قضية التآمر على أمن الدولة ...المتّّهمون يواجهون ترسانة من التّهم وقطب مكافحة الإرهاب يؤكد احترام كافة الاجراءات القانونية    فريانة...وفاة مواطن جرفته مياه قادمة من الجزائر    المبادلات التجارية عجز مع الصين والجزائر وروسيا وتركيا.. وفائض مع فرنسا وليبيا والمغرب    محرز بوصيان: الرياضة التونسية تعرف تراجعا ملحوظا و لابد من استراتيجية وطنية للنهوض بالقطاع    بعد المطار: شركة الطيران 'فلاي دبي' تعلق جميع الرحلات المغادرة بسبب سوء الأحوال الجوية    ماذا في اجتماع اللجنة القارة للشؤون الخارجية المنبثقة عن مجلس الأمن القومي؟    تحذيرات من خطر الجفاف    وفاة رضعين في بنزرت    الكشف عن مستودع عشوائي لتخزين المواد الغذائية بحي النصر 2    سيدي بوزيد: انطلاق فعاليات الملتقى العلمي الدولي الخامس تحت عنوان "الايكولوجيا اليوم ...فن الممكن "    قابس: نجاح تجربة زراعة الحبوب (رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري)    توفير فضاء افتراضي آمن وآليات مراقبة لدى ابحار الأطفال على الأنترنات ... (المكلفة بالاعلام في الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية    هيئة الانتخابات: خدمات رقمية جديدة منتظرة استعدادا للانتخابات المقبلة    يد- بطولة افريقيا للاندية - الترجي الرياضي يتحول اليوم الى الجزائر    بطولة الرابطة 1 (مرحلة تفادي النزول): برنامج مباريات الجولة الثامنة    رئيس الحكومة يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية    عاجل/ البنك الدولي يخفّض توقعاته للنمو الاقتصادي لتونس الى هذه النسبة    الإعدام لشخصين عنّفا عجوزا ثمانينية حتى الموت في هذه الجهة    زغوان : تفكيك شبكة مختصة في سرقة المواشي    كهرباء: عرض مشروع القانون المتعلق بإحداث هيئة تعديلية على الحكومة (وائل شوشان)    "المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي : أدوار متجددة وخدمات مبتكرة" عنوان الدورة الخامسة لملتقى بن عروس المغاربي للكتاب والمطالعة    إجماع على ضرورة تسريع تنفيذ مبادرة تناغم التشريعات في قطاع الأدوية بدول شمال إفريقيا    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    الزهراء.. الاطاحة بعنصر تكفيري محكوم ب 5 سنوات سجنا    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    أنس جابر تدعم خزينة النجم الساحلي    مرتبطة بجائحة كورونا.. فضائح مدوية تهز الولايات المتحدة وبريطانيا    للمرة الأولى.. مغني الراب التونسي "جنجون" ينضم لقائمة بيلبورد عربية    منوبة: رفع 741 مخالفة خلال تنفيذ ­­6617 زيارة مراقبة اقتصادية طيلة شهر    شيخ جزائري يثير الجدل: "هذه الولاية بأكملها مصابة بالمس والسحر"!!    قتيل وجرحى في حادث مرور مروع بهذه الجهة..    وزير التعليم العالي: تونس تحتل المرتبة 4 إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي    تفكيك شبكة مختصة في بيع سماعات وتوابعها تستعمل في عمليات الغش في الامتحانات ..    منتدى الحقوق الاجتماعية يدعو إلى إيقاف الانتهاكات التي تطال المهاجرين التونسيين في إيطاليا    الكاف: الاتفاق على بناء خزانين جديدين للماء الصالح للشرب    أبطال إفريقيا: إصابة نجم ماميلودي صن دانوز أيام قبل مواجهة الترجي الرياضي    عاجل: ايران تهدد مجددا ب"رد قاسي"..    المندوبية الجهوية للتربية بتطاوين ..تنظيم المسابقة الجهوية للمواد المميزة    ميناء حلق الوادي: حجز 7 كلغ من ''الزطلة'' مخفية بأكياس القهوة    المندوبية الجهوية للتربية صفاقس 1...تنجح في رهاناتها وتحصد المرتبة الأولى في الملتقى الإقليمي للموسيقى    وزارة الفلاحة: نحو جلب حشرة للقضاء على الآفة القرمزية    بن حليمة يكشف تفاصيل عن ''منذر الزنايدي''    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة وأمطار متفرقة بأغلب المناطق    بالمر يسجل رباعية في فوز تشيلسي العريض 6-صفر على إيفرتون    قوات الاحتلال تقتحم جنين ومخيم بلاطة وتعتقل عددا من الفلسطينيين بالضفة الغربية    سيول تودي بحياة 16 شخصًا على الأقل..التفاصيل    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني عمل إرهابي    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    آخر زلات بايدن.. أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    نصائح للمساعدة في تقليل وقت الشاشة عند الأطفال    المؤتمر الدولي "حديث الروح" : تونس منارة للحب والسلام والتشافي    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    أولا وأخيرا... الضحك الباكي    فتوى جديدة تثير الجدل..    الزرع والثمار والفواكه من فضل الله .. الفلاحة والزراعة في القرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السنة والشيعة في العراق على هامش انتفاضة الأنبار - د. إبراهيم حمّامي
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 12 - 2012


26/12/2012
وتحرك أهل العراق على ظلم الطائفي نوري المالكي ... بدأت شرارة الحراك في الرمادي وها هي مناطق العراق الأخرى تنضم وتلتحق: الجنوب والفرات الأوسط وديالى وسامراء والموصل ...
ومع بداية الحراك بدأ الشحن الطائفي الذي لا يجيدون غيره، إنه حراك سني، إنه حراك طائفي، وعادت اسطوانتهم المشروخة وبكائياتهم المعروفة، ولعب دور الضحية والمظلومية، وعادت للواجهة أقاويل وأحاديث لا تستند لدليل بأن الشيعة هم أكثرية العراق المضطهدة، وبأنهم الأغلبية المسحوقة ...
وحتى لا نقع في ذات المربع الطائفي البغيض، وبعيداً عن السجال، وللإجابة على سؤال هام يسأله كثيرون عن حقيقة التوزيع السكاني في العراق ... ودعماً لحراك الشعب العراقي وشرارات ربيعه ... نورد هنا - وبلغة الألاقام والاحصاءات – لا لغة العواطف والكلام المرسل، هذه المعلومات الموثقة، والتي لا يوجد ما ينفيها أو يقابلها من الطرف الآخر... والقصد هو إحقاق الحق والرد على الادعاءات، بغض النظر عن الاعتبارات الطائفية التي نرفضها جملة وتفصيلا، لكن هذا لا يمنع من نشر الحقيقة حتى وإن لم تعجب البعض الذي روج ويروج عكسها دون دليل أو برهان .... ****** الحقيقة: (أول كتاب مخطوط عن تعداد السنة والشيعة في العراق).المصدر: مجلة البيان العدد 218* شوال 1426ه *نوفمبر / ديسمبر 2005مقراءة في كتاب فضيلة الشيخ الدكتور طه الدليميعرض: أبو أويس البغدادييتحدث الشيعة ويكثرون من الحديث عن كونهم يمثلون الأكثرية من سكان أهل العراق، وأن أهل السنة والجماعة لا يشكلون فيه إلا أقلية قليلة هي ربما أقل من بعض الأقليات الأخرى الموجودة فيه.وقد ازداد حديثهم هذا كثرة في الفترات الأخيرة خصوصاً بعد الاحتلال؛ تسمع هذا في الإذاعات والفضائيات، وتقرؤه في الكتب والنشرات، وتجده على ألسنة الناس، حتى من بعض أهل السنة أنفسهم؛ وهذا جهل منهم بلا شك.في الوقت نفسه تجد أهل السنة يُعرِضون عن هذا ولا يذكرونه أبداً حذراً من دعوى الإثارة الطائفية رغم أن الطرف الآخر لا يحذر مما يحذرون، ويكثر من ذكر ما لا يذكرون.لقد آن لنا أن نسأل: هل صحيح ما يقوله الشيعة من أنهم الأغلبية، وأن أهل السنة هم أقلية؟ أم أنه مجرد إشاعة تلقتها الألسن ورددتها الأفواه فرسخت في الأذهان لطول التلقي وكثرة الترديد لا؛ لأنه يقوم على مستند من العلم أو أساس من الواقع؟وآن لنا أن نجيب عن هذا السؤال لأجل أن يعلم الناس الحقيقة من الزيف في الداخل والخارج.? حقائق لا بد من تقديمها:وقبل مناقشة الموضوع نقاشاً علمياً إحصائياً أود تقديم الحقائق التالية:1) الحق يقوم على الصدق والعلم، ويعتمد البرهان والدليل، والباطل يقوم على التزوير والخداع، ويعتمد الدعاية والتضليل وخلط الأوراق والتلاعب بالألفاظ.والله يقول: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111].2) يمتاز العقل الجمعي للمجتمع البشري أو قل: عقل المجتمع كمجموع بقابليته للتأثر بما يكثر وروده عليه، والتصديق بما يكرر طرقه على سمعه من معلومات مهما كانت خاطئة أو بعيدة عن الواقع؛ فكل ما يكثر إشاعاته ونشره على أسماع المجتمع تجده بعد مدة يرسخ، ويمسي كحقيقة مسلَّمة في أذهان الكثيرين من أفراده.هكذا انتشرت العقائد الباطلة والأفكار الفاسدة، والنظريات الهدامة، بل الخرافات والأساطير في جميع المجتمعات. ولكل مجتمع عقائده وأفكاره وخرافاته وأساطيره التي رسخت فيه كحقائق مسلَّمة نتيجة الإشاعة والطرْق المستمر، وما اليهودية والنصرانية والبوذية والمجوسية والشيوعية إلا أمثلة على ما أقول.ومن هذا الباب وجود ما يسمى ب (الخطأ الشائع) فكثير من المعلومات والاعتقادات والتصورات إن هي إلا أخطاء شائعة لو دُرست علمياً ومُحصت على ضوء الدلائل والبراهين لظهر زيفها وبان خطؤها، ولذلك قيل: (كل مكرر مقرر). ولأهل الباطل مقولة مشهورة(*) تعتمد على هذه الخاصية التي يمتاز بها العقل الجمعي هي: «اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس».3) إن التفرقة الاجتماعية والتجزئة السياسية ليست حلاً لأي طائفة أو فئة من فئات المجتمع، مهما كان حجمها كثيراً أم قليلاً، أكثر أم أقل؛ فليس الحل بأن تستحوذ الفئة الكبيرة أو الأكبر على مقدرات البلد، وتظلم الفئات الأخرى وتهضم حقوقها، ولا بأن يقسم البلد أو تتناحر فئاته على أساس اختلاف هذه الفئات.إن جميع بلدان العالم تتشكل مجتمعاتها من فئات مختلفة في انتماءاتها القومية والدينية والمذهبية والفكرية، ولقد ضمت دولة الإسلام تحت جناحها عشرات الأقوام والمذاهب.إن الحل في وجود قانون متوازن يسري في أوصال المجتمع فيحفظ للكل حقوقهم.وتأسيساً على ما سبق أقول: ليس دافعنا فيما نكتب أن نثبت أننا الأكثرية لتكون لنا الحصة الأكبر؛ فإن كل مسلم واع ووطني صادق لا تقف مطامحه دون الحصة الكاملة يتشارك فيها مع الجميع على قدم المساواة والعدالة؛ حصة يكون الجزء فيه كأنه هو الكل، والكل ممثلاً للجزء. إن صاحب الدار لا يرضى بحصة أو حجرة له فيها مع اللصوص؛ لكن بأن تكون هذه الحجرة لزوجته وتلك لأخيه وثالثة لولده إذا كان هذا التوزيع ضمن الدار الواحدة. إن الذي يريد التقسيم تحت أي ذريعة سارق لئيم، وإن الذي يريد أن يفوز بالحصة الأكبر على حساب الآخرين ظالم معتد أثيم، وفي تراثنا قصة مشهورة ملخصها أن امرأتين جاءتا إلى نبي الله سليمان عليه السلام تختصمان في ولد ذكر كل واحدة منها تدعي أنه ولدها دون الأخرى، وحين نادى عليه السلام بالسكين ليقسمه بينهما ولولت إحداهما وقالت: إنه لصاحبتي، بينما ظلت الأخرى ساكتة، فعرف سليمان عليه السلام أن الولد لتلك التي لم ترض بالقسمة فحكم به لها. إننا نرفض التجزئة ونرفض الظلم على أي أساس كان وأي نسبة كانت.4) ديننا دين الجماعة والمحبة والصلة وحسن الجوار. ونحن أهل السنة والجماعة السنة عندنا معناها الحق والدين كله، والجماعة هي الوحدة والتآلف المقابل للفرقة والتناحر؛ فانتماؤنا للإسلام حسب معادلة لها طرفان: أحدهما السنة، والآخر الجماعة.وسلوكنا قائم على المحافظة على التوازن بين طرفي هذه المعادلة بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر ولا يكون على حسابه. فنحن نؤمن بالحق ونصرح به، وفي الوقت نفسه نمد يد التعاون والأخوة والجماعة إلى الآخرين.ودولة الإسلام كانت تضم أدياناً متعددة عاش أصحابها جنباً إلى جنب مع المسلمين، وحين طاردت الصليبية فلول اليهود في الأندلس بعد انهيار دولة الإسلام لم يجد اليهود ملاذاً لهم إلا أرض المسلمين ودولتهم فهاجروا إليها. والله تعالى يقول: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] وقوله تعالى : {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8 - 9].وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وجدها مختلفة الأديان والأعراق، لكن حين أقام دولته على أساس عقدي لم ينس الوحدة الوطنية.العراق بلد فيه نصارى وفيه مسلمون وفيه يهود كذلك، وهؤلاء أديانهم مختلفة، ولكن هذا الاختلاف في الدين لا يمنع التقاءهم على مصلحة بلدهم؛ فهم وإن اختلفوا دينياً يجب أن يتحدوا وطنياً.وفي العراق كذلك طائفتان كبيرتان هما أهل السنة والجماعة والشيعة، واختلاف هاتين الطائفتين دينياً(*) لا يمنع التقاءهما سياسياً ووطنياً، بل هذا واجب شرعي ومطلب وطني، عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم من أجل تحقيقه وترسيخه، وعليهم أن يشيعوا بين جماهيرهم وعوامهم أن الاختلافات الدينية أو الطائفية لا ينبغي أن تكون عقبة في سبيل الوحدة الوطنية.? لغة الأرقام:بعد هذه المقدمة الضرورية نأتي لنستنطق الإحصائيات والأرقام ونرى ماذا تقول؟ وبم تحكم ؟1) عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية :
أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوي [الموصل] 1 بابل [الحلقة ]
2 السليمانية 2 البصرة
3 ديالي [ بعقوبة] 3 ذي قار [الناصرية]
4 أربيل 4 النجف
5 الأنبار [الرمادي] 5 كربلاء
6 صلاح الدين [تكريت] 6 واسط [الكوت]
7 التأميم [كركوك] 7 القادسية [الديوانية]
8 دهوك 8 ميسان [العمارة]
9 المثنى [السماوة]
هذا إذا اعتبرنا العاصمة بغداد متساوية العدد بين أهل السنة والشيعة ولم نقل بأن أهل السنة متفرقون عددياً وهو الذي أرجحه. 2) فرق العدد والكثافة بين المحافظات السنية والشيعية : تبين لنا من الجدول السابق أن المحافظات الشيعية تزيد على المحافظات السنية بفارق عدد هو واحد [1] فالمحافظات الشيعية عددها [9] بينما المحافظات السنية عددها [8].لكن هذا الفرق العددي البسيط يتلاشى أثره تماماً اذا نظرنا الى فرق الكثافة السكانية بين الطرفين ، فإن غالب المحافظات الشيعية ذات كثافة سكانية واطئة مقارنة بالمحافظات السنية التي هي في غالبها مناطق أو محافظات ذات كثافة سكانية عالية، بل أن فرق الكثافة هذا يعكس المعادلة ويجعلها بالمقلوب. هذه الحقيقة وحدها تكفي معرفتها في التحقق من أن الأغلبية السكانية في العراق هي لأهل السنة والجماعة وليست للشيعة كما هو شائع، وهذا يتبين من معرفة عدد سكان كل محافظة حسب آخر إحصائية رسمية وهي التي جرت عام 1996م. وهذه هي الإحصائية مع التجاوز عن [الكسور العددية ] وتقريبها الى أولى عدد معتبر:
أ المحافظات السنية ب المحافظات الشيعية
1 نينوي 1.900.000 1 بابل 1.450.000
2 السليمانية 1.320.000 2 البصرة 1.230.000
3 ديالي 1.200.000 3 ذي قار 1.225.000
4 أربيل 1.115.000 4 النجف 0.800.000
5 الأنبار 1.018.000 5 كرلاء 0.740.000
6 صلاح الدين 0.900.000 6 واسط 0.690.000
7 التأميم 0.640.000 7 القادسية 0.670.000
8 دهوك 0.340.000 8 المثنى 0.590.000
9 المثنى 0.414.000
المجموع 8.523.000 المجموع 7.809.000
أي أن مجموع سكان المحافظات السنية يزيد إجمالاً على مجموع سكان المحافظات الشيعية بأكثر من سبعمائة ألف. لكن هذا العدد يكبر ويتضاعف إذا حسبنا عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية وعدد الشيعة في المحافظات السنية ثم أضفنا الناتج كلاً إلى طائفته، فإن تواجد أهل السنة في المحافظات الشيعية يزيد إلى حد الضعف تقريباً عن تواجد الشيعة في المحافظات السنية، وسيأتي بيان ذلك بالأرقام . أقضية في محافظات سنية تساوي محافظة شيعية: ويبقى فرق الكثافة فعّالاً في إعطائنا حقائق أخرى مهمة. مثلاً: ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء (740.000) وميسان (590.000) والمثنى (414.000) لا تساوي مجتمعة محافظة سنية هي نينوى (1.900.000) فإن الأخيرة تساويها وهي مجتمعة وتزيد عليها بمائة وستة وخمسين ألفاً (156.000). بل إن ما يقارب نصف المحافظات الجنوبية (الشيعية) كواسط وميسان والمثنى والقادسية هي عبارة من حيث عدد السكان عن أقضية في بعض المحافظات الغربية أو الشمالية (السنية)؛ فمحافظة المثنى أو ميسان أقل في سكانها في قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار، أو سامراء في محافظة صلاح الدين. ? غالبية المحافظات السنية عالية الكثافة عكس المحافظات الشيعية: حقيقة أخرى تظهر لنا من النظر في فروق الكثافة وهي أن عدد المحافظات السنية ذات الكثافة السكانية العالية أي التي بلغت مليوناً فأكثر هو ضعف عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة. إن عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة هو ثلاث من تسع (3 / 9) أي بنسبة واحد إلى ثلاثة (1/3) أي أن ثلثي المحافظات الشيعية قليلة الكثافة. بينما عدد المحافظات السنية العالية الكثافة هو بنسبة خمس إلى ثمان (5/8). وإذ نظرنا إلى أن محافظة نينوى تقارب في عددها المليونين، ومحافظة صلاح الدين تقارب المليون فيمكن القول بأن العدد هو ست إلى ثمان (6/ 8) أي أن ثلاثة أرباع المحافظات السنية هي محافظات ذات كثافة سكانية عالية (3/4). كما يلاحظ بوضوح أن المحافظات السنية العالية الكثافة مقارنة بمثيلاتها من المحافظات الشيعية هي ست إلى ثلاث (6 /3) أي ضعفها. ? عدد السنة في المحافظات الشيعية أكثر من الشيعة في المحافظات السنية: يتركز أهل السنة في المحافظات الشيعية عالية الكثافة، ويقلون في قليلة الكثافة؛ إذ يشكل أهل السنة نسبة تقارب الثلث (1/3) في اثنتين من المحافظات الشيعية الثلاث العالية الكثافة وهما البصرة وبابل. ففي الأولى يشكلون نسبة لا تقل عن 35% وتصل نسبتهم إلى 30% من عدد السكان في الثانية. بينما لا يتركز وجود الشيعة في أي محافظة في المحافظات السنية سواء منها العالية الكثافة أو الواطئة سوى ديالى بنسبة 35% من عدد سكانها. ومن ملاحظة الأعداد في البيان الأخير من هذه الدراسة نجد أن عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية حوالي (1.135.000) بينما عدد الشيعة في المحافظات السنية حوالي (685.000) فقط. ? النسب التقريبية لكل طائفة في كل محافظة: وصفت هذه النسبة ب (النسب التقريبية) لعدم وجود إحصائية رسمية تتعلق بكل طائفة في كل محافظة. وإنما اعتمدت هذه النسب طبقاً للمعرفة الشخصية المبنية على المعايشة الاجتماعية والخبرة الواقعية والسؤال والبحث والتثبت من خلال الآخرين بحيث أستطيع القول بأن هذه النسب أقرب إلى الحقيقة. وهذا يعني أن الرقم المثبت قد يزيد قليلاً أو يقل عما هو عليه. العاصمة بغداد: هذا كله إذا اعتبرنا العاصمة (بغداد) متساوية النسبة بين الطائفتين. على أن الذي أرجحه أن أهل السنة في بغداد لا يزالون يشكلون أغلبية السكان، وأن نسبتهم قد تصل إلى 60%. ? عدد أهل السنة والشيعة طبقاً إلى نسبتهم المتوقعة في كل محافظة: أما إذا اعتبرنا نسبة أهل السنة في بغداد 60% فتكون النتيجة كالآتي: - عدد أهل السنة = 11.613.240 - عدد الشيعة = 9.118.760 فإذا قمنا بحذف 700.000 من هذه الأعداد ووزعنا هذا الرقم بحيث نحذف 400.000 من أهل السنة و 300.000 من الشيعة: ذلك أن مجموع أهل السنة مع الشيعة عام 1996 هو عشرون مليوناً (20.000.000)، وأن العدد المحذوف (700.000) يمثل الأقليات الأخرى فتكون النتيجة كالآتي: العدد الإجمالي لأهل السنة