نظم مجلس النواب يوم الأربعاء بقصر باردو اليوم الدراسي الثالث والعشرين حول موضوع ” تونس ومنظومة حقوق الإنسان” وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وذكر السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب في افتتاح أشغال هذا اليوم الدراسي بان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعد محطة بارزة في تاريخ الإنسانية بوصفه القاسم القيمي المشترك لجميع البشر على اختلاف أعراقهم وأجناسهم سيما وانه اقر بان البشر يولدون” أحرارا ومتساوين في الكرامة و الحقوق” . وبين أن هذا الإعلان صدر في مرحلة دقيقة من تاريخ العلاقات الدولية كانت عديد الشعوب ترزح فيها تحت وطأة الاستعمار مؤكدا أن الإعلان رغم افتقاده للصبغة الإلزامية فقد شكل مرجعا لمختلف الأمم والدول تستلهم منه تشريعاتها الوطنية في المجال والقاعدة الأساسية التي انبنت عليها جميع المواثيق والمعاهدات اللاحقة في ميدان حقوق الإنسان ومنها بالخصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وابرز رئيس مجلس النواب انخراط تونس في المسيرة التاريخية لحقوق الإنسان منذ الاستقلال والانطلاق في بناء أسس الدولة الحديثة مذكرا بما تضمنته توطئة دستور1 جوان 1959 من دعوة إلى التمسك “بالقيم الإنسانية المشاعة بين الشعوب التي تدين بكرامة الإنسان وبالعدالة والحرية وتعمل للسلم والتقدم والتعاون الدولي الحر” في إشارة واضحة لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وأكد مصادقة تونس على جل المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية في مجال حقوق الإنسان فضلا على بناء منظومة قانونية وطنية ترمي إلى صون هذه الحقوق وترسيخ ثقافتها. وابرز السيد فؤاد المبزع ما شهدته المنظومة الوطنية من تحول نوعي بفضل تعديل الدستور سنة 2002 الذي ارتقى بالمقاربة الوطنية لحقوق الإنسان إلى مرتبة تكريس كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها ونزل مبدإ التضامن المنزلة التي يستحق ضمن هذه الحقوق وجعل من صون منظومة حقوق الإنسان إحدى ركائز المشروع الحضاري للرئيس زين العابدين بن علي وتم خلال هذا اليوم الدراسي تقديم عدد من المحاضرات تناولت بحث مسالة حقوق الإنسان من منظور فلسفي وقانوني واستعراض مسار تطورها من خلال المواثيق والمعاهدات الدولية واليات الحماية المرصودة في هذا الغرض. كما كانت المرجعية الوطنية لحقوق الإنسان وتكريس المبادئ الكونية وإبراز انخراط تونس في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان محل دراسة من قبل الخبرات الوطنية والمختصين المشاركين في أشغال هذا اليوم الدراسي .