سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس بن علي الى الدورة الحادية عشرة لمجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء : نجدد دعمنا للجهود الاقليمية والدولية الرامية الى احلال السلم والامن في المنطقة
صبراطة 29 ماى 2009 "وات"- توجه الرئيس زين العابدين بن علي الى الدورة العادية الحادية عشرة لمجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء المنعقدة بمدينة صبراطة بالجماهيرية الليبية يومي 29 و 30 ماى الجارى بكلمة في ما يلي نصها: //الاخ قائد الثورة أصحاب الفخامة والمعالي السيد الامين العام لتجمع دول الساحل والصحراء حضرات السادة والسيدات يطيب لي أن أتوجه بخالص عبارات الامتنان الى الاخ القائد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر مشيدا بجهوده القيمة وبما وفره من ظروف ملائمة لاحتضان أعمال قمة مجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء على أرض الجماهيرية الشقيقة ومعربا عن فائق الشكر لما حظينا به من حسن الوفادة وكرم الضيافة. كما أنوه بهذه المناسبة بالجهود المحمودة التي بذلها فخامة الرئيس توماس يايي بوني رئيس جمهورية البنين من أجل تعزيز عملنا المشترك وتدعيم هياكل منظمتنا مقدرا دور الامانة العامة للتجمع وسائر أجهزته مكبرا ما تقوم به من مساع في سبيل تطوير أدائه واضفاء الحركية على هياكله وأنشطته. السيد الرئيس ان النتائج المشجعة التي حققتها منظمتنا خلال السنوات الماضية رغم جسامة التحديات الناجمة عن الاوضاع الدولية وتفاقم الصعوبات التي تواجه قارتنا اضافة الى استمرار بوءر التوتر والخلافات وتعثر مسيرة التنمية تدعونا اليوم الى تضافر الجهود وتوحيد الروءى حتى نتمكن من التقدم في تنفيذ البرامج المتفق عليها وتوظيف ما تزخر به منطقتنا من امكانيات وقدرات في خدمة التقدم بمنطقتنا على الوجه الافضل وتكريس مزيد من النجاعة في التعامل مع قضايانا ومشاغلنا. وأمام ما يسببه اضطراب الاوضاع الامنية من هدر للطاقات وتدمير للبنى التحتية وتبديد للثروات والامكانيات فضلا عن تأثيراته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الخطيرة يصبح ترسيخ مقومات الامن والاستقرار الشرط الاساسي المتأكد لدفع مسيرة التنمية ونشر الازدهار بمنطقتنا. ومن هذا المنطلق نجدد دعمنا للجهود الاقليمية والدولية الرامية الى احلال السلم والامن في قارتنا وتخليصها من الازمات وبوءر التوتر ومخلفات الصراعات والنزاعات ومساعدتها على الانخراط في البناء والاعمار والتنمية بما يفتح المجال أمام المزيد من التعاون والتكامل بين بلداننا ويتيح فرص التنسيق المثمر مع بقية التجمعات الافريقية لاكساب العمل الافريقي المشترك النجاعة والفاعلية المرجوتين. ان حل النزاعات وتسوية الخلافات باعتماد الطرق السلمية وتوخي أسلوب الحوار يمثل أفضل طريق لارساء السلم والامن في ربوع قارتنا. ومن الضرورى دعم جهود السلام باجراءات وقائية ناجعة من خلال العمل ضمن الاليات المعتمدة للحيلولة دون تكرر اندلاع الازمات وتركيز كل طاقاتنا على قضايا التنمية وخدمة الانسان الافريقي وتكريس حقه في العيش الكريم في //افريقيا مزدهرة وامنة//. وفي هذا السياق لا يسعني الا أن أشيد بالجهود الموصولة التي بذلت في اطار تجمع دول الساحل والصحراء وما تمخضت عنه من نتائج بارزة مشيدا بمساعي الاخ معمر القذافي الدوءوبة من أجل