رغم تأكيد القيادة النقابية على "استقلالية" الإتحاد العام التونسي للشغل…و رغم مقولة "الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب"..فإن أغلب الاستقراءات لأداء المنظمة الشغيلة منذ الثورة إلى اليوم ، تؤكد أن العنوان الأبرز لهذا الأداء هو "تسييس" العمل النقابي..و تحزبه أحيانا تغليب الخيارات السياسية و الحزبية عن الوظيفة النقابية لمنظمة حشاد برز أكثر ،و بشكل أكثر وضوح، منذ الإعلان عن نتائج 23 أكتوبر و تشكيل الحكومة الأولى للترويكا.. إتحاد الشغل "أعلن" الحرب على أول حكومة منتخبة في تاريخ البلاد و "حوصرت" حكومة الجبالي بآلاف الإضرابات و الاحتجاجات المشروعة و العشوائية..و كانت الأرقام المتداولة بخصوص عدد الإضرابات في فترة حكومة الجبالي قياسية و "تاريخية".. حكومة العريض لم تسلم من "بطش" العباسي و جماعته بل كانت هي الأخرى هدف "لحرب استنزاف" كان سلاحها العمل النقابي و المطلبية بخلفيات أيديولوجية و سياسية و حزبية..و كانت نتائجها كارثيّة على الاقتصاد الوطني و السلم الاجتماعي.. لكن..و بعد "رحيل" الترويكا ، و تنصيب حكومة "التوافق و إلاّ !" ، أنزلت قيادة الإتحاد اليد التي تحمل "البندقية" ، و رفعت الأخرى ، التي تحمل "غصن الزيتون" لجمعة و حكومته..و تبدلت المواقف و تغيرت اللهجة.. بل أصبحت المركزية النقابية تندد بالإضرابات ، و تتحدث عن "عدم امتلاك جمعة لعصا سحرية ….! فسبحان مغير الأحوال ! أبو آدم