ابرز السيد رافع دخيل عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين العلاقة المتينة والمتميزة القائمة اليوم بين الإعلام والحوار الحضاري ومفهوم التنوع الثقافي.وأوضح في كلمته في اختتام الندوة العربية السنوية الثانية لجريدة “الحرية” حول “الإعلام وحوار الحضارات” انه لا يمكن في الوقت الراهن تصور تعاون ثقافي بناء او حوار حقيقي بين الثقافات والحضارات دون الإقرار بمبدأ التنوع الثقافي ودون أن يكون الإعلام بوسائله المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية طرفا أساسيا في التقريب بين الشعوب والثقافات. وأشار الوزير إلى أهمية التفاعل والتكامل بين وسائل الإعلام والثقافة في تكريس حق الاختلاف والتعاون والتضامن بين الشعوب ودفع الحوار ونقل الصورة الايجابية عن واقعهم في هذا الفضاء الاتصالي المعولم الذي تحول إلى قرية كونية رفعت فيها الحدود والحواجز الجغرافية بفعل الثورة الاتصالية. كما ابرز دور هذا التفاعل والتكامل في معاضدة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحد من الفجوة التنموية بين البلدان الغنية والبلدان السائرة في طريق النمو والنزاعات المولدة للتوتر وسوء فهم الآخر وتأجيج الصدام بين الحضارات. وبين السيد رافع دخيل أن مجتمع المعلومات بالنظر إلى ما يوفره من حلقات تفاعل افتراضية يعد فرصة تاريخية لدعم التعاون الثقافي وتوسيع نطاقه ومجالاته ورفع الحواجز والحدود أمام انتقال الخدمات والموارد والمنتوجات الثقافية وإتاحة مزيد من إمكانيات الاستثمار في مجالات الثقافة وتعميق التفاعل بين الشعوب ومد جسور التواصل بين البلدان العربية والبلدان الصديقة وتصحيح الصورة التي تحملها ثقافة عن ثقافة أخرى. ولاحظ أن ما تحقق للقطاع الإعلامي والاتصالي في تونس من مكاسب يقيم الدليل على أهمية دوره في دفع المسيرة الوطنية للتطوير والتحديث وتكريس الدور الجديد للإعلام الحر والمسؤول والتعددي في تجذير القيم المرجعية للمواطن وإشاعة حقوق الإنسان ودعم الهوية وتأصيلها والانفتاح على الآخر من منطلق الإثراء والإضافة. وبين أن اختيار تونس عاصمة للثقافة سنة 1997 يجسم توفقها في توظيف وسائل الإعلام وإدراج الثقافة صلب المنظومة التنموية الشاملة ودعم قيم الحوار تواصلا مع هذه المهمة التاريخية والحضارية التي ميزت البلاد على مر العصور. وذكر الوزير بأهم المبادرات التونسية الداعمة لجهود التنوع الثقافي ودفع الحوار والتفتح على أساس الثقة بين الشعوب ضمانا للتعاون والتعايش وتشابك المصالح بين الأفراد والجماعات ذات الهويات المتنوعة مشيرا إلى إحداث كرسي بن علي للحوار بين الثقافات والأديان وبعث مركز قرطاج لحوار الثقافات والحضارات وانتهاج أسلوب الحوار في تنشئة الشباب والدعوة إلى إدراج الثقافة صلب عملية التنمية واعتبارها سندا للمشروع المجتمعي المعتدل والمتفتح لتونس التحول. وابرز انسجام المقاربة التونسية في ترسيخ الحوار والتسامح مع الرؤية الأممية ودعمها لها بما جعل من البلاد شريكا فاعلا في نشر هذه القيم الكونية وهو ما تجسم من خلال احتضان فعاليات اقليمية ودولية على غرار قمة مجتمع المعلومات وقمة 5 زائد 5 والدعوة إلى بعث صندوق عالمي للتضامن والى اعتماد مدونة سلوك حول مقاومة الإرهاب فضلا عن إحداث جائزتين عالميتين واحدة للتضامن وأخرى تهدف إلى إثراء الفكر الاجتهادي والتشجيع على إبراز الصورة السمحة للإسلام والدعوة إلى وضع سنة 2010 تحت شعار”السنة الدولية للشباب”. وأكد عضو اللجنة المركزية للتجمع أن تعزيز الحوار بين الحضارات مسؤولية إنسانية مشتركة يتحملها بصورة خاصة صانعو القرار بمختلف درجات المسؤولية والنخب الفكرية والثقافية والقيادات الإعلامية في العالم كله من اجل بناء السلام في الحاضر والمستقبل على أسس قوية تصمد أمام الأزمات الطارئة والناتجة عن الأحداث غير المتوقعة التي من شانها أن تهز الاستقرار الدولي وتروع الضمير الإنساني.