أخبار تونس– فاز المسلسل التلفزيوني التونسي “صيد الريم” بالجائزة الكبرى للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون خلال الدورة ال14 للمهرجان التي اختتمت مساء الخميس الماضي في قمرت الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. إذ تحصل المسلسل على الجائزة الأولى في إطار المسابقة الرئيسية الخاصة بالمسلسلات الاجتماعية والكوميدية وجائزة أخرى في إطار المسابقة التلفزيونية التي يمنحها مركز”المرأة العربية للتدريب والبحوث” (كوثر). ورجعت جائزة النص المتميز الخاصة بلجنة تحكيم مسابقات الدراما التلفزيونية إلى كاتبة نفس هذا المسلسل رفيقة بوجدي. وقد عرض”صيد الريم” لأول مرة خلال شهر رمضان الماضي. ويشارك في هذا المسلسل مجموعة هامة وقيمة من الأسماء المعروفة أمثال الفنان رؤوف بن عمر ودليلة مفتاحي وسميرة العمري وفتحي الهداوي ونعيمة الجاني ... وتدور أحداث المسلسل بمصنع خياطة ومحطة سيارات أجرة وحي شعبي في ضواحي العاصمة وحكايات مجموعة من الطلبة. أربعة عوالم يسرد وقائعها المسلسل في بدايته منفصلة ثم لا تلبث أن تتقاطع بتشابك الأحداث وتقاربها. ويتناول المسلسل موضوع التحرش الجنسي بالمرأة العاملة ويطرح مشاكل الفتيات العاملات في مصانع الخياطة. مصنع الخياطة، هو في الواقع، عالم داخل العالم يديره “رئيف مراد” صاحب الأمر والنهي. فهو مدير مصنع يبدو ناجحا في عمله وصارما لا يقبل من عماله أدنى تهاون ولكنه في الواقع «صياد ريم ماهر» مفتون بعشق الغزلان الآدمية. يغوص النص بجرأة غير معهودة في معاناة “بنات المعمل” النفسية وظروفهن الاجتماعية التي ظلت لزمن طويل من المواضيع المسكوت عنها.ونقترب ضمنه من واقع الشباب العامل بقطاع النسيج وبعض مشاكله وبعض هواجسه وبعض أحلامه. ويراوح المسلسل بين مصنع الخياطة والحي الشعبي ذي المنطق الخاص، بما يتعلق به من عنف وطيبة ومن أنانية وإيثار إلى حد يصبح معه الجيران أفراد عائلة واحدة يتقاسمون الخبز والملح والحزن والفرح. العالم الثالث في مسلسل” صيد الريم” هو محطة سيارات الأجرة عالم ذكوري حيث تعم الفوضى وتسود سلطة الأقوى... بين هذا وذاك تحملنا كاتبة النص إلى الجامعة، حيث الشباب الطالبي الحالم و المتفتح على الحياة، شباب يرى الحياة بعيون متفائلة. من خلال هذه العوالم الأربعة يقدم المسلسل نبذة عن واقع جزء من تونس اليوم بجمالها وتناقضاتها ويقترب من نماذج اجتماعية مختلفة... يقف عند أفراحها وأتراحها ويغوص في أغوارها. ومن خلال كل هذا نكتشف قصص الحب والغدر والموت والانتقام... كل ذلك بأسلوب متميز ساخر حينا ومتشنج أحيانا جعله ينال استحسان لجان تحكيم الدورة 14 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس، على أمل أن نراه على شاشات الدول العربية الشقيقة.