ثمّة أشياء تحدث في تونس يعجز أسرع وأذكى وأقوى وأدق حواسيب العالم على حلّها أو تبسيطها أو حتى حلحلتها، ليس أقلّها التصريحات المتتابعة والمتضاربة لقيادات نداء تونس. فلا شك ان التوانسة علموا عن طريق وسائل الاعلام بالنتائج التي قدّمها مركز سبر الآراء المفرط في النزاهة والذي نشرته جريدة المغرب المحايدة جدا لصاحبها عمر صحابو المستقل جدا حيث أكّد لنا أنّ شعبنا اختار حزب نداء تونس في آخر عمليّة سبر آراء حول التشريعيّات بفارق كبير على بقيّة الأحزاب. نداء تونس قال أنّه سيفوز بالانتخابات القادمة بنسبة 52،3% وذلك وفق بعض مراكز سبر الآراء، الأمر إلى هنا لا يخرج عن المألوف خاصّة في ظلّ ما عرف به هذا الحزب من ثقافة تجمعية وبالأخصّ في ظلّ ما تعيشه السّاحة من تجاذبات وصلت إلى درجة من التدنّي المفزع، لكن المحيّر والذي يصيب العقل بالجمود ويحول بينه وبين التفكير والمقاربة هو ما صرّح به القيادي في حزب النداء محسن مرزوق حين أكّد إثر هذه النتيجة الخارقة لنداء تونس أنّ الانتخابات لن تتم إلا إذا تمّ حلّ رابطات حماية الثورة، بينما العاقل والجاهل المنتبه والغافل ،عالم الجنّ والإنس يعلم علم اليقين أنّ من يعتقد بامتلاكه أكثر من نصف مقاعد البرلمان وتملك الأحزاب الدائرة في فلكه أكثر من الربع المتبقي، سيدفع الغالي والنفيس مقابل الذهاب إلى الانتخابات وسيسعى بكل ما أوتي من قوة إلى نزع فتائل التوتر ويمارس فنّ الليونة حتى يصل إلى المحطة الانتخابيّة التي ستقدّم له السلطة على طبق من ذهب من خلال حصوله على الأغلبيّة بمفرده، والأغلبيّة المطلقة مع الأحزاب التابعة. لكن القياديّ في الحزب الذي قيل أنّه سيفوز بالأغلبيّة، وبدل الاستماتة في تعبيد الطريق والدفع بقوة نحو الانتخابات هدّد بعدم حصول هذه الانتخابات وبتعطيلها إذا لم تحلّ رابطات حماية الثورة!. والسؤال الذي لابد من التعجيل به وإرساله بشكل برقي وسريع للأخ مرزوق هو : "هاو أعطاكم سبر آراء الأغلبيّة.. هيّا ادفعوا باتجاه الانتخابات وحلّوا الرابطات بعد صعودكم للسلطة" ، أم تراكم كبرائكم على علم بأنّ "سيغما" في واد والشعب التونسي في واد آخر؟؟!!. نصرالدين