يتواصل التحسيس بالدور التربوي والتثقيفي للكتاب والمطالعة في الجهات للارتقاء بالعمل الثقافي من خلال توسيع شبكة الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي أذن بها الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة في 28 جوان 2008 . وتشمل الاستشارة التي انطلقت يوم 25 أفريل المنقضي في إطار الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب مختلف جهات الجمهورية لرصد وضعية قطاعي الكتاب والمطالعة من خلال تركيز لجان تفكير جهوية وتنظيم لقاءات وندوات تهتم بالكتاب وتحث على المطالعة كممارسة ثقافية دائمة وثابتة. وفي سبيل التوصل إلى نتائج دقيقة وتحقيق الأهداف المنشودة تعتمد الاستشارة على تقارير كل الأطراف المعنية المهتمة بالكتاب من ناشرين وكتاب وموزعين ومصالح مختصة من الإدارة العامة للكتاب والمكتبة الوطنية والشبكات المكتبية الأخرى فضلا عن تقارير لجان التفكير الجهوية التي ستعرض في ندوة وطنية في شهر أكتوبر 2009. وترتكز الاستشارة على ثلاثة محاور أولها تشخيص الوضع الراهن للكتاب من خلال تحديد الإطار القانوني والترتيبي ويكشف هذا المحور التشجيعات التي يحظي بها الكتاب والناشرين إنتاجا وصناعة وترويجا إلى جانب التعرض إلى حق المؤلف وحماية الملكية الفكرية والفنية والتكوين في مهن الكتاب فضلا عن الاهتمام بمسألة الإيداع القانوني. وخصص المحور الثاني لتحديد الرهانات الثقافية والاقتصادية للاستشارة من خلال الحث على تداول الكتاب والتشجيع على المطالعة من جهة ومواجهة تحدى الثورة الرقمية وحماية حق المؤلف من جهة أخرى. في حين يتناول المحور الثالث الاقتراحات والتصورات لإرساء إستراتيجية وطنية للنهوض بالكتاب والمطالعة على المستوى القانوني والاقتصادي والاجتماعي. وتسعى هذه الاستشارة إلى إيجاد السبل الكفيلة بتطوير قطاع الكتاب والمطالعة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة وما يفرضه مجتمع المعلومات من تحديات ورهانات تستوجب التمسك بالقيمة التربوية والعلمية للكتاب وترسيخ الميل للقراءة لدى الناشئة لتنمية القدرات العقلية ومواكبة المتغيرات المجتمعية. كما تمثل دعما متجددا للكتاب الذي يحظى بعناية فائقة إنتاجا وترويجا ليكون له دورا أساسيا في تطوير النسيج الاقتصادي والدورة التنموية حيث بلغ عدد دور النشر171 سنة 2008 . كما سجل عدد الكتب المنشورة تطورا في السنوات الأخيرة ليبلغ 1648 كتابا عام 2008 ونظرا للتلازم بين الكتاب والمطالعة فقد عملت تونس على النهوض بقطاع المطالعة من خلال تعزيز شبكة المكتبات العمومية التي تبلغ حاليا 378 مكتبة مجهزة برصيد من الكتب يبلغ 6 آلاف ومائتي كتاب فضلا عن إدراج مشروع حوسبة شبكة المكتبات العمومية الذى يتم انجازه حاليا ضمن برنامج التعاون التونسي الفرنسي. وتجرى حاليا دراسة ميدانية تتواصل إلى غاية شهر سبتمبر المقبل لسبر آراء عينة ممثلة للمجتمع التونسي حول العلاقة بين التونسي والكتاب والمطالعة إلى جانب تخصيص موقع “واب” لتشريك وتسجيل تفاعل المواطنين مع الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة.