“الطفل في المشهد السمعي البصري” هو محور ملف أعدته مجلة “التلفزة التونسية”النصف شهرية في عددها الأخير لشهر ديسمبر الجاري والتي حاولت من خلاله طرح مقاربة لقضايا الطفل واهتماماته من خلال مساءلة البرامج الموجهة إليه ومدى اعتنائها وإحاطتها وتعمقها في هذه القضايا ومدى مخاطبتها الطفل من منطلق تطلعاته وتنشئته الاجتماعية.كما حاورت المجلة نخبة من الخبراء والمختصين في شؤون الطفولة والمهتمين بالبرامج الموجهة للأطفال في محاولة مثلما بينته افتتاحية هذا العدد لمتابعة الإعلام الموجه للطفل وتقييمه وتفسير ما مرد إقبال أو عزوف الطفل على برامج معينة بذاتها وكيفية مقاربة مختلف هذه المواضيع وضمن أي أصناف برامجية وأشكال تعبيرية يتم معالجتها. وفتحت المجلة هذا الملف عقب الاحتفال في نوفمبر المنقضي بشهر حماية الطفولة الذي وضع تحت شعار” ضمان حق الطفل في الحماية مسؤولية مشتركة” وطرح الملف العديد من التساؤلات المتعلقة بواقع البرامج الموجهة للطفل في المشهد السمعي البصري وبمستوى التقنيات الاتصالية المعتمدة والمضامين الإعلامية لهذه البرامج. واتضح أن البرامج الموجهة للأطفال تصنف في خانة أصعب البرامج التلفزية على الرغم من أن البعض يتعامل معها على أنها صنف يسهل إعداده مع الإشارة إلى أن تجربة قناة تونس 7 الفضائية في هذا المجال تعتبر مهمة بالرغم من بعض النقائص التي يمكن تداركها بالمتابعة ومزيد التعمق والتخصص. وتفرد القناة في كل شبكة فصلية أو مناسبتية حيزا كبيرا من مساحات البث لبرامج الأطفال تصل إلى 24 ساعة أسبوعيا بنسبة 60 بالمائة إنتاج وطني و40 بالمائة إنتاج مستورد “صور متحركة” يخضع إلى انتقاء صارم يعتمد مقاييس علمية وبيداغوجية لها صلة بمضمون هذه البرامج وشكلها وما تحتويه من قيم إنسانية مع الحرص على تلافي المشاهد العنيفة أو المزعجة والتي غالبا ما تخلف مردودا سلبيا على المشاهد الصغير. وتطمح القناة خاصة إلى مزيد العناية بالبرامج الموجهة لسن ما قبل الدراسة والعمل على رسكلة وتكوين الإطارات العاملة ضمن مصلحة برامج الأطفال. وتتميز برامج الأطفال على قناة تونس 7 والتي تستهدف الشرائح العمرية من 6 إلى 12 سنة ومن 12 سنة فما فوق بالتنوع ذلك أنها تشمل التكنولوجيا الحديثة والألعاب التثقيفية والبرامج الإخبارية والمنوعات والتربية الفنية. وفي جانب آخر، سلط الملف الضوء على تجربة القناة الفضائية تونس 21 في مجال البرامج الموجهة للأطفال والتي تبلغ نسبة 11 بالمائة من جملة البرمجة الجملية على القناة. وتتمثل هذه البرامج خاصة في سلسلات الصور المتحركة والتي تستهدف مختلف الفئات العمرية من الأطفال فضلا عن مجموعة أخرى من البرامج التي هي في طور الإعداد والمعتمدة أساسا على عناصر التربية والترفيه والتثقيف والموجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و15 سنة . ولم يغفل الملف عن آراء الأكاديميين والباحثين وأخصائيي علم النفس والاجتماع حول ما يكتب وينتج ويقدم للطفل خاصة في الإذاعة والتلفزة والذين أكدوا على أهمية الإعلام السمعي البصري في تشكيل شخصية الطفل داعين إلى مزيد العناية بهذه البرامج وتشريك أهل الاختصاص لبلوغ نقلة نوعية وعلمية في إنتاجها . وعرج الملف من ناحية أخرى على التجربة التونسية في مجال الأفلام الكرتونية حيث تمت الإشارة إلى بساطة هذه التجربة إلى أن جاء فيلم “لتحيى قرطاقو” للمنتج التونسي الراحل بهاء الدين عطية بمساهمة أطراف أخرى. أما أول إنتاج للصور المتحركة تونسي مائة بالمائة فكان سنة 2006 مع سلسلة “فكرى وكسلان” للمنتج والمخرج والكاتب يسري بوعصيدة وهي عبارة عن مجموعة قصص مستوحاة من “كليلة ودمنة”.