تشهد المدينة العتيقة بنفطة (الجنوب الغربي ) هذه الايام أشغال تهيئة وصيانة بهدف ترميم ما تداعى للسقوط والحفاظ على الخصائص المعمارية لمنطقة الجريد باعتماد المواد المحلية سيما الاجر التقليدى الملون وخشب النخيل. وتتمثل الاشغال في اعادة تغليف الواجهات بالاجر التقليدى وتغيير أبواب حديدية بأبواب من خشب النخيل وتبليط وتنوير انهج وازقة المدينة العتيقة والعناية بمداخلها والطرق المؤدية اليها بتمويل قيمته 150 الف دينار قدمه صندوق حماية المناطق السياحية بالتعاون مع بلدية نفطة. وقد حظيت هذه المنطقة منذ سنوات بتدخلات عديدة للتهيئة والصيانة بقيمة 705 الاف دينار خصصت لترميم البناءات وتغليفها بالاجر التقليدى واعادة تسقيف بعض الانهج المسماة البراطيل بخشب النخيل. وتعتبر المدينة العتيقة علقمة بنفطة من اكثر مناطق الجهة اجتذابا للسياح لما تتميز به الى جانب خصائصها المعمارية الفريدة من ثراء المتاحف التقليدية على غرار متحف دار الهويدى ومتحف العادات العربية والبربرية ولما تشتمل عليه من أسواق عتيقة ومقاهي ومحلات بيع منتوجات الصناعات التقليدية فضلا عن وجود مجموعة هامة من المساجد والزوايا. وذكر المؤرخ صالح باجية أحد أبناء مدينة نفطة أن هذه المنطقة بنيت منذ ما يزيد عن 400 سنة وتتميز بطابعها المعمارى الذى يعتمد على الاجر المحلى متعدد الالوان لبناء الجدران والزخارف الموجودة بها والدالة على الفن المعمارى العربى الاصيل. وتتميز المدينة العتيقة على غرار منطقة الهوادف بتوزر التى شيدت قبلها بنحو مائتى سنة بارتفاع المبانى والتحامها وتسقيف الانهج والمساكن بخشب النخيل وبأزقتها الضيقة والملتوية بما يكفل التوقى من حرارة الصيف. وقد ساهم مشروع دراسة واحياء مدن الواحات الذى يتم تنفيذه حاليا بالمنطقة فى اطار الشراكة بين المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير وجامعة ريجيو كلابريا الايطالية فى الحفاظ على الخصائص المعمارية وتثمين الموارد الطبيعية المستعملة فى البناء التقليدى مع تكوين مجموعة من الحرفيين والتقنيين من أبناء مدينة نفطة للمساهمة في احياء هذا التراث المعمارى. كما صنف الديوان الوطنى التونسى للسياحة هذه المنطقة من المراكز السياحية الهامة خصوصا بعد تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية ووظفها فى مجال السياحة الثقافية بالاعتماد على بعض المتاحف التى تبرز عادات وتقاليد مدينة اسلامية ذات طابع معمارى فريد.