتجاجات الشعبية المتزايدة في العراق ضد سياسة حكومة المالكي القمعية ومشاريع الاحتلال في العراق، هو "جزء من خطة محكمة المستفيد منها هو نظاما الحكم في كل من بغداد ودمشق لتشويه ثورتي الشعبين السوري والعراقي ليس إلا". وأشار العلي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" إلى أن الحديث عن "داعش" وجماعات "القاعدة" في بعض المحافظات الثائر ضد سياسات حكومة المالكي، مثير للدهشة والانتباه. وقال: "لقد تابعت باهتمام شديد اعتصامات الانبار وغيرها من المحافظات، وراعني ما شاهدت من تدخل لعناصر داعش الذين دخلوا المدن بسيارات محملة بنوع من الاسلحة لا تمتلك حتى الجيوش الرسمية مما دفع بقوات المالكي إلى الانسحاب، وهذا أمر غامض يدعو إلى الشك والحيرة، ويقوي من النظرية القائلة بأن هذه الجماعات المتطرفة هي بنت أصيلة للنظامين العراقي والسوري لتشويه ثورتي شعبي البلدين، وهي ثورات نقية صافية وصادقة، ولذلك علامات الاستفهام مطروحة على هذه الجماعات". وذكر العلي أن حكومة المالكي ليست في وارد تحقيق مطالب الشعب العراقي، وقال: "قبل هذه الأحداث الأخيرة التي عرفتها الأنبار والفلوجة وغيرهما من المحافظات، كانت مدن العراق قد شهدت احتجاجات شعبية في الشمال والجنوب الخيط الرابط بينها أنها جميعا ترى بأن حكومة المالكي تسيء للسنة والشيعة في نفس الوقت، وأنها لا تخدم لا السنة ولا الشيعة ولا العراق، وبالتالي لا بد من العمل على ايجاد بديل هو عبارة عن جبهة وطنية من شأنها أن تخدم الشعب العراقي بمختلف أطيافه، لكن حكومة المالكي عمدت من خلال هذه الجماعات المتطرفة أن تعيد العراق إلى المربع الأول، مربع الاصطفاف الطائفي وإجهاض أي ثورة وطنية ضدها". وأضاف: "المؤامرة التي تتعرض لها ثورة العراق من خلال جماعات "داعش" وغيرها من تنظيمات القاعدة، يحتاج إلى حنكة وذكاء من العراقيين جميعا، وأن يلتفوا حول مشروع وطني لإنقاذ بلادهم من هذا الداء"، على حد تعبيره.