مثلت المسالك الثقافية والتجديد السياحي محور الندوة العلمية التي نظمها بجزيرة جربة مخبر سيفاكت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس بالتعاون مع جامعة بايرويت الألمانية وذلك في إطار شراكة بين البحث الجامعي والمنظومة السياحية بهدف تقريب وجهات النظر بين الباحثين الجامعيين والباعثين السياحيين والاستنارة بأفكارهم وآرائهم لتطوير السياحة الثقافية واستنباط أساليب وطرق جديدة لإحكام الاستفادة والاستثمار في هذا المجال من خلال إحياء التراث وتوظيفه لتنويع المنتوج السياحي.كما تهدف هذه الندوة التي تجسم إصرار تونس على تحقيق تفاعل الجامعة التونسية مع مسيرة التنمية إلى الاستفادة من التجربة الألمانية في مجال مسالك السياحة الثقافية لوضع برامج بحث وتنمية حول تثمين تراث الجنوب الشرقي التونسي سياحيا باعتبار ثرائه وتنوعه من قصور وقرى بربرية ومشاهد طبيعية وموروث تاريخي هام. وفي هذا الإطار ستتناول الندوة ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في التجربة الألمانية في مجال تهيئة المسالك السياحية ودعم السياحة الثقافية وواقع توظيف التراث الثقافي في الجنوب التونسي إلى جانب التجديد في مجال المسالك الثقافية ودعم السياحة المستديمة. وقد افتتح أشغال هذه الندوة يوم السبت السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث الذي ثمن هذه المبادرة التي تقيم الدليل على قدرة الجامعة التونسية على الانخراط في مسيرة التنمية من ناحية وتبرهن من ناحية أخرى على الاحترام والتضامن والتكامل من خلال التعاون بين الجامعة التونسية ونظيراتها في الخارج. وأكد الوزير حرص الرئيس زين العابدين بن علي على الحفاظ على التراث الوطني الثري والمتنوع الذي ساهم في اغناء التراث الإنساني بما يحتويه من مكونات هامة من تراث ثقافي ومواقع ومعالم أثرية وارث موسيقي مذكرا بما اتخذه رئيس الدولة من إجراءات وقرارات بهدف حماية التراث وحسن توظيفه وإيجاد الشروط المناسبة لشراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص لحماية التراث الثقافي. وأشار السيد عبد الرؤوف الباسطي إلى مشروع التصرف وتثمين التراث الثقافي التونسي الذي ينجز في إطار شراكة مع البنك العالمي بهدف بعث متاحف وتوسيع أخرى على غرار تجديد متحف باردو وإحداث متحف أثرى بسوسة ومتحف للفنون التقليدية بجربة بما يعطي صورة جديدة للوجهة السياحية التونسية . وابرز الوزير أن تونس التي استطاعت إيجاد منتوج سياحي هام حققت بفضله تطورا كميا وكيفيا على مستوى مختلف المؤشرات السياحية قادرة بما تحمله من مكونات ثقافية وجغرافية وبيئية في ظل المنافسة العالمية على تحقيق تنمية سياحة مستديمة ومتنوعة توفر الفرصة لرغبات السواح في الثقافة والتفتح على الآخر والاستكشاف. واستعرض الوزير الدراسات الإستراتيجية والجهوية التي تنجز بالتنسيق بين مختلف المتدخلين بهدف توظيف التراث وتنمية السياحة الثقافية وانجاز مشاريع للنهوض بمسالك السياحة الثقافية مؤكدا دور السياحة الثقافية في بناء ثقافة حية وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات . ودعا السيد عبدالرؤوف الباسطي مختلف الاطراف إلى الاستثمار في هذا القطاع بفضل ما توفره الدولة من حوافز وتشجيعات.