يتراوح بين 10.750.000 و 000،200،11. والعدد الإجمالي للشيعة يتراوح بين 000،800،8 و 000،250،9. أي معدل عدد أهل السنة هو 11.000.000 ومعدل عدد الشيعة هو 9.000.000 أي أن عدد أهل السنة يزيد على عدد الشيعة في العراق بمقدار مليونين (2.000.000). وهذا يعني أن: نسبة أهل السنة في العراق بين 52% و 54%. ونسبة الشيعة في العراق بين 42% و 45%. ونسبة الأقليات في العراق بين 3% و 4%. والنتيجة النهائية التقريبية هي أن: نسبة أهل السنة في العراق = 53%. نسبة الشيعة في العراق = 43%. نسبة الأقليات = 4%. المجموع =100%. ? دور الإعلام الشيعي في إشاعة هذا الخطأ الشائع: إذن ما يقال من أن الشيعة هم أكثرية سكان العراق ما هو إلا خطأ شائع رسخه الإعلام الشيعي الذي ما فتئ منذ عشرات السنين يردد هذه المقولة التي أخذت تنتشر وتشيع شيئاً فشيئاً، والذي شجع على انتشارها وإشاعتها خلو الساحة من المعارض لها مما أدى إلى رسوخها حتى في أوساط أهل السنة والجماعة أنفسهم في داخل العراق نفسه فضلاً عن الآخرين خارجه من الذين لا قناة لمعلوماتهم سوى الإعلام الذي اقتصر من هذه الناحية على الشيعة فقط؛ بينما أهل السنة يُعرضون عنها إعراضاً تاماً؛ فلا يذكرون شيئاً عنها قليلاً ولا كثيراً، لا تصريحاً ولا تلميحاً، لا في كتاب ولا مجلة ولا جريدة، ولا في خطبة ولا محاضرة ولا مقابلة تلفزيونية؛ إنما كان شأنهم الصمت المطبق؛ يحملهم على ذلك رغبتهم في أن يربئوا بأنفسهم عن كل ما يثير الطائفية أو يشير إليها أو يشعر الآخرين بأن في العراق طائفتين، حتى ولو كان من باب الرد بالمثل، أو من باب إحقاق الحق ووضع الأمور في مواضعها كما هو ديدنهم دوماً؛ حتى إن من كان منهم يعارض هذه الحال وهم قلة ويتطرق إلى ذكر الحقائق كما هي، وينتقد هذا الصمت الذي لا نجني من ورائه سوى الخسارة، وينذر بسوء العاقبة إذا ظلت الحال على ما هي عليه كانت تقوم في وجهه زوبعة من المعارضة والتشهير والتجريح من قِبَل أهل السنة أنفسهم قبل غيرهم. والذي يعرف ما كان يدور في قضاء المحمودية، وكيف كان يجابه بل يحارب يدرك تماماً ما أقول. حتى إذا وقعت الواقعة وظهر على السطح ما كان خفياً أو صغيراً لا تراه أكثر العيون عند ذاك بدأت الأمور تنحو منحى آخر، وصارت الألسن تنشط شيئاً فشيئاً من عقالها. والحمد لله على كل حال؛ فإن العاقل كما قيل يبدأ من حيث انتهى العقلاء، وعسى أن تكون البداية قد واتت قبل فوات الأوان. كان هذا الإعلام كثيراً ما يظلم الحقيقة تضخيماً وتحجيماً إلى درجة الإسفاف؛ ولنتأمل معاً هذه الأمثلة: في إيران تدعي الحكومة في وسائل إعلامها أن نسبة أهل السنة 3% فقط؛ بينما الحقيقة أن نسبة أهل السنة والجماعة في إيران قد تصل إلى 30% وقد تتجاوزها. ناهيك عن الظلم والإجحاف الذي تلحقه الدولة الإيرانية بهذه الطائفة الكبيرة. وما أن تعبر الحدود إلى العراق حتى تجد الظلم المسف نفسه؛ إذ يدعي بعض من الشيعة أن نسبتهم تناهز ال 85% من مجموع الشعب العراقي، وهذا يعني أن مجموع نسبة أهل السنة من العرب والكرد والأقليات الأخرى لا يساوي 12%؛ فإذا علمنا أن نسبة الأكراد لا تقل عن 20% وأضفنا إليها 4% هي نسبة الأقليات غير المسلمة فإن نسبة السنة العرب لا يصبح لها وجود تماماً إلا في موقع وهمي يمكن العثور عليه عن طريق الرقم 12% تحت الصفر. ومع كل هذا فإن هذه دعوى أن نسبة الشيعة 85% تقال وتكتب وتنشر بكل صفاقة؛ مع الصمت المطبق من علماء أهل السنة ترفعاً من جانب واحد عن إثارة الحساسيات الطائفية؛ فكيف لا يصدق الناس في الداخل والخارج ما يدعي الشيعة؛ بحيث يكون المتواضع منهم من يقول بأن نسبة الشيعة 60% أو 65%؟ ومن هذه الدعاوى الضعيفة التي تنشر بلا معارض وتسري بلا عقبات: قولهم بأن نسبة الشيعة في محافظة الأنبار 25% مع أنها لا تكاد تحتسب. وقولهم بأن قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين أغلبيته شيعية مع أنه منطقة سنية صافية سوى بعض الزوار الذين يقصدون مرقد الحسن العسكري وعلي الهادي، وسرعان ما يرجعون من حيث أتوا. وقولهم بعدم وجود نسبة تذكر لأهل السنة في البصرة؛ مع أنهم في الحقيقة يشكلون نسبة لا تقل عن 35%. وقولهم إن عدد سكان مدينة الثورة في بغداد وفيها غالبية شيعية يساوي مليونين ونصف المليون؛ ورغم صفاقة هذا القول الواضح من حيث إنه يعني أول ما يعني أن أهل الثورة وحدهم يساوون أكثر من نصف سكان مدينة بغداد؛ وهذا واضح البطلان لكنه شائع إلى حد التصديق. أما الحقيقة فإننا نجدها في إحصائية وزارة التجارة لحساب الحصص التموينية لعام 2002م إذ يتبين من خلالها أن عددهم حوالي (900.000) علماً أن هذا العدد لا يمكن التلاعب به بالناقص؛ لأنه متعلق بحساب الحصة التموينية الخاصة بكل فرد مع احتمال تزويره بالزيادة، ولا سيما أن أهل الثورة معروفون بإتقانهم لعمليات التزوير، وسوق (مريدي) شاهد حي على ذلك. فإذا رجعنا بالعدد إلى عام 1996م - وهي الإحصائية التي اعتمدناها في حسابنا في هذا البحث - وأخذنا بالاعتبار وجود نسبة لا بأس بها من أهل السنة في مدينة الثورة، مع احتمال تزوير الرقم بالزيادة وهو احتمال وارد جداً - فإن هذا الرقم (900.000) سيقل كثيراً. ومن الأقوال التي يشيعونها بلا تردد أن نسبة الشيعة في المملكة العربية السعودية 25% وهكذا. ? عدد زوار كربلاء مقارنة بعدد حجاج مكة المكرمة: الواقع أن التشيع مذهب يقوم على الإشاعة والإعلام. وقد تزعج هذه المقولة الكثيرين رغم أني لا أريد إزعاجهم، ولكن ماذا أفعل إذا كانت هي الحقيقة؟ ولهذا قيل: إن الحقيقة مرة. وإلى هؤلاء الذين قد ينزعجون أسوق هذا المثل الواقعي الصارخ، فليقرؤوه ثم بعد ذلك سيدرك من يبغي الحق ويطلب الحقيقة من هو الأوْلى بالانزعاج. في زيارة (الغدير) أو (أربعينية الحسين) يعطي الشيعة أرقاماً مذهلة عن عدد الزوار تصل أحياناً إلى اثني عشر مليوناً (12.000.000) مع أن الشيعة كلهم في العراق لا يصل عددهم إلى عشرة ملايين، والمقل منهم يتواضع لينزل بالعدد إلى أربعة أو خمسة ملايين. وإذا جئنا لنقرأ الحقائق بمنطق العقل والواقع، وأجرينا مقارنة بسيطة بين مدينة مكة المكرمة وبين مدينة كربلاء فإننا نجد أن مكة المكرمة على سعتها وامتدادها وكثرة مبانيها وعماراتها، والأرض الفسيحة التي تمتد في الصحراء المترامية الأطراف حولها، وتطور خدماتها المذهلة، وكونها مدينة عالمية، وهي بمثابة قلب العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المؤمنين جميعاً في العالم كله تكاد تختنق بأعداد الحجاج وتحدث نتيجة زحامهم مشاكل كثيرة كل عام وبعضهم يكاد أن يسحق أو يختنق. ولا يمر موسم دون احتمال هذه الحوادث التي قد تصل إلى فقدان الأرواح، ومع هذا كله فإن عدد الحجاج كل عام لا يزيد على مليونين (2.000.000) إلا قليلاً وقد يقل عن ذلك أحياناً؛ فكيف يصدِّق عاقل أن كربلاء تلك المدينة الصغيرة ذات الأزقة الضيقة، والفنادق الصغيرة القليلة، والبنايات المتواضعة، والخدمات البسيطة يستوعب مركزها أربعة ملايين أو أكثر أو أقل؟ علماً أن زوارها طيلة السنين الماضية يقتصر عادة على أهل العراق وعلى الشيعة منهم فقط؛ بينما يقصد الحجاج مكة المكرمة من كل فج وصوب من أكثر من خمسين دولة إسلامية، وعشرات بل مئات الدول الأخرى سنة وشيعة، وهؤلاء جميعاً لا يتجاوز عددهم المليونين إلا قليلاً. والمزعج في هذا كله أن بعض الشيعة يتجرأ ليفتخر قائلاً: (إن زوار كربلاء هذا العام أكثر من حجاج بيت الله الحرام) علماً أننا بتنا نسمع مثل هذا جهاراً نهاراً في كل عام. ? المنتسبون إلى البيت العلوي: خذ مثلاً آخر: كثرة المنتسبين إلى البيت العلوي أو من يسمون أنفسهم ويلقبونها ب (السادة) كم يبلغون عدداً في العراق وإيران فقط؟ إنهم لا يقلون عن خمسة ملايين؛ والآن نسأل كم عدد رجال العرب أيام سيدنا علي رضي الله عنه؟ لا شك أنهم لا يقلون في كل الأحوال عن مائة ألف (100.000) فإذا كانت ذرية واحدة من هؤلاء المائة الألف الذي هو علي رضي الله عنه قد بلغت خمسة ملايين فكم ينبغي أن تبلغ ذرية هؤلاء جميعاً؟ والجواب يتبين علمياً من ضرب خمسة ملايين بمائة ألف. أتدري كم هو الناتج؟ إنه يعادل عدد سكان
العالم اليوم مائة مرة، وعدد سكان الصين الشعبية أربعمائة مرة. وإذا لم تصدق فتأكد بنفسك من صحة هذه العملية الحسابية: 100.000 × 5.000.000 = 500.000.000.000 هل تعلم أن عدد العرب في العالم كله اليوم لا يزيد على ربع مليار؟ وقس على ذلك! إذاً لا تنزعج وتلُمْ إن قلت لك: إنك تعيش عالماً من الأوهام، أو عالماً هو عبارة عن خدعة كبيرة رسختها في ذهنك وسائل الإشاعة والإذاعة والإعلام، وأنك في أوهامك لا تختلف عن الصيني والياباني مثلاً وهو يعيش أوهام عقيدته البوذية. ? أخيراً: نصيحتي إلى إخواننا من الشيعة أن يعوِّدوا أنفسهم تقبُّل الأشياء كما هي، وأن يوطنوها على التعامل مع الحقائق والوقائع كما هي في الواقع، وأن يدركوا الفرق الشاسع بين أن تعيش أمانيك، وحقك في أن تتخيلها كما وكيف تشاء، وبين أن تفرض هذه الأماني والخيالات على الآخرين؛ فإن هذا ليس من حقك، وإن كثيراً مما يزعج هو من حق الآخرين، وإن علينا أن نتقبله ونتعايش معه؛ فإن العالم مليء بالمزعجات والمنغصات. ---------------
(*) وهذه سياسة الإعلام النازي على لسان وزير دفاعه (غوبلز) الذي عُرف بسياسة: اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس. (*) يحاول بعض الناس نفي الخلافات الجذرية بين الطائفتين لكن وجودها حقيقة يعرفها العلماء، وكانت محل دراسات وأبحاث كثيرة من علماء السنة. انظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب (الشيعة والسنة) للشيخ إحسان إلهي ظهير وأكدها أحد علماء الشيعة الدكتور موسى الموسوي في كتابه القيم (تصحيح التشيع) وهذا ليس مجاله هذا المقال.
******* نسبة السنة والشيعة في العراق .. مرة أخرى ! 2006-4-12 - طارق ديلواني تابعت ما حظي به التقرير الأول الذي يتحدث عن الأغلبية الشيعية في العراق كخطأ شائع، من اهتمام وردود فعل متباينة، واستكمالا لحقيقة ارتأيت أن ننشر في موقعنا العزيز "العصر" هذا التقرير الذي زودني به الإخوة الأعزاء في موقع المرصد، وهو موقع رائد على الشبكة العنكبوتية يرصد كل ما يخص الفرق والملل من وجهة نظر أهل السنة والجماعة. يشكك أكاديميون عراقيون، سنة وشيعة، في صحة الإحصاءات، التي تجعل من شيعة العراق أغلبية بين العراقيين. في حين تظهر إحصاءات لعدد نفوس سكان المحافظات العراقية، أعدتها منظمة إنسانية دولية موثوق بها، تفوقا غير كبير لعدد السنة في العراق، على أشقائهم من أتباع المذهب الشيعي. وتتباين الإحصاءات المعلن عنها بشكل غير رسمي في العراق، بشأن نسبة أبناء الطائفتين المسلمتين، من بين العراقيين. إذ تذهب الإحصاءات الشيعية، التي باتت من الأمور المسلم بها، بعد أن روجها الإعلام بكثرة، إلى كون الشيعة يمثلون ما بين 60 إلى 65 في المائة من العراقيين. في حين تذهب إحصاءات شيعية أخرى إلى كون أتباع مذهب الأئمة وآل البيت يتجاوزن 73 في المائة من نسبة العراقيين. في المقابل تذهب الإحصاءات السنية إلى نقيض ذلك تماما. وتمضي بعضها إلى كون نسبة أهل السنة تتجاوز 65 في المائة. لكن إحصاءات أخرى أقرب إلى الواقعية تجعل نسبة أهل السنة تتراوح بين 53 و58 في المائة من العراقيين، على اعتبار أن الشيعة يمثلون نحو 40 في المائة، ويمثل أتباع باقي الأديان والمذاهب غير الإسلامية نحو 2 في المائة. ويشكك الأكاديمي "الشيعي" محمد جواد علي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد، في كون الشيعة يمثلون أغلبية العراقيين. وذهب إلى كون نسبتهم تتراوح بين 40 و45 في المائة، في حين يمثل السنة نحو 53 في المائة، و2 في المائة للعراقيين من غير المسلمين. * كيف انتشرت إحصاءات خاطئة؟ في حين اعتبر الأكاديمي العراقي المعروف الدكتور مازن الرمضاني، عميد جامعة النهرين العراقية سابقا، وأستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة حاليا، أن نسبة السنة تفوق نسبة الشيعة، مشيرا إلى أن أول من أطلق المزاعم بكون الشيعة يمثلون أغلبية كبيرة في العراق هو الكاتب اليهودي حنا بطاطو. ومما ساعد في رواج هذه الإحصاءات المغلوطة، قدرة التعبئة الهائلة لدى الشيعة، وكثرة عدد المحافظات الشيعية، بالقياس لعدد المحافظات السنية، مما جعل البعض يجنح به الظن الخاطئ إلى كون الشيعة يمثلون أغلبية ساحقة، بالنظر لكثرة عدد محافظاتهم، متناسيا الانتباه للكثافة السكانية لكل محافظة. ويتعذر الوصول إلى إحصاءات دقيقة لأعداد أبناء الطائفتين، من العراقيين، بسبب كون الإحصاءات السابقة في العراق لم تكن تعتمد التصنيف الطائفي. لكن هناك مؤشرات عديدة يمكن اعتمادها وسيلة لمعرفة النسب التقريبية لأبناء الطائفتين. وتصلح البطاقات التموينية، الصادرة عن وزارة التجارة العراقية، والتي تعتبر اليوم بمثابة بطاقة هوية عائلية، لإعطاء صورة تقريبية عن الوضع. لكن بعض الأكاديميين العراقيين يشككون في دقة تلك البطاقات، بالنظر لكون بعض العائلات قد تزيد من أعداد أبنائها للحصول على كميات أكبر من الغذاء ومتطلبات الحياة الأخرى من الوزارة. غير أن تلك الزيادة المحتملة تظل جزئية، ويمكن أن تصدر من أبناء الشيعة، كما قد تصدر من أبناء السنة، وهو ما يلغي أو يخفف من دواعي الاعتراض على معطيات البطاقة التموينية، التي يطالب بعض العراقيين بتنظيم الانتخابات على ضوئها، باعتبارها تصلح أن تكون مؤشرا تقريبيا لنسب التوزيع السكاني، على أساس طائفي بين العراقيين. * إحصاءات محايدة وأكثر إحصائية تتسم بالحياد هي إحصائية المنظمة الإنسانية الدولية "هيومانيتارين كوردينيوتر فور إيراك" (Humanitarian Coordinator for Iraq)، التي وضعت أصلا لتوجيه العمل الإنساني في العراق في ظل الحصار. وتتعلق بإحصاء أنفس سكان المحافظات العراقية، وذلك عام 1997. وتورد هذه الإحصائية الأرقام التالية لعدد السكان في المحافظات العراقية الثماني عشرة (من الشمال نزولا إلى الجنوب): عدد سكان محافظة دهوك: 402970 نسمة. عدد سكان محافظة نينوى: 2042852 نسمة. عدد سكان محافظة أربيل: 1095992 نسمة. عدد سكان محافظة التأميم: 753171 نسمة. عدد سكان محافظة السليمانية: 1362739 نسمة. عدد سكان محافظة صلاح الدين: 904432 نسمة. عدد سكان محافظة ديالى: 1135223 نسمة. عدد سكان محافظة الأنبار: 1023736 نسمة. عدد سكان محافظة بغداد: 5423964 نسمة. عدد سكان محافظة كربلاء: 594235 نسمة. عدد سكان محافظة بابل: 1181751 نسمة. عدد سكان محافظة واسط: 783614 نسمة. عدد سكان محافظة القادسية: 751331 نسمة. عدد سكان محافظة النجف: 77542 نسمة. عدد سكان محافظة المثنى: 436825 نسمة. عدد سكان محافظة ذي قار: 1184796 نسمة. عدد سكان محافظة ميسان: 637126 نسمة. عدد سكان محافظة البصرة: 1566445 نسمة. ويبلغ العدد الجملي للعراقيين بحسب هذه الإحصائية 22046244 نسمة، وذلك في العام 1997. لكن عدد السكان حاليا، بعد نحو 7 أعوام من إجراء الإحصاء المشار إليه آنفا، يتجاوز 27 مليون نسمة. ولا يقلل شيء من قيمة هذه الإحصائية مثل قدمها، إذ لم يعرف العراق زيادة دراماتيكية لدى أبناء الطائفتين من السنة أو الشيعة، بما من شأنه أن يقلب المعادلة. ومن خلال إحصاء بسيط يقوم على قاعدة اعتبار سكان المحافظات الواقعة شمال وغرب العاصمة بغداد من أهل السنة، والمحافظات الواقعة جنوب بغداد من أبناء الطائفة الشيعية، مع اعتبار بغداد مناصفة بين أبناء الطائفتين، يمكن التوصل إلى النتيجة التالية: أبناء السنة ينتشرون في ثماني محافظات هي دهوك ونينوى وأربيل والتأميم والسليمانية وصلاح الدين وديالى والأنبار (مع وجود شيعي قليل). ومن ثم يبلغ عددهم التقريبي في هذه المحافظات 8721115 نسمة. ومع زيادة نصف سكان بغداد لهم، ويبلغ عدد هذا النصف 2711982 نسمة، يصبح عددهم التقريبي 11433097 نسمة. أما أبناء الشيعة فينتشرون في تسع محافظات هي كربلاء وبابل وواسط والقادسية والنجف والمثنى وذي قار وميسان والبصرة (مع وجود سني قليل). ومن ثم يبلغ عددهم في هذه المحافظات 79015 نسمة. وإذا أضفنا إليه نصف عدد سكان بغداد يصبح عددهم 10613147 نسمة. وهو ما يعني أن عدد أبناء السنة يزيدون ب819950 نسمة. * محاولة أخرى للاقتراب من الحقيقة الإحصاءات السابقة بسيطة جدا، واعتمدناها بشكل أولي للحصول على نتيجة تقريبية فقط. ومن أجل الاقتراب أكثر من الصورة الحقيقية للوضع العراقي المعقد، بالنظر لتداخل سكان البلاد بين الشيعة والسنة، إذ يوجد في محافظات الشمال بعض الشيعة، كما يوجد في محافظات الجنوب سنة، يمكن اعتماد إحصائية أخرى تقريبية، تستند على البطاقة التموينية، وإحصاءات وزارتي التجارة والتخطيط، وإحصاء سلطة الحكم الذاتي الكردية في الشمال. وتذهب هذه الإحصائية، وهي صادرة في العام 2003، وتعتمد مراجع لها إحصاءات وزارتي التجارة والتخطيط، في عهد الرئيس العراقي السابق، فضلا عن إحصاءات سلطة الحكم الذاتي الكردية، إلى تسجيل المعلومات التالية، وهي تقريبية، لكنها قريبة من الوثوق: عدد سكان محافظة نينوى: 2473727 نسمة، ونسبة السنة فيها تقدر ب91 في المائة، في حين تقدر نسبة أبناء الشيعة ب1 في المائة، و8 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة السليمانية: 2159803 نسمة، 98 في المائة منهم سنة و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة أربيل: 18456 نسمة. 98 في المائة من السنة، و1 في المائة من الشيعة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة التأميم: 839121 نسمة، 90 في المائة منهم سنة، و10 في المائة شيعة. عدد سكان محافظة دهوك: 669 نسمة، 98 في المائة سنة، و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة صلاح الدين: 1077785 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة، ونسبة الشيعة 1 في المائة. عدد سكان محافظة الأنبار: 12811 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة، ونسبة الشيعة 1 في المائة. عدد سكان محافظة ديالى: 1373862 نسمة، نسبة السنة منهم 65 في المائة ونسبة الشيعة 35 في المائة. عدد سكان محافظة بغداد: 6386067 نسمة: 61 في المائة من السنة، و35 في المائة من الشيعة، و4 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة كربلاء: 755994 نسمة، نسبة السنة 5 في المائة و95 في المائة من الشيعة. عدد سكان محافظة بابل: 1444372 نسمة، نسبة السنة 25 في المائة، ونسبة الشيعة 75 في المائة. عدد سكان محافظة واسط: 941827 نسمة، نسبة السنة منهم 15 في المائة، ونسبة الشيعة 84 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة القادسية: 866695 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة. عدد سكان محافظة النجف: 946251 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة. عدد سكان محافظة المثنى: 636264 نسمة، نسبة السنة منهم 2 في المائة، ونسبة الشيعة 97 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة ذي قار: 1427220 نسمة، نسبة السنة منهم 5 في المائة، ونسبة الشيعة 94 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة ميسان: 743409 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 98 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين. عدد سكان محافظة البصرة: 1760984 نسمة، نسبة السنة منهم 35 في المائة، ونسبة الشيعة 61 في المائة، و4 في المائة من غير المسلمين. وبحسب هذه الإحصائية، يقدر عدد الشعب العراقي في العام 2003 ب274757 نسمة، عدد أبناء السنة منهم 15922337 نسمة، وذلك بنسبة 58 في المائة. ويقدر عدد الشيعة ب10946347 نسمة، وذلك بنسبة 4 في المائة. و2 في المائة من غير المسلمين. ويتوزع غير المسلمين، بحسب هذه الإحصائية، على النحو التالي: 334488 مسيحيا، و281984 يزيديا، و194 يهوديا. * محاولة ثالثة لمقاربة الحقيقة في حين تذهب إحصائية أخرى، أقيمت بالاستناد إلى معطيات التقرير السنوي للجهاز المركزي للإحصاء العراقي (نسخة دائرة الرقابة الصحية) التابعة لوزارة الصحة العراقية، وإلى دراسة الأكاديمي العراقي الدكتور سليمان الظفري، إلى أن نسبة السنة، من مجموع أبناء العراق المسلمين تبلغ 53 في المائة، في حين تبلغ نسبة الشيعة 47 في المائة. ومما يزيد من تأكيد مصداقية الإحصاءات المشار إليها آنفا، بخصوص كون السنة يمثلون أغلبية الشعب العراقي، ما حصل بالنسبة لقوائم توزيع أعداد الحجاج على المحافظات، بحسب تعداد النفوس، إذ فاق عدد الحجاج من السنة عدد الحجاج من الشيعة، بناء على إحصاء نفوس المحافظات، وجاءت نسب توزيع الحجاج قريبة من النسب المذكورة آنفا، بحسب مصادر من الأوقاف العراقية.