أخبار تونس - اختتم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث صباح أمس الثلاثاء 27 أفريل فعاليات الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة بعد مرور سنة على انطلاقها حيث انتظم بفضاء معرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم لقاء تم خلاله استعراض التوصيات والنتائج التي أفضت إليها أعمال اللجنة الوطنية للاستشارة بعد لقاء صفاقس خلال شهر جانفي المنقضي والذي اهتم بدرس التقرير التأليفي للاستشارة الجهوية ونتائج الدراسة الميدانية التي أنجزت للغرض. ولاحظ السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تراكم المكاسب التي تحققت لقطاع الكتاب والنشر مما استوجب تقييم النتائج الكمية والنوعية التي أفرزتها الإستشارة، مشيرا إلى المكانة الاسترتيجية التي تحتلها الثقافة في فكر الرئيس زين العابدين بن علي باعتبار أن الثقافة أصبحت مجالا خصبا للفعل والإنتاج وتثمين الذكاء وحسن توظيفه في صناعة المضامين. وذكر الوزير أنه تم الحرص على أن تكون الأطراف والجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بقضايا الكتاب والمطالعة ممثلة صلب اللجنة الوطنية للاستشارة التي خصصت موقع واب تفاعلي لكل راغب في تقديم اقتراحاته وإجراء دراسة ميدانية حول واقع المطالعة في تونس أنجزها مكتب دراسات مختص إلى جانب تعميم هذه الاستشارة على كافة ولايات الجمهورية والاستئناس بآراء كتابها ومثقفيها. كما بين أن المتأمل فيما أفضت إليه الاستشارة من توصيات يلاحظ نقاط التلاقي بينها وبين ما تضمنه المحور 18 من برنامج رئيس الدولة المستقبلي من توجهات جوهرية في مقدمتها تأكيده على أهمية العمل على الاستمرار في تشجيع الإبداع الثقافي وتعزيز مكانة المبدع ومزيد رعاية الكاتب التونسي والحفاظ على حقوقه الأدبية والمادية. وأكدت التوصيات المنبثقة عن الاستشارة على تشجيع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال النشر ودعم الاعتمادات المخصصة لاقتناء الكتاب التونسي ضمن ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وميزانيتي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. كما اهتمت التوصيات بحقوق التأليف حيث نادت بالقيام بحملات تحسيسية دورية لحث المؤلفين على الانخراط في المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين وترويج العقد النموذجي الخاص بالنشر لدى كل الناشرين والمؤلفين إلى جانب حماية حقوق التأليف بمقاومة القرصنة ومتابعة عمليات السحب وإعادة الطبع من قبل الناشرين والإسراع بإصدار النصوص الترتيبية المنظمة لصندوق التشجيع على الإبداع. وأوصت من جهة أخرى بوضع خطة وطنية لرقمنة الأرصدة الوطنية المكتوبة وتكليف المكتبة الوطنية بالإشراف على هذه الخطة وتنسيقها والشروع في تركيز الشبكة المكتبية الالكترونية الوطنية بمكوناتها الأساسية. ويشار إلى أن قطاع المطالعة حظي بجملة من التوصيات تضمنت ضرورة تأهيل شبكة المكتبات العمومية من خلال سن نصوص ترتيبية تنظم بإحكام هذا القطاع وتحويل شبكة المكتبات العمومية إلى مراكز ثقافية حية تتكامل فيها الأدوار التربوية والاجتماعية والثقافية والإعلامية بالاعتماد على أحدث الطرق في التنشيط علاوة على تخصيص الميزانية الكافية والإطار البشري اللازم لتكثيف برامج الترغيب في المطالعة بالمكتبات العمومية. ويذكر في هذا السياق أن تجربة الكتاب الالكتروني “اي بوك” التي تتمثل في إدراج الكتب على أحدث المحامل الرقمية من الجيل الثالث استأثرت باهتمام الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه السيدة ليلى بن علي لدى افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب. وقد تمت رقمنة الببليوغرافيا الكاملة للكتب التونسية الصادرة خلال سنة 2009 إلى جانب الفهرس العام للمخطوطات في جزئه العاشر وقسمه الأول مع مواصلة فهرسة رصيد المخطوطات بالمكتبة الوطنية. وستشهد سنة 2010 تفعيل توصيات الاستشارة الوطنية للكتاب والمطالعة التي كان قد أذن بها رئيس الدولة والتي من ضمنها رقمنة الكتب والمراجع خاصة وأن 2010 هي سنة النشر الرقمي والمحامل الالكترونية الخاصة بالكتب على المستوى العالمي. وستعطي عملية الرقمنة هذه دفعا أكبر لمزيد تطوير التجربة التونسية في المجال كما ستمكن من كسب عديد الرهانات ومن أبرزها تعزيز العلاقة بين الشاب والكتاب والتعريف بالثقافة التونسية والعربية الاسلامية.