أكد الرئيس زين العابدين بن علي أن النتائج المشجعة التي حققها تجمع دول الساحل والصحراء خلال السنوات الماضية رغم جسامة التحديات الناجمة عن الأوضاع الدولية وتفاقم الصعوبات المترتبة عن استمرار بؤر التوتر والنزاع وتعثر مسيرة التنمية يستدعي اليوم تضافر الجهود وتوحيد الرؤى حتى تقدر بلدان المنطقة على التقدم في تنفيذ البرامج المتفق عليها وتوظيف ما تزخر به من إمكانيات وقدرات في خدمة تطورها ونمائها وتكريسا لمزيد من النجاعة في التعامل مع قضايا القارة الإفريقية ومشاغل شعوبها. وشدد رئيس الدولة في الكلمة التي توجه بها يوم الجمعة إلى الدورة العادية الحادية عشرة لمجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء المنعقدة يومي 29 و30 ماي الجاري بمدينة صبراطة بالجماهيرية الليبية على أن إرساء السلم والأمن في ربوع إفريقيا يستوجب دعم جهود السلام بإجراءات وقائية ناجعة من خلال العمل ضمن الآليات المعتمدة للحيلولة دون تكرر اندلاع الأزمات وتركيز كل الطاقات على قضايا التنمية وخدمة الإنسان الإفريقي وتكريس حقه في العيش الكريم في “إفريقيا مزدهرة وآمنة”. وأكد سيادة الرئيس الحرص في إطار تجمع (س-ص) وفي سائر التجمعات الإقليمية بالقارة على إيلاء البعد الاقتصادي الأهمية التي يستحق مبينا أن التحولات العالمية المتسارعة تقتضي من أعضاء تجمع دول الساحل والصحراء مضاعفة الجهود ووضع الاستراتيجيات المناسبة لدفع المسار الاندماجي والعمل الاقتصادي المشترك وإرساء شراكة فاعلة ومتضامنة مع التجمعات الأخرى داخل القارة وخارجها. وجدد سيادته في كلمته إلى قمة صبراطة التعبير عن الأمل في أن يتم إرساء منطقة التجارة الحرة داخل فضاء التجمع للمساعدة على تحقيق هذه الأهداف واستشراف آفاق جديدة للتعاون. كما أكد أهمية الإسراع في استكمال دراسة الاتفاقيات ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي هي قيد الانجاز وإثرائها والى إيلاء إستراتيجية التنمية الفلاحية والريفية وإدارة الموارد الطبيعية المزيد من العناية لإنجاحها من خلال تكثيف تبادل الخبرات والتجارب وتشجيع برامج التعاون الفني على الصعيدين الثنائي والثلاثي. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي من جهة أخرى أن الرصيد التاريخي المشترك للمنطقة وثراء مخزونها الحضارى يعدان خير حافز لبلدان التجمع على مزيد توثيق الصلات الثقافية بين شعوبها وتعزيز علاقات التكامل بينها مشيدا في هذا الصدد ببعث تظاهرة ثقافية ورياضية دورية لفائدة شباب تجمع دول الساحل والصحراء لتسهم في تجذير قيم التضامن والتآخي لدى الأجيال الصاعدة وفي مزيد تحقيق التقارب المنشود بين شعوب المنطقة. وقال سيادته في هذا المضمار إن “الشباب يمثل النسبة الأكبر في مجتمعاتنا وهو بحاجة إلى مزيد الاهتمام بمشاغله وتنشئته على القيم الإنسانية النبيلة وتعزيز ثقته بنفسه وبقدرته على المشاركة بدور فاعل في تقدم مجتمعاتنا” مذكرا بأنه في هذا الإطار بالذات تتنزل مبادرة سيادته بالدعوة إلى إعلان سنة 2010 “سنة دولية للشباب” والى عقد مؤتمر عالمي لشباب العالم يتوج بإصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة.