تم إثراء المكتبة الأدبية العربية في إطار الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 بصدور كتاب « القيروان بأقلام الشعراء» لمحمد البدوي الأستاذ بكلية الآداب بسوسة ونائب رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين .وتصدرت الغلاف الأمامي للكتاب صورة صومعة جامع عقبة بن نافع رمز مدينة القيروان باعتبار هذا الجامع منارة إسلامية للعلم والثقافة في حين حمل القفا صورة لمعلم الشعراء الذي أقيم في التسعينات في القيروان قرب الفسقية الأغلبية بما يعكس تفاعل هذه المدينة مع تونس المعاصرة إذ أن هذا المعلم يشتمل على أبيات شعرية لعدد من الشعراء التونسيين والعرب وفيه تأكيد على عظمة القيروان وتكريم للشعراء و”القيروان بأقلام الشعراء” كتاب وصفه السيد محمد الغريانى الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطى في تقديم خص به هذا المؤلف بأنه يدل على ما تعيشه بلادنا من تطور كبير ونهضة ثقافية وفية لتاريخها وأمجادها ومتطلعة الى مستقبلها بكامل الثقة والتفاؤل بقيادة ابن تونس البار الرئيس زين العابدين بن علي . ويشتمل هذا الكتاب الذي جاء في 376 صفحة علاوة على المقدمة على ثلاثة أقسام يتعلق أولها بدراسة تحليلية لمحمد البدوي بعنوان القيروان على شاطئ الحبر بين فيها مكانة القيروان التي كانت من أبرز الحواضر الإسلامية عرفت ازدهارا وتطورا عمرانيا وثقافيا مع التأكيد على أشعار ابن رشيق وابن شرف وأبى الحسن الحصرى وفرع الأستاذ محمد البدوي في هذه الدراسة الشعر المعاصر إلى فترتين أولها قصائد شعراء النصف الأول من القرن العشرين المتحسرة على المجد الضائع كقصائد محمد الفائز والمعددة للمفاخر والأمجاد كقصائد صالح السويسى ومحمد الحليوى والقيروان في قصائد شعراء ما بعد الاستقلال . وخصصت الفترة الثانية لصنفين من شعراء الاستقلال وهم الشعراء الذين حافظوا في أغلب الأحيان على البنية التقليدية للقصيدة كأحمد اللغمانى ومحمد مزهود والشاذلى عطا الله والشعراء الذين حاولوا التجديد في محتوى القصيد وشكله ومن أبرزهم المنصف الوهايبى ومحمد الغزى وجميلة الماجرى وحسين القهواجى . أما القسم الثاني من الكتاب فيتضمن قصائد ل 46 شاعرا تغنوا بالقيروان علما بان المؤلف أوضح بأنه لا يدعى جمع كل القصائد التي قيلت في هذه المدينة ويتصدرها قصيد رثاء لابن رشيق القيروانى قاله اثر الزحف الهلالى . أما القسم الثالث والأخير من الكتاب فيتمثل في تقديم لتراجم الشعراء التونسيين والعرب كنزار قبانى الذين وردت أشعارهم في هذا الكتاب المرجع .