وبالرغم من محاولة رسم صورة تقريبية لأعداد أبناء الطائفتين، ونسبتهما، من بين أبناء الشعب العراقي، بالاعتماد على إحصاءات ومؤشرات عديدة، إلا أن هذه الإحصاءات تظل تقريبية، وتحتاج إلى المزيد من التدقيق، من خلال إحصاء يعتمد، من ضمن ما يعتمد التصنيف المذهبي. وهو الوحيد القادر على حسم النزاع بشأن لمن له الأغلبية في العراق. ويظل ما سوى ذلك من تصريحات وإحصاءات تطيرها وسائل الإعلام، دون دليل ولا برهان، سوى أقوال أصحابها، مجرد مزاعم بعيدة عن الحقيقة، حتى يثبت العكس. ******* 3
إحصاءات: السنة أكثر من الشيعة بالعراق الجمعة، 30 أبريل 2010 نور الدين العويديدي بغداد- (نور الدين العويديدي) قدس برس- إسلام أون لاين.نت/ 28-1-2004 عندما تكشف 3 إحصائيات تستند إلى قدر لا بأس به من الدقة والحياد، ونشرتها وكالة قدس برس في تقرير الأربعاء 28-1-2004 أن عدد السنة يفوق عدد الشيعة بالعراق، فإن ذلك قد يثير شعورا بالدهشة خارج العراق، وربما داخله أيضا، بالرغم من أن هذه الإحصاءات تستند إلى قدر لا بأس به من الدقة والحياد. ويرجع هذا الشعور بالدهشة إلى أنه منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق في إبريل 2003، أثيرت قضية التركيبة السكانية للعراق على خلفية الحديث عن مستقبل العراق السياسي، وتواترت منذ ذلك الحين التصريحات والإحصاءات التي باتت من الأمور المسلم بها في تقارير وسائل الإعلام والتي تؤكد أن الشيعة يشكلون الأغلبية في العراق، وركزت أغلب هذه التصريحات على أن الشيعة يمثلون على الأقل ما بين 60 إلى 65% من سكان العراق. واستنادا لهذه الإحصاءات "المسلَّم بها"، منحت سلطات الاحتلال الأمريكي السنة العرب 5 أعضاء في مجلس الحكم من أصل 25 عضوا، بينما مثَّل الشيعة 13 عضوا، في الوقت الذي لا يسيطر فيه الأعضاء السنة بالحكومة العراقية الحالية على أي وزارات مهمة، باستثناء وزارة المالية. إلا أنه كان لافتا أن يشكك أكاديميون عراقيون -من بينهم شيعة- في صحة هذه الإحصاءات، والأهم من ذلك أن تظهر 3 إحصاءات تفوقا متفاوتا لعدد السنة في العراق، على أشقائهم من أتباع المذهب الشيعي، بحسب تقرير قدس برس. الأكاديمي "الشيعي" محمد جواد علي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد، شكك على هامش حديث مع المبعوث الخاص لوكالة "قدس برس" إلى العراق، في كون الشيعة يمثلون أغلبية العراقيين. ورأى أن نسبتهم تتراوح فعليا بين 40 و45 في المائة، في حين يمثل السنة نحو 53 في المائة، أما العراقيون من غير المسلمين فيشكلون 2% من إجمالي عدد السكان. * كيف انتشرت إحصاءات خاطئة؟ الأكاديمي العراقي المعروف الدكتور مازن الرمضاني، عميد جامعة النهرين العراقية سابقا، أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة حاليا، رأى أن نسبة السنة تفوق نسبة الشيعة. وأشار إلى أن "أول من أطلق المزاعم بكون الشيعة يمثلون أغلبية كبيرة في العراق هو الكاتب اليهودي حنا بطاطو". وأضاف: "مما ساعد في رواج هذه الإحصاءات المغلوطة قدرة التعبئة الهائلة لدى الشيعة، وكثرة عدد المحافظات الشيعية، بالقياس لعدد المحافظات السنية، وهو ما جعل البعض يجنح به الظن الخاطئ إلى كون الشيعة يمثلون أغلبية ساحقة، بالنظر لكثرة عدد محافظاتهم، متناسيا الانتباه للكثافة السكانية لكل محافظة". وإذا كان متعذرا الوصول إلى إحصاءات دقيقة لأعداد أبناء الطائفتين، من العراقيين، نتيجة لأن الإحصاءات التي أجريت في عهد النظام البعثي السابق لم تكن تعتمد التصنيف الطائفي، فإنه جرى الحديث مؤخرا عن أهمية اعتماد مؤشرات عديدة لمعرفة النسب التقريبية لأبناء الطائفتين، ومن بينها البطاقات التموينية، الصادرة عن وزارة التجارة العراقية، والتي تعتبر اليوم بمثابة بطاقة هوية عائلية، وكان المرجع الشيعي البارز آية الله علي السيستاني من بين أبرز الداعين لاعتماد البطاقة التموينية، في غياب إحصاء سكاني حديث. لكن بعض الأكاديميين العراقيين يشككون في دقة تلك البطاقات، بالنظر لكون بعض العائلات قد تزيد من أعداد أبنائها للحصول على كميات أكبر من الغذاء ومتطلبات الحياة الأخرى من الوزارة. غير أن تلك الزيادة المحتملة يمكن أن تصدر من أبناء الشيعة، كما قد تصدر من أبناء السنة؛ وهو ما يلغي أو يخفف من دواعي الاعتراض على معطيات البطاقة التموينية، باعتبارها تصلح أن تكون مؤشرا تقريبيا لنسب التوزيع السكاني، على أساس طائفي بين العراقيين. إلا أنه لا يمكن اعتبارها إحصائية محايدة. * ثلاث إحصاءات محايدة ويعرض تقرير قدس برس لثلاث إحصاءات يمكن أن توصف بالحياد وتُظهِر كلها أن عدد السنة يفوق عدد الشيعة وإن تفاوتت النسبة. وربما كانت أكثر إحصائية تتسم بالحياد هي إحصائية المنظمة الإنسانية الدولية "هيومانيتارين كوردينيوتر فور إيراك" (Humanitarian Coordinator for Iraq)، التي وضعت أصلا في 1997 لتوجيه العمل الإنساني في العراق في ظل الحصار الدولي الذي كان مفروضا عليه من 1990 حتى 2003. وتظهر الإحصائية أن عدد أبناء السنة يزيد ب819 ألفا و950 نسمة. *
* تفاصيل الإحصائية الأولى تورد إحصائية المنظمة الإنسانية الأرقام التالية لعدد السكان في المحافظات العراقية الثمانية عشر (بدءا من الشمال ونزولا إلى الجنوب) كما يلي: محافظة دهوك: 402970 نسمة، محافظة نينوى: 2042852 نسمة، محافظة أربيل: 1095992 نسمة، محافظة التأميم: 753171 نسمة، محافظة السليمانية: 1362739 نسمة، محافظة صلاح الدين: 904432 نسمة، محافظة ديالي: 1135223 نسمة، محافظة الأنبار: 1023736 نسمة، محافظة بغداد: 5423964 نسمة، محافظة كربلاء: 594235 نسمة، محافظة بابل: 1181751 نسمة، محافظة واسط: 783614 نسمة، محافظة القادسية: 751331 نسمة، محافظة النجف: 775042 نسمة، محافظة المثنى: 436825 نسمة، محافظة ذي قار: 1184796، محافظة ميسان: 637126 نسمة، محافظة البصرة: 1566445 نسمة. وبلغ العدد الإجمالي للعراقيين بحسب هذه الإحصائية 22046244 (أكثر من 22 مليون نسمة) في العام 1997، لكن عدد السكان حاليا، بعد نحو 7 أعوام من إجراء الإحصاء المشار إليه آنفا، يتجاوز 27 مليون نسمة. ولا يقلل ذلك من قيمة هذه الإحصائية، إذ لم يعرف العراق زيادة دراماتيكية لدى أبناء الطائفتين من السنة أو الشيعة، بما من شأنه أن يقلب المعادلة. ومن خلال إحصاء بسيط يقوم على إضافة الزيادة المقدرة من 1997 إلى اليوم وعلى قاعدة اعتبار سكان المحافظات الواقعة شمال وغرب العاصمة بغداد من أهل السنة، والمحافظات الواقعة جنوب بغداد من أبناء الطائفة الشيعية، ومع اعتبار بغداد مناصفة بين أبناء الطائفتين، يمكن التوصل إلى النتيجة التالية التي تعطي مؤشرا على نسبة السنة والشيعة في الوقت الحاضر كما يلي: - أبناء السنة ينتشرون في 8 محافظات، هي: دهوك ونينوى وأربيل والتأميم والسليمانية وصلاح الدين وديالي والأنبار (مع وجود شيعي قليل). ومن ثم يبلغ عددهم التقريبي في هذه المحافظات 8721115 نسمة (8,7 مليون نسمة تقريبا). ومع إضافة نصف سكان بغداد إليهم، يصل إجمالي عدد السنة تقريبا إلى 11433097 نسمة (11,4 مليون نسمة). - أما أبناء الشيعة فينتشرون في 9 محافظات، هي: كربلاء وبابل وواسط والقادسية والنجف والمثنى وذي قار وميسان والبصرة (مع وجود سني قليل). ومن ثم يبلغ عددهم في هذه المحافظات 7901165 نسمة (7,9 مليون نسمة تقريبا) . وإذا أضيف إليهم نصف عدد سكان بغداد يصبح عددهم 10613147 نسمة (10,6 مليون نسمة تقريبا)، وهو ما يعني أن عدد أبناء السنة يزيدون ب819 ألف و950 نسمة تقريبا. (انتهت) * محاولة ثانية للاقتراب من الحقيقة وإذا كانت الإحصائية السابقة تعطي نتيجة تقريبية فقط، يمكن اعتماد إحصائية أخرى مجمعة صدرت في 2003، وتستند إلى البطاقة التموينية، وإحصاءات وزارتي التجارة والتخطيط في عهد النظام البعثي السابق وإلى إحصاء سلطة الحكم الذاتي الكردية في الشمال. وتخلص هذه الإحصائية إلى أن عدد سنة العراق 15922337 نسمة (15.9 مليون نسمة) وذلك بنسبة 58 في المائة من إجمالي السكان، في حين يقدر عدد الشيعة ب10946347 نسمة (10.9 ملايين نسمة)؛ وذلك بنسبة 40 في المائة، و2 في المائة من غير المسلمين.* تفاصيل الإحصائية الثانيةتشمل هذه الإحصائية أرقاما قريبة من الوثوق كما يلي:عدد سكان محافظة نينوى: 2473727 نسمة، ونسبة السنة فيها تقدر ب91 في المائة، في حين تقدر نسبة أبناء الشيعة ب1 في المائة، و8 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة السليمانية: 2159803 نسمة، 98 في المائة منهم سنة و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة أربيل: 1845166 نسمة. 98 في المائة من السنة، و1 في المائة من الشيعة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة التأميم: 839121 نسمة، 90 في المائة منهم سنة، و10 في المائة شيعة.عدد سكان محافظة دهوك: 616609 نسمة، 98 في المائة سنة، و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة صلاح الدين: 1077785 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة، ونسبة الشيعة 1 في المائة.عدد سكان محافظة الأنبار: 1280011 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة، ونسبة الشيعة 1 في المائة.عدد سكان محافظة ديالى: 1373862 نسمة، نسبة السنة منهم 65 في المائة ونسبة الشيعة 35 في المائة.عدد سكان محافظة بغداد: 6386067 نسمة: 61 في المائة من السنة، و35 في المائة من الشيعة، و4 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة كربلاء: 755994 نسمة، نسبة السنة 5 في المائة و95 في المائة من الشيعة.عدد سكان محافظة بابل: 1444372 نسمة، نسبة السنة 25 في المائة، ونسبة الشيعة 75 في المائة.عدد سكان محافظة واسط: 941827 نسمة، نسبة السنة منهم 15 في المائة، ونسبة الشيعة 84 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة القادسية: 866695 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة.عدد سكان محافظة النجف: 946251 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة.عدد سكان محافظة المثنى: 636264 نسمة، نسبة السنة منهم 2 في المائة، ونسبة الشيعة 97 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة ذي قار: 1427220 نسمة، نسبة السنة منهم 5 في المائة، ونسبة الشيعة 94 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة ميسان: 743409 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 98 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.عدد سكان محافظة البصرة: 1760984 نسمة، نسبة السنة منهم 35 في المائة، ونسبة الشيعة 61 في المائة، و4 في المائة من غير المسلمين.وبحسب هذه الإحصائية يقدر عدد الشعب العراقي في العام 2003 ب27475167 نسمة، عدد أبناء السنة منهم 15922337 نسمة، وذلك بنسبة 58 في المائة. ويقدر عدد الشيعة ب10946347 نسمة، وذلك بنسبة 40 في المائة. و2 في المائة من غير المسلمين.ويتوزع غير المسلمين، بحسب هذه الإحصائية، على النحو التالي: 334488 مسيحيا، و281984 يزيديا، و194 يهوديا. (انتهت)* محاولة ثالثة لمقاربة الحقيقةفي السياق نفسه، تذهب إحصائية ثالثة أعدت بالاستناد إلى معطيات التقرير السنوي للجهاز المركزي للإحصاء العراقي (نسخة دائرة الرقابة الصحية) التابعة لوزارة الصحة العراقية، وإلى دراسة الأكاديمي العراقي الدكتور سليمان الظفري، إلى أن نسبة السنة من مجموع أبناء العراق المسلمين تبلغ 53%، في حين تبلغ نسبة الشيعة 47%، ولم تعط الوكالة تفاصيل هذه الإحصائية.* دليل عملي حديثومما يزيد من تأكيد مصداقية الإحصاءات الثلاث المشار إليها آنفا، بخصوص كون السنة يمثلون أغلبية الشعب العراقي، ما حصل بالنسبة لقوائم توزيع أعداد الحجاج على المحافظات للعام 2004، بحسب تعداد النفوس، إذ فاق عدد الحجاج من السنة عدد الحجاج من الشيعة، بناء على إحصاء نفوس المحافظات، وجاءت نسب توزيع الحجاج قريبة من النسب المذكورة آنفا، بحسب مصادر من الأوقاف العراقية.وبالرغم من محاولة رسم صورة تقريبية لأعداد أبناء الطائفتين، ونسبتهما، من بين أبناء الشعب العراقي، بالاعتماد على إحصاءات ومؤشرات عديدة، فإن هذه الإحصاءات تظل "تقريبية" وإن اقتربت من الحقيقة إلى حد كبير.غير أن نتائجها تظهر أيضا عدم دقة ما استقر في ذهن الكثيرين داخل العراق وخارجها من أن عدد الشيعة يفوق عدد السنة وتبرز بالتالي الحاجة إلى المزيد من التدقيق، من خلال إحصاء يعتمد، ضمن ما يعتمد، التصنيف المذهبي، وهو الوحيد القادر على حسم النزاع بشأن لمن له الأغلبية في العراق. وإلى أن يحدث ذلك، يظل ما يطلق من تصريحات وإحصاءات تطيرها وسائل الإعلام، دون دليل ولا برهان سوى أقوال أصحابها، مجرد مزاعم بعيدة عن الحقيقة، حتى يثبت العكس.
المصدر: إسلام أون لاين.نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.