شيعت الأسرة الثقافية يوم السبت جثمان الأديب التونسي الكبير الراحل الدكتور محمد صالح الجابري إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدى الجبالي باريانة. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تأبين الفقيد معددا خصاله ومآثره قائلا أن محمد صالح الجابري كان علما من أعلام الأدب والفكر والمعرفة أثرى الثقافة الوطنية والمغاربية والعربية بإبداعاته المتميزة من خلال إنتاجاته القصصية والروائية وبحوثه الفكرية والمعرفية وموسوعاته الضاربة في أعماق الحضارة العربية الإسلامية. واستعرض الوزير أهم ميزات المسيرة الإبداعية للراحل مشيرا إلى إسهامه في تأسيس مدرسة قصصية وروائية تونسية حديثة ومتجذرة في الهوية الوطنية إلى جانب حضور قلمه باستمرار في الصحف والمجلات والحوليات ومشاركته في إثراء الإنتاج الإذاعي على مستوى البرامج و الإبداع الدرامي. وأضاف أن البحث كان يستهوي الفقيد فانكب على الإبداع الوطني جمعا وتثبيتا وأثمرت جهوده عملا موسوعيا شاملا « الشعر التونسي المعاصر» و كتاب” بيرم التونسي في تونس ” الذي نال به شهادة الدكتوراه. واهتم الراحل كذلك بالتراث المكتوب في منطقة المغرب العربي فنشر مدونته «يوميات الجهاد الليبي في الصحافة التونسية» واعتنى بالإرث الفكري والحضاري والنضالي التونسي- الجزائري المشترك من خلال كتابه « النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس «وهو المجهود الذي كرمه من أجله الرئيس زين العابدين بن علي بأن اسند إليه الجائزة المغاربية للثقافة. أما البعد العربي في عمله فقد تجلى في إشرافه على مشروع «موسوعة إعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين» التي تصدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو» ومساهمته الفاعلة في أهم المنتديات والمؤتمرات والتظاهرات الثقافية في مختلف البلدان العربية. وقد أحاطه الرئيس زين العابدين بن علي بتشجيعه فاسند إليه الصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق بعنوان القطاع الثقافي والجائزة المغاربية للثقافة كما اذن سيادته بتوفير الرعاية اللازمة له أيام محنته الصحية. وحضر موكب الجنازة بالخصوص إلى جانب الإطارات الجهوية وعدد كبير من أهل الثقافة والفكر والإعلام المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو».