أكد الرئيس زين العابدين بن علي أن جهود دول عدم الانحياز تحتاج لمزيد تنسيق المواقف في مختلف المحافل والمؤسسات الاقتصادية والمالية على الصعيدين الدولي والإقليمي وتقتضي تنويع مجالات التعاون بين دول الحركة وتوسيع قاعدته والرفع من نسق الاستثمار في القطاعات الواعدة علاوة على تكثيف تبادل الخبرات في مختلف المجالات والحرص على تعزيز البعد التضامني باعتباره مبدأ من المبادئ التي ترتكز عليها الحركة. وبين رئيس الدولة في الكلمة التي توجه بها إلى رؤساء دول وحكومات بلدان حركة عدم الانحياز المجتمعين في القمة الخامسة عشرة للحركة بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية والتي ألقاها السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية أن اختيار “التضامن الدولي من اجل السلام والتنمية” شعارا للقمة يعكس وعيا عميقا بدقة المرحلة وأهميتها وما تفرضه من تحديات ورهانات أفرزتها التحولات المتلاحقة والمتسارعة التي يشهدها العالم. ولاحظ سيادة الرئيس أن فاعلية حركة عدم الانحياز وتوفقها في تجسيد الأهداف التي بعثت من اجلها تتجسم بالأساس في تكريس قيم التضامن والتآزر وترسيخ مبادئ الحوار والتفاهم والتسامح بين الشعوب ونبذ العنف والتطرف بجميع أشكاله ومصادره. وأعرب في هذا المضمار عن الارتياح لتنامي وعي المجموعة الدولية بمخاطر الإرهاب وأسبابه العميقة مؤكدا مجددا ضرورة عقد مؤتمر دولي برعاية منظمة الأممالمتحدة لوضع مدونة سلوك دولية لمكافحة هذه الظاهرة تلتزم بها كل الأطراف. وبعد أن أبرز الخطوات الهامة التي قطعتها تونس على طريق الانخراط في منظومة الثقافة الرقمية واقتصاد المعرفة جدد الرئيس زين العابدين بن علي الدعوة إلى متابعة توصيات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي التأمت بتونس سنة 2005 من اجل إرساء ثقافة رقمية متضامنة لتقليص الهوة الرقمية والتكنولوجية بين الدول ولضمان استفادة الجميع من النقلة المسجلة في مجال التكنولوجيات الحديثة. وأكد رئيس الدولة من جهة أخرى إيمانه بان التنمية البشرية والإحاطة بكل الفئات الاجتماعية تعد من أهم مقومات الاستقرار والتقدم والازدهار في العالم مذكرا في هذا السياق بالأهمية البالغة التي يوليها للعناية بالأجيال الصاعدة والإنصات لمشاغل الشباب وحمايته من كل أشكال الإقصاء والتهميش ووقايته من مخاطر الانغلاق والتطرف وبين انه في هذا الإطار بالذات تتنزل دعوة تونس إلى وضع سنة 2010 تحت شعار السنة الدولية للشباب والى عقد مؤتمر عالمي للشباب يتوج بإصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة متقدما في هذا الصدد بالشكر لكل التجمعات الجهوية والإقليمية التي عبرت عن مساندتها لهذه المبادرة ومعربا عن الأمل في دعم حركة عدم الانحياز لهذه الدعوة والإسهام في تجسيمها من اجل تحقيق مزيد التقارب والتفاهم بين مختلف شعوب العالم. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي على صعيد آخر أن حركة عدم الانحياز مدعوة اليوم أكثر من اى وقت مضى إلى العمل على دفع جهود السلام في الشرق الأوسط ودعم مساعي إحياء العملية السلمية واستئناف المفاوضات لاسيما في ضوء الرؤية الأمريكيةالجديدة الداعمة لتسوية عادلة وشاملة على أساس حل الدولتين فضلا عن تكثيف جهودها من اجل حمل إسرائيل على احترام قرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي السورية واللبنانية المحتلة.