ترسيخ السلم والامن في منطقة التجمع خاصة وفي ربوع القارة الافريقية عامة. ومن منطلق اقتناعنا بعلاقة الترابط القائمة بين الامن والتنمية أكدنا حرصنا في اطار هذا التجمع وفي سائر التجمعات الاقليمية بقارتنا على ايلاء البعد الاقتصادى الاهمية التي يستحقها ودعونا الى تطوير المبادلات على صعيد التجارة والخدمات وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات واستثمار الثروات الطبيعية والطاقات البشرية المتوفرة على الوجه الافضل. ان التحولات العالمية المتسارعة وتداعيات الازمة المالية العالمية على اقتصاديات أغلب الدول ولاسيما النامية منها وما نجم عنها من تحديات جسام هي عوامل ملحة تقتضي منا مضاعفة الجهود ووضع الاستراتيجيات المناسبة لدفع المسار الاندماجي والعمل الاقتصادى المشترك داخل تجمعنا وارساء شراكة فاعلة ومتضامنة مع التجمعات الاخرى داخل القارة وخارجها. واذ نجدد الاعراب عن أملنا في أن يتم ارساء منطقة التجارة الحرة داخل فضاء التجمع للمساعدة على تحقيق هذه الاهداف واستشراف افاق جديدة للتعاون فاننا نتطلع الى استكمال وضع الاطر القانونية الكفيلة بدفع حركة الاستثمار واقامة المشاريع المشتركة وتطوير التعاون الفني وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة الفعالة في تجسيم هذه الاهداف. ونوءكد من جديد أهمية الاسراع في استكمال دراسة الاتفاقيات ذات الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي هي قيد الانجاز وندعو الى اثرائها حتى تكون مواكبة للتوجهات التي أقرتها منظمتنا وتمكن من تنفيذ ما اعتمدناه من برامج مشتركة. وادراكا منا لاهمية القطاع الفلاحي في اقتصاديات أغلب بلدان التجمع وما يتوفر لدينا من امكانيات كبيرة لتطويره ورفع نسبة مساهمته في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ببلداننا فاننا ندعو الى ايلاء استراتيجية التنمية الريفية وادارة الموارد الطبيعية المزيد من العناية لانجاحها من خلال تكثيف تبادل الخبرات والتجارب وتشجيع برامج التعاون الفني على الصعيدين الثنائي والثلاثي وتطوير القدرات التكنولوجية والعلمية في الميادين ذات العلاقة بالمجال الفلاحي بما يتلاءم وحاجيات بلداننا التنموية. ويظل الرصيد التاريخي المشترك لمنطقتنا وثراء مخزونها الحضارى خير حافز لنا على مزيد توثيق الصلات الثقافية بين شعوبنا وتعزيز علاقات التكامل بين بلداننا وتعميق الوعي بمشاغلنا. ونحن نشيد في هذا الصدد ببعث تظاهرة ثقافية ورياضية دورية لفائدة شباب تجمع دول الساحل والصحراء لتسهم في تجذير قيم التضامن والتاخي لدى الاجيال الصاعدة وفي مزيد تحقيق التقارب المنشود بين شعوبنا. ان الشباب يمثل النسبة الاكبر في مجتمعاتنا وهو بحاجة الى مزيد الاهتمام بمشاغله وتنشئته على القيم الانسانية النبيلة وتعزيز ثقته بنفسه وبقدرته على المشاركة بدور فاعل في تقدم مجتمعاتنا. وفي هذا الاطار تتنزل مبادرتنا بالدعوة الى اعلان سنة 2010 /سنة دولية للشباب/ وعقد موءتمر عالمي لشباب العالم يتوج باصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة التي نوءمن بها املين دعمكم ومساندتكم لهذه المبادرة. السيد الرئيس أرجو في الختام أن تكلل أعمال قمتنا هذه بالتوفيق والنجاح وأن تكون لبنة جديدة في تعزيز علاقات التعاون والتضامن بين بلداننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